Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-May-2017

موسكو وطهران..خطوط الالتقاء والافتراق في سوريا - فيصل ملكاوي
 
الراي - رغم التحالف الروسي الايراني المعلن في سوريا ، الا انه ثبت في اكثر من مرة ان هناك مسافة بين استراتجيية موسكو من جهة وطهران من جهة ثانية في الازمة السورية حمل علامات التنافس على اليد العليا في توجيه الازمة والتحكم بها ، فكلا البلدين حليفان للنظام السوري ومتفقان على حمايته لكنهما يمارسان النفوذ والتدخل ، باساليب وادوات حملت علامات التنافس والتباين وكل استراتيجية وفق مصالحها واهدافها.
 
وفي الوقت الذي لا خيار للنظام السوري سوى الامساك بالتحالف مع موسكو وطهران ، الا انه اكثر من مرة تجرأ وذهب بشكل متمايز خلف الاستراتيجية الايرانية ، التي كانت تلحق الضرر بالخطوات والترتيبات التي تعتمدها موسكو لبناء وتنفيذ استراتجيتها في سوريا باعتماد طهران على وجودها على الارض السورية بقوات وميلشيات خصوصا حزب الله فيما تتفوق روسيا في القوة الجوية المتمركزة على الساحل السوري.
 
وتعلم موسكو تماما ان طهران والنظام لم يلتزما مرارا بما تريده وترتبه في سياق تنفيذ استراتجيتها حيال الازمة وتطوراتها ، بل وعملا على تخريب هذه الخطوات سواء على الصعيد السياسي او الميداني او ترتيبات التهدئة ووقف اطلاق النار وكان لايران دور جوهري في هذا السياق التخريبي ، مع قناعة لدى النظام السوري بان طهران الاكثرتمسكا من موسكو ، بحمايته ومنع سقوطه لاعتبارات تتعلق بالتهديدات وارتباط المصائر خصوصا لاعتقاد ايران بانها ستكون الهدف التالي، اذا ما انهار النظام وخسرت اوراقها كاملة في سوريا.
 
وفي المقابل فان روسيا ابقت ردود فعلها في سياق اعتيادي ، حيال اي ضربات تتلقاها الاستراتجية الايرانية واذرعها في سوريا ، وكانت ردود موسكو هادئة ، حيال استهداف الادوات والمصالح والميليشيات الايرانية في سوريا مثل حزب الله بما في ذلك شحناته العسكرية ، واستهداف قياداته الميدانية وكذلك القوات الايرانية من قبل اي طرف ، وكانت الضربات الاسرائيلية المتكررة لمراكزحزب الله في سوريا وامداداته القادمة من ايران والمتوجهة الى الحزب في لبنان دليل على مستوى رد الفعل الروسي الذي لا يرقى الى اعتبار ايران حليفا يقتضي مشاركتها المواجهة ضد خصومها.
 
الخط الاحمر الذي وضعته موسكو للرد في سوريا هو الاقتراب من مراكز القوة العسكرية الروسية مباشرة وربما التعرض للنظام بتهديد وجوده ، اذ لم تظهر مصالح وادوات ايران وقواتها وميلشياتها كخطوط حمراء روسية ، ولم تتحرك الدفاعات الروسية اس 300 واس 400 في سوريا لصد اي نيران مصدرها الجو بالطائرات او الارض بالصواريخ استهدفت في غالب الاحيان اهدافا متنوعة لحزب الله في سوريا الذي يشكل الذراع الابرز للاستراتجية الايرانية في سوريا ومنها الى المنطقة والعالم ايضا.
 
المسافة التي تحاول ايران اخذها ومعها النظام السوري ، عن الاستراتجية الروسية لم تلق الارتياح لدى موسكو ، التي بالضرورة تعي الدور الايراني وتعرف ادواته في سوريا ، ومع ذلك فان موسكو وطهران ابقيتا حتى الان على حالة معلنة من التضامن حيال الهدف الذي لا تختلفان عليه من حيث المبدأ وهو الحرص على بقاء النظام وعدم السماح برحيله ، الا ان الازمة السورية التي لا يمكن التنبؤ بسياقاتها وتطوراتها تضع مصير هذه الحالة (الروسية الايرانية ) امام اختبارات المصالح والتطورات على الازمة السورية.
 
موسكو كانت اعلنت بعد تدخلها عسكريا الى جانب الاسد في ايلول من العام 2015 انها هي ( وحدها ) من انقظ النظام السوري عندما كان على وشك السقوط انذاك ، وكرر ذلك بعد معركة حلب ايضا ، ما تم تفسيره انه رسالة لايران بالدرجة الاولى ، لكن عدم تمكن موسكو من استثمار الفراغ الاميركي الذي تركه الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما لتحقيق استراتيجية حاسمة ، مكن ايران من استثمار هذا الفراغ وابقت اوراقها قائمة ما ابقى الخطوط مفتوحة بين موسكو وطهران والظهور كحلفاء في سوريا رغم كل خطوط التقاطع والتنافس في استراتيجيةالبلدين هناك.
 
لكن الاحداث والتطورات اشارت الى ان الحالة الروسية الايرانية تذهب الى التنافس في كثير من الاحيان بل إن ظلال الريبة والشك المتبادل دائما مطروحتان على طاولتي موسكو وطهران دون قطع خطوط الصلة التي يمسك هذه الحالة وهو تحالف المصالح الاجبارية القائمة بانتظار مجريات وتطورات المرحلة المقبلة التي تشهد تغييرا جذريا بالعودة الاميركية القوية الى ملف الازمة السورية.
 
وفي هذه المرحلة التي تمارس فيها الولايات المتحدة الاميركية والغرب ضغطا هائلا على موسكو لدفعها للتخلي عن الاسد وعدم تحمل كلف حمايته اكثر فإن جزءا حيويا من هذا الضغط يسعى إلى انتاج مقاربة ايضا بين واشنطن والغرب والحلفاء لاقناع موسكو بالتخلي عن ايران في سوريا وتحجيم دورها وادواتها وعلى قاعدة ان طهران لا تهدد فقط مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في سوريا والمنطقة بل هي تهديد واقعي وموجود على المصالح الروسية.