Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Aug-2018

ارتعاشات الفكر الحائر* لارا طمّاش
الدستور - 
 حين يكون العالم ضيقا.. كل شيء حولنا يتضاءل، فالصورة تصبح بلا اطار و الوقت ضجيج على هامش التفاصيل، و الصوّر إنسان بلا هوية و لا عنوان و لا موعد ينتظر على حفاف أخطر المساحات في الوجدان...
 رفيقة الصمت لمّي الشوق و أسكني الحروف في قطار العمر..وأحصدي الفرح من شمع ذاب في المكان فشروخ الوقت ذات غفوة حين كان الشوق سيد الحكايا .
قالت لها : كيف ؟ و أنا من تناقلت نقاطي من مكان لمكان و تابعت المسير و لم أقف يوما على عتبات الممرات و دهاليز الأحداث التي رافقت أمواج تفكيري حين ركنت لبوابات الصمت و أرّخت للصور لقدر الكتابة من الوريد الى الوريد..فعرفت لماذا الصمت أبلغ من كل الكلام .
 لا أحد يعرف كيف تكون اللحظات الهاربة من الكبرياء تساوي حجم الأمل إلا من يقضي الوقت وحيدا إلا من نفسه حيث يتفجر كل الحزن الذي في النفس .
أراني اليوم مكبلة الإحساس غائبة وعي اللحظة رغم أن بعض الأمل يعشعش في القلب. ستظل ترتجف أسماؤنا على شفة الوقت يا صديقتي ..و ستظل ترتجف القلوب تحت سنديانه قديمة تعانق الجرح،تحْتضن الوجع الخائف و تدَثّر برد الصور،هل آن أوان الجُبن؟
 كلنا نحارب الزمن و أوراق قدرنا تلفنا.. تغطينا من رأسا حتى أقدامنا. نعضّ على القلب و نكفّن جرحا مات لهاثا خلف حقيقة، نستعذب خيالات التوهج و نتوسل المطر ان يرطب جسد المشوار، فنثور حرفا حرفا و نتخذ من المعاني لحافا و نتأرجح خلف القصص .
 أما أنا فلا أحتاج إلاّ الصمت لأتوحد مع قامة الجبل الشامخ، فألقاني و أنا أهرب من بين لمس النظرات لأذكر ما فات و أتكهن بالقادم!
(و بين هذا و ذاك ترنيمة تخترق حياتها و جوع للسفر على متن طائرة ورق ملونه ...و كلما قابلت وجها كان موجعا فأصعب الظن أن تبحث خلف كل وجه عن وجه و كلما كتبت كانت محاولة يائسة للتعرف على الآتي و كلما اختارت أن ترحل عادت تتقدم من جديد فالصدق الذي يفجر لغتها هو من يشلّ أجنحتها).