Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Nov-2018

أسيد اللوزي .. - عبدالهادي راجي المجالي

الراي - غادر أسيد اللوزي الحياة ، وهو يحاول إنقاذ طفلة من الموت ...ضحى بزهرة شبابه ، لكنه لم يتنازل عن قيمه ..عن المروءة ، وعن الشهامة وعن الدين ...

أسيد ..ليس أستاذا جامعيا، مولوعا بالليبرالية ومنجزاتها..وهو ليس (تكنوقراطا) يؤمن بالشهادة البريطانية ومستلزماتها ، وهو ليس نتاج أحزاب لا تعرف من اليسار سوى الصراخ ..ومن اليمين سوى الإنكفاء، وهو ليس نتاج واشنطن وملحقاتها ، وهو أيضا ليس من الجيل الجديد الذي يطمح بنقل الإقتصاد من أبوية الدولة ، إلى القطاع الخاص .
أسيد يمتلك لحية جميلة، وقد خفف الشارب قليلا من قبيل الإلتزام بسنة النبي محمد صلى االله عليه وسلم ، وهو يصلي الفجر حاضرا في المسجد، ويقرأ كتاب االله في سويعات الفجر الأولى، وربما يردد كثيرا اية من القرآن تلامس شغاف القلب: (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) ...وهو لايعرف ماركات البدلات الإيطالية الفاخرة ، لكنه يعرف طهر الوضوء وطهر الروح ، وربما قصر من الدشداشة قليلا إلتزاما بالسنة أيضا ...وأسيد قرر أن يغادر الحياة لأجل عمل شهم وبطل ،وقرر أن لا يناقض نفسه ودينه وقيم مجتمعه فاندفع إلى الموت محاولا إنقاذ طفلة .
هل القيم الليبرالية، والأحزاب...والحراكات ، واعتصامات الرابع ..تحمل ذات الإندفاع وذات الرجولة التي حملها أسيد؟ ....هل ما أنجزناه على مدى سنين، من مشاريع شبابية وهيئات وبرامج ممولة من (الأن انجي أوز) لتمكين الشباب وخلق الوعي الديمقراطي لديهم ..قادرة أن تزرع في قلوبهم ذات الرجولة في قلب أسيد ؟ ..هل الوزارات التي أقمناها ..والملايين التي أنفقت ..ومؤتمرات الثرثرة ،هي الأخرى قادرة على خلق إقدام مثل إقدام أسيد ؟ أسيد هو التعبير الحقيقي عن المواطن الأردني،وهو أيضا رسالة إلينا كي نعود إلى
قيمنا إلى الدولة المحافظة ، رسالة إلينا ..كي نعيد رسم تحالفات مع الجيل المؤمن الملتزم..وليس مع فكرة التحرر والليبرالية، وفكرة المبادرات التي تنطلق لأجل لاشي ..سوى الثرثرة والتعارف.
أخي اسيد أنت جعلتي أؤمن بمعادلة في الحياة ، وهي أن تقرأ في سويعات الفجر ... أية من القران تقول : (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة) ..أفضل بمئة مليون مرة ، من كل المنجزات الليبرالية..واليسارية، والتكنوقراطية ...أفضل بمئة مليون مرة ، من كل القيم الغربية التي استوردناها فقط للإستعراض ...
على الأقل ايات القرآن تجعل منك رجلا، بالمقابل قيمهم وأفكارهم ( ضيعتنا) وكأننا نحن من غرق في تلك الحفرة،وليس الطفلة .
Hadi.ejjbed@hotmail.com