أحسنت جمعية عون الثقافية في عمان، والتي تضم نخبة من رجالات الوطن في مختلف المجالات الإكاديمية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية أن أخذت على عاتقها المساهمة الإيجابية في كتابة تاريخ الأردن، وتوثيق الدور الوطني والقومي للشعب الأردني بالدفاع عن فلسطين ودعم حركات التحرر من الاستعمار في العديد من الدول المجاورة.

بدأت الجمعية بالعمل على جمع الوثائق التي تحكي قصة بناء الدولة الأردنية والنهوض بالقضية الفلسطينية، وذلك من خلال الاتصال المباشر مع أبناء وأحفاد رجالات الوطن الذين ساهموا في تأسيسه مطلع العشرينيات من القرن الماضي، والتي تظهر تصميم الشعب الأردني على بناء وطنه، ووقوفه إلى جانب الشعب الفلسطيني في مقاومة الهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتصدي بالقوة المسلحة للعصابات الصيهونية.

عملية التوثيق بالكلمة المقرؤه والمكتوبة، وبالصوره تركز على دور الشعب الأردني وإظهاره بالمكانه التي تليق بوطننا وقيادتنا ورجالاته، وإعادة إحياء ذكراهم العطرة، وتخليداً لسيرتهم النضالية، ومواقفهم المشرقة بما قدموا من تضحيات جسام دفاعاً عن وطنهم وكرامة أمتهم وعلى رأسها قضية العرب المركزية، قضية فلسطين حيث تعمل الجمعية على ثلاث مراحل؛ الأولى منذ بداية ظهور نوايا الحركة الصهيونية وقوى الاستعمار لإقامة وطن قومي لليهود.

الجمعية وعبر المتطوعين والمنتسبين إليها ستعمل بعد الانتهاء من جمع المادة التاريخية في فترة الحكم من 1949 ولغاية 1999، والمرحلة التالية من عام 2000 وحتى الآن الى إصدار موسوعة تاريخية عن كل مرحلة تكون موثقة وتبرز دور كل من ساهم في صنعها أو شارك فيها من كافة مكونات الدولة الأردنية ونضالها ومواقفها الوطنية والقومية، وكذلك إنتاج فيلم وثائقي يركز على أهم تلك الأحداث التي كانت تمثل منعطفاً تاريخياً في الأردن، وتناوله للشخصيات التي لعبت دوراً بارزاً فيها.

هذا المشروع الوطني الكبير، والذي يتبناه ويسعى إلى تنفيذه بجهود خاصة من أبناء الوطن من شأنه أن يساهم في إبراز دور الشعب الأردني ومكانته وقدرته على تقديم ما يليق بوطنه وقيادته الهاشمية الحضارية الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، وأن من شأن هذه الموسوعات الوطنية أن تسد ثغرة كبيرة في المكتبة الوطنية والعربية على حد سواء خاصة وأن القائمين على هذا المشروع الوطني هم قامات وكفاءات أردنية تتميز بالبذل والعطاء؛ حيث تضم التخصصات العلمية والخبرات العملية، وأن إمداد هذه الجمعية بالوثائق والصور من كافة شرائح المجتمع وحتى من هم في الخارج من شأنه أن يقدم مادة تاريخية عن هذا البلد الذي صنع المعجزات بإمكانياته المتواضعة، ولتكون بين أيدي الأجيال القادمة.