Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Aug-2018

دع أبتسامتك تضيء الكون... لماذا كل هذا؟ - د.اسمهان ماجد الطاهر

الراي -  فجأة وبدون سابق انذار ترمي إليك الحياة بكمية من القسوة والغضب تخنق أنفاسك وتجمد أطراف قلبك.

يسكن بداخلك مزيج عجيب من الماء والنار والكبرياء تنظر بذهول وتتساءل ما هو الذنب الذي اقترفته لإستحق كل تلك القسوة. تتبعثر أفكارك يعتريك الخوف وتحاول لملمة شظايا قلبك النازف.
يتسرب الحزن إليك كوباء ليستقر في عينيك. ماذا بعد؟
تصرخ بصوت لايسمعه سواك لماذا كل هذا؟ أكثر الأشياء ارهاقاً للنفس هو كتمان مانحن بحاجة لقوله.
تنظر في المرايا فتجد نظرة ضياع تبحث عن ميناء سلام بعيد لا تستطيع أن تطاله.
تسمع دقات قلبك كطبول وقد يتسارع نبض عقلك في صراع غريب بين عقلك وقلبك.الحقيقة الوحيدة الثابتة في الكون "لقد خلقنا الانسان في كبد".
ما الذي يزيد هذا الكبد ويضاعفه؟
قد يكون هناك أشباح تصرعلى قتل كل شيء جميل في داخلنا. وقد يكون سارق الفرح هو من قام باغتيال ابتسامتنا.
تطرق بالتفكير العميق تنتقض أحشاؤك في ثورة بيضاء تصرعلى إيقاظ الإرادة والقوة بداخلك فليس في الحياة حقيقة واحدة تستحق أن يموت الانسان من أجلها فمثلاً المبادئ والقيم يحكم الاغبياء بأسمها ويحيا الطيبون من أجلها. تتخذ قرارك بعزم أن تتجاهل الأشباح وسارق الفرح في إصرار يدفعك إليه ايمان روحاني عميق لايتغير.
تخاطب قلبك قائلاً: انا قوي وثابت على الحق وسأمضي قُدما. علمني الوجع أن الكمال في الجنة وأن علينا أن نتأقلم مع نقص الحياة. لن أسمح لغضب الطبيعة ولالقسوة الزمن أن تغلف قلبي. العيش في جلباب الماضي ليس السبيل الأمثل والحياة أكبر من أن نختزلها بحدث واحد، والمواقف عندما تعطي أكبر من حجمها تتضاءل قدرتنا على مواجهتها.
للحياة جمال وللكون روعة اذا تأملتها تناسيت المضني من الأيام. حاول أن تلهم نفسك بكلمات هادئة وثابتة ولا تسمح للظروف أن تقتل التفاؤل والفرح بداخلك. كثير هم البشرالذين عانوا من الفقد والظلم وما زالوا يبتسمون ويهدون الأمل لمن حولهم.
دع أبتسامتك تضيء الكون وأمض بأحلامك وأمنياتك الصادقة. تحدى القسوة وأخرس الغضب ودع الحزن يختنق. بمرور الأيام تتساوى الأمور بالتخطي ويغرق الألم بفطرة النسيان فلا تسمح لشيء أن يقتل كل شيء ولا تسمح لعيب في شخص أن يقتل كل مميزاته. ولا تسمح لحدث أزعجك أن يقتل كل المزايا من حولك. الوطن الذي عانيت فيه لا يعني أن تنفض يديك منه وتهاجر لاهثاً خلف هوية لن تجدها في أي مكان بعيداً عنه. لاتسمح لشيء أن يقتل كل شيء وكن كالبحر الذي مهما طفت على سطحه بعض الوريقات يظل عميقاً في أحشائه الدر كامنً.
A_altaher@asu.edu.jo