Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-May-2021

صدور “تفاصيل” للقاص جمعة شنب

 الغد- صدر للقاص جمعة شنب مختارات قصصية بعنوان “تفاصيل”، عن دار العائدون للنشر والتوزيع، عمان، ضمن سلسلة “مختارات العائدون الإبداعية- قصص، التي تصدرها الدار، ويحررها الشاعر عمر شبانة.

ضم المختارات التي جاءت في (105) قصص منتخبة من خمس مجموعات هي نتاج تجربة شنب في القصة القصيرة والقصيرة جدًا، إضافة إلى قصص لم تنشر في مجموعة بعد، أي أنها تنشر للمرة الأولى.
يقول المحرر الأول لسلسلة المختارات “لعل هذه المختارات تفتح الباب واسعًا على عالم واحد ممتد ومتعدد، منذ البدايات حتى اليوم، فيقرأ من يريد “تفاصيل” هذه التجربة، بعناصرها الأساسية، وسِماتها الأبرز، فاجتماع هذا العدد وهذا التعدد يتيح قراءة لا تتيحها قراءة المجموعات منفردةً، بل يبرز هنا المؤتلف والمختلف، الواقعي والفانتازي، السوداوي مقابل بعض ثقوب الأمل وبواباته ربما”، لافتا الى “أنها قصص مدهشة بتفاصيلها ولغتها التي تقترب من لغة الشعر. وليست هذه سوى ملامح من عالم جمعة شنب الثري والعجيب، هنا، والآن!”.
وبدأت تجربة جمعة شنب مع القصة القصيرة منذ كان طالبًا في الجامعة، فأصدر مجموعته “الرسالة الأخيرة” (1982)، ثم صدرت له مجموعة “موت ملاك صغير” (1984)، وتوقف بعدها فترة من الزمن، قبل أن تصدرَ مجموعته “قهوة رديئة” (2015)، وتتبعها مجموعته “بنت الحرام” (2017)، وأخيرًا كانت مجموعته “رجل غير مهم بالمرة” (2018، وهي قصص تقع كل منها في أقل من مائة كلمة). وننتظر مجموعته القادمة التي سنقرأ في هذه المختارات بعض قصصها غير المنشورة، والتي كتبها شنب خلال العام (2020)، عام الـ “كورونا” الكئيب، بل الأشد كآبة مما شهده العالم منذ عقود. وقد بدا جمعة شنب، ومنذ بداياته، حتى أحدث كتاباته، هذا الكاتب “المختلف”، وعلى غير صعيد، بدءً من اختيار فكرته وموضوعه وتفاصيله، مرورًا بأسلوب معالجته وبنائه المتميز، وصولًا إلى التأثير الذي تتركه قصصه في المتلقي. فهو يكتب واقعه وإحساسه بهذا الواقع كما “يراه” هو، وكما يشعر به من خلال معايشته ووعيه هو، لا كما يراه أو يريده الآخرون.
يستطيع قارئ هذه “المختارات” أن يشكل صورة “بانورامية” موسعة ودقيقة إلى حد كبير عن تجربة جمعة شنب، فهي، من جهة، تشتمل على ما يمكن اعتباره نظرة شاملة لما قدمه خلال ما يقارب أربعين عامًا، وهي من جهة ثانية، تقدم صورة للتحولات و”التطورات”، وربما أيضًا “التعديلات” التي طرأت في هذه التجربة وعليها، لجهة توسيع مدى النظر ودقة التحديق في الحياة والعالم والوجود.
تتميز قصص شنب، كما تظهرها هذه المختارات، بنظرتها إلى الحياة تلك النظرة الحادة والصارخة، ويمكن إضافة النظرة السوداوية الواقعية.. لقد شهدت تجربة شنب، تحولات واضحة، من عالم المخيم وصولًا إلى عالم الجريمة البشعة غير المبررة، لكنه عالم البشر بكل ما يمتازون به من صفات وسمات. عالم تلتقي فيه وتمتزج طينتان من الناس، الضعيف الفقير المتخاذل الصامت المهزوم والمهمش، مقابل عالم القوي المتسلط الثري الهمجي.. يتواجَه الطَرَفان في زاوية ضيقة من الحياة، ويبطش الثاني بالأول بشدة.
قصص جمعة شنب هنا، خصبة بالخراب والدمار، لكنها تجسد قراءته- التشريحية الإبداعية للواقع في أبعاده الاجتماعية والسياسية والخ. ومن يقرأ هذه القصص لن يعود هو نفسه. سوف يعيش الكوابيس بكل ما تنطوي عليه من رعب، ويشعر أنه يعيش الواقع ذاته الذي تعيشه شخوص القصص هنا، وهذا لشدة التصاق الكاتب بما يرى وما يكتب. لكنه لا بد أن يقرأ بين السطور تلك الأضواء والعلامات ذات “الأفق” وحب الحياة والحرية والكرامة.