الرأي - 

المقابلة المتلفزة أمس مع الشخص الذي نفذ عملية السطو على أحد البنوك أمس الأول، والبداية سؤال موجه للساطي المعترف: يعطيك العافية.. ويرد: الله يعافيك (وعلى شو يعطيه العافية)؟

 

وبعدها يجيب على سؤال: كيف خططت لعملية السلب؟، فيقول: سيدي إحنا انا خططت (من أنتم؟).

 

ويسرد الساطي المعترف عملية التخطيط والسلاح المستعمل في التنفيذ وهو (فرد بلاستيك) وما قام به بكلام متزن ودون خوف او وجل او تلعثم وبتراتبية ملفتة وبجمل مفيدة واعترافه بالتخطيط والسطو، وأنه جامعي وتخصصه تسويق، وهو ميسور الحال وغير محتاج ويمتلك بيتاً وسيارة ً، ويعمل براتب 700 دينار وكذلك زوجته تعمل وراتبها 700 دينار أيضاً، وعنده طفلان، لكنه أراد الثراء السريع.

 

وعندما سُئل بماذا ينصح الشباب؟ أجاب إنه ينصح الشباب بالبحث عن الرزق الحلال والابتعاد عن الحرام، لأن الحرام نهايته السجن.

 

والساطي المتكلم الناصح، مقتنع بحرفية الأجهزة الأمنية، وأن لدينا جهازا أمنيا قويا جداً وأن أي جريمة أو قضية لا تتحمل ساعة أو ساعات وتلقي الأجهزة الأمنية القبض على الفاعلين والمجرمين.

 

طيب.. يا أبو الشباب.. طالما انت مش بحاجة وتعرف الحلال من الحرام وعندك أسرة مستقرة، ومقتنع انه عندنا جهاز أمني قوي جداً وسيلقي القبض عليك خلال ساعة، طيب.. لماذا أقدمت على عملية السطو ومش خايف ولا على بالك؟

 

اه عفوا نسيت، أن كل السراقين والحرامية الهوامير الكبار ليسوا بحاجة.. بس هم اللي نهبوا البلد وأفقروها وأفقروا الناس بدون حتى فرد بلاستيك.

 

متى ستجرى المقابلات مع الحرامية الكبار الذين سرقوا البلد؟ مقابلات.. حتى وهم دايرين وجوههم، نحن موافقون، حتى لا نغتال شخصياتهم؟

 

بالمناسبة.. مَنْ يغتال شخصية الآخر؟ المواطنون الشرفاء يغتالون شخصيات الفاسدين الفاسدة، أم الفاسدون هم من اغتال شخصية وسمعة الوطن وماله العام وثرواته وخيراته ومؤسساته وأفقروا مواطنيه واغتالوا مستقبل الشباب وطموحهم؟

 

ويأعمار، على أيّام زمان، عندما كان أي تاجر يستغل مواطن ويرفع سعر أي سلعة يُنشر اسمه في كل الصحف.

 

متى ستكتب أسماء الفاسدين الحيتان في الصحف وتفتح ملفاتُ الفساد ويقدم الخونة إلى قضاء عادل ينتقم للوطن وللشعب ويسترد الوطنُ ثرواته المنهوبة؟

 

ربنا المنتقم