Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    09-Feb-2019

كنعان: جهود الملك أحاطت المقدسات في القدس بسور منيع حماها من الضياع
مكانة جلالته عالمياً شكّلت رصيداً إضافياً للدفاع عن القضايا القومية
الرأي - حيدر المجالي - أكد أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبدالله كنعان الدور المحوري لجلالة الملك عبدالله الثاني في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية، في ظل تعرضها لهجمة اسرائيلية مستمرة وبشكل يومي، حتى أصبح مسلسل الاعتداء والانتهاك والاجرام، هو الهوية السياسية والدبلوماسية التي تعرف بها اسرائيل اقليمياً وعالمياً.
 
واوضح كنعان في مقابلة خاصة إلى «الرأي» أن سياسة إسرائيل تسعى إلى الاسراع بتنفيذ مخططاتها الصهيونية الممنهجة الهادفة الى تهويد القدس ومقدساتها، وبالرغم من قسوة الهجمة الاسرائيلية المستندة على عنجهيتها ورفضها للشرعية الدولية، الا أن الموقف الهاشمي التاريخي المتمثل اليوم بجهود جلالة الملك في الوصاية والرعاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية أحاط هذه المقدسات بسور منيع حماها من الضياع والطمس والزوال، على يد آلة قمعية استعمارية هي الأكثر شراسة في التاريخ الانساني.
 
وحول مفهوم الوصاية الهاشمية على القدس، بينّ كنعان أن جذورها تعود الى تاريخ عميق من الصلات والواجبات الدينية والاهتمامات المرتبطة بالنبي الهاشمي محمد عليه الصلاة والسلام، حيث سرى اليها ومنها عرج واليها وجه المسلمين بأمر من الله سبحانه وتعالى بالصلاة حيث كانت القبلة الأولى ومهوى الافئدة والضمائر الحيّة.
 
وأشار إلى أن التاريخ الهاشمي المشّرف للرعاية والوصاية كان له إمتداد منذ عهد الشريف الحسين بن علي قائد الثورة العربية الكبرى، وعلى منبر المسجد الاقصى، وكان الدعاء له بإمامة وخلافة العرب ومبايعته بها، فما كان منه الا رعايتها سياسياً برفض جميع المعاهدات الاستعمارية بما فيها وعد بلفور ومحاولات فصل فلسطين والقدس عن الجسد العربي والاسلامي، والعناية بها وباعمارها من خلال تبرعه بالاموال لصيانتها وترميم ما تعرض منها للأذى.
 
ولفت إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني سار على نهج أجداده، برعاية القدس والمقدسات واعمارها حيث بدأ عهده بقوله:((إن الحفاظ على المقدسات الاسلامية وإعمارها أمانة في عنقي وسأستمر في دعمها على خطى الآباء والأجداد))، وتمثل ذلك عملياً بتشرف جلالة الملك عبدالله الثاني بوضع اللوحة الزخرفية الأولى على جسم منبر صلاح الدين الايوبي بتاريخ الأول من كانون الأول/ديسمبر 2002، هذا المنبر الرمز والشهير الذي تعرض للحرق في حادثة اليمة عام 1969.
 
وحول الدعم المباشر والرعاية للمسجد الأقصى، بيّن كنعان أنها اشتملت، على ترميم الأعمال الفنية في مختلف مرافق قبة الصخرة المشرفة، إذ تعد هذه الواجهات الفنية الزخرفية من كنوز الإنجاز الفني الإسلامي الذي يعود للعصر الأموي، ومنها إعادة الرخام الداخلي لجدران القبة، وصيانة شاملة للمسجد الأقصى شملت تجديد فرش قبة الصخرة المشرفة، وتنفيذ مشاريع الانارة والصوتيات وتحسين الخدمات في المسجد الاقصى، كذلك انشاء كرسي جلالة الملك عبدالله الثاني لدراسة فكر الإمام الغزالي في المسجد الأقصى وجامعة القدس.
 
ولفت إلى أن ثمة العديد من الهيئات والصناديق المعنية بعمارة وصيانة المسجد الاقصى التي إستمر عملها بعهده، منها: لجنة اعمار المسجد الاقصى وقبة الصخرة المشرفة، والصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك ليكون ذراعا ماليا لدعم مشاريع الإعمار الهاشمي وموظفي أوقاف القدس وصمود المقدسيين، واللجنة الملكية لشؤون القدس.
 
كما شملت الرعاية الهاشمية لجلالته المقدسات المسيحية باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من الوصاية والرعاية الهاشمية للقدس والمقدسات، حيث قام في الرابع من نيسان/ابريل عام 2016 وبمكرمة ملكية سامية، بالتبرع وعلى نفقته الخاصة، لترميم القبر المقدس في كنيسة القيامة في القدس.
 
وعن الجهود الدبلوماسية لجلالة الملك في حماية القدس، يرى كنعان أن لجلالته دوراً كبيراً في الدفاع عن القدس من خلال الحراك المستمر وعلى كافة الاصعدة والمحافل بالسعي لاصدار القرارات الدولية، ومتابعة تنفيذها سواء في الجمعية العامة ومجلس الأمن واليونسكو أو على صعيد اللقاءات الدولية الأخرى.
 
وأكد أن هذه الدبلوماسية قد نجحت في تجميد العديد من الإجراءات الاسرائيلية تجاه القدس منها ايقاف تركيب الكاميرات والبوابات الالكترونية والتضييق على القائمين بمهام الاعمار، ولاشك أن وزارة الاوقاف الاردنية تتابع شؤون المسجد الاقصى المبارك وكافة الأوقاف الاسلامية في القدس مما شكل اليوم سداً منيعاً يكفل حمايتها ومنع التعدي عليها.
 
أما عن دور جلالة الملك عبد الله الثاني في نصرة القدس عالمياً، ومواجهة الانتهاكات الاسرائيلية والمطالبة بحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لها؛ قال كنعان ان المكانة العالمية والتقدير الذي يحظى بهما جلالة الملك، شكلا رصيداً اضافياً للدفاع عن القضايا القومية ومن ضمنها القضية الفلسطينية وجوهرها القدس، كما أفاد في محاولاته وتصميمه كسب استحقاقات سياسية تساهم في حلها والحد من آثارها الجانبية على المنطقة والاقليم، خاصة أن هذه القضايا أصبحت سمتها وخاصيتها البارزة اليوم، وبسبب ما تشهده المنطقة من أحداث ومخاطر غير معهودة التشابك والتعقيد.
 
وأضاف: أن مطالب جلالة الملك عبد الله الثاني بالحقوق الفلسطينية جاءت مقترنة باعتراف عالمي واقليمي بشرعية مطالبته بصفته صاحب الوصاية على القدس والمقدسات الاسلامية، ومن القرائن والدلائل القانونية والدبلوماسية على شرعية وقانونية الوصاية الهاشمية والاعتراف بها، التصريحات الرسمية الأميركية، مشيراً إلى أنه في تاريخ 30/4/2018 صرح وزير خارجية اميركا (مايك بومبيو) في مؤتمر صحفي بان الولايات المتحدة الاميركية تستمر بدعم الوضع الحالي في الحرم القدسي بما في ذلك الدور التاريخي للأردن، وتكررت التصريحات الدبلوماسية الاميركية لاحقاً حول نفس المضمون، وفيما يخص اسرائيل نفسها فان اتفاقية وادي عربة الموقعة عام 1994 تنص في المادة التاسعة منها والتي سميت (الأماكن ذات الاهمية التاريخية والدينية) على: (تحترم اسرائيل الدور الحالي الخاص للمملكة الاردنية الهاشمية في الأماكن الاسلامية في القدس)، والاحترام يعني الالتزام والاعتراف بالدور التاريخي والرعاية الهاشمية للمقدسات الاسلامية، وبخصوص الاعتراف عربياً واسلامياً فقد ورد في المادة (13) من البيان الختامي الصادر عن الدورة الاستثنائية السابعة لمؤتمر القمة الاسلامي في اسطنبول في 18/ مايو/ 2018 ما نصه: (نؤكد دعم الوصاية الهاشمية التاريخية التي يتولاها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين على الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية في القدس، والتي أكد عليها الاتفاق الموقع بين جلالة الملك عبد الله الثاني وفخامة الرئيس محمود عباس، رئيس دولة فلسطين بتاريخ 31 مارس 2013).
 
وعن الإعترافات الإسرائيلية ومدى سرعة الإستجابة الأردنية، قال كنعان انه ما من شك في أن هذه الإعترافات ساعدت في سرعة اتخاذ الاردن للتدابير والاجراءات الكفيلة بالحد من الانتهاكات الاسرائيلية المتمثلة بالقتل والتهجير والطرد والابعاد وسحب الهويات في القدس، إضافة الى الاقتحامات اليومية لساحات المسجد الاقصى والتي تسير الى جانب عمليات التهويد المتمثلة في حفر الانفاق واقامة شوارع الفصل العنصري ومنها أخيراً شارع الابرتهايد الواصل بين التلة الفرنسية وجبل المشارف بطول حوالي(3.5) كلم، ومشروع القطار المعلق (التلفريك) بطول (1.4) كلم، والذي سيربط القدس الشرقية بالغربية تنفيذاً لمخطط ضمهما والاسراع في اقامة القدس الكاملة والموحدة عاصمة لاسرائيل.
 
وحول النهج الملكي في التعامل مع ملف القضية الفلسطينية، قال كنعان إن جلالة الملك عبد الله الثاني على وعي تام بتشعبات القضية الفلسطينية، مدركاً أن متطلبات السلام الحقيقي الجاد تتطلب صناعة وحرفية دبلوماسية عالية قوامها الرعاية الدولية، والعزيمة نحو ضرورة ايجاد الحل الذي يرضي جميع الاطراف، مع تأكيده على أن حالة الرضا هذه يجب أن تقترن بحصول الطرف الفلسطيني على حقوقه كاملة غير منقوصة، ففي القمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول بتاريخ 18/5/2018م قال جلالته: ((... فالقدس قبلتنا الأولى. القدس توأم عمّان. القدس مفتاح السلام والوئام. والسلام سبيله الوحيد هو إنهاء الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين...، وأؤكد من جديد أن منطقتنا لن تنعم بالسلام الشامل، إلا بحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية...)).
 
وعن مدى تأثير الخطاب الملكي الدولي على الصعيدين الإقليمي والعالمي، أكد أن هذا الخطاب الاقليمي كان يسير بموازاته خطاب عالمي يقوم على نفس المطالب والثوابت، ونقتبس هنا قول جلالته في الجلسة العامة للاجتماع الثالث والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في الولايات المتحدة الاميركية بتاريخ 25 ايلول 2018 عن القدس ما يلي: ((... ان جميع قرارات الامم المتحدة التي صدرت منذ بداية هذه القضية، جميعها دون استثناء سواء الصادرة عن الجمعية العامة أو مجلس الأمن، تقر بحق الشعب الفلسطيني، كباقي الشعوب، بمستقبل يعمه السلام والكرامة والامل، وهذا هو جوهر حل الدولتين، الذي يشكل السبيل الوحيد لسلام شامل ودائم، ان حل الدولتين، وفقاً للقانون الدولي وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة، هو الوحيد الذي يلبي احتياجات الطرفين بانهاء الصراع واقامة دولة فلسطينية مستقلة، ذات سيادة وقابلة للحياة على خطوط عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية)).
 
وحول تبني جلالته لمفهوم السلام العالمي المقرون بفكرة الوئام واحترام الاخر ومدى التأثر العالمي بذلك قال: أن ذلك واضح وجلي من خلال التفاعل العالمي مع توجهات الملك بهذا المجال، فقد نال جائزة تمبلتون، وخلال حفل تسلمه الجائزة بتاريخ 13/11/2018 أكد على القضية الفلسطينية قائلاً: ((وعندما نتحدث عن الأمل والوئام، فما من مسألة أكثر أهمية من القدس الشريف، وهي المدينة المقدسة لدى أكثر من نصف سكان العالم...، ويربطني ويربط كل الأردنيين واجب جليل تجاه القدس الشريف ضمن الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية فيها ويتوجب علينا جميعا المحافظة على القدس الشريف، بتاريخها العريق المبني على تعدد الأديان، كمدينة مقدسة تجمعنا وكرمز للسلام)).
 
وأكد كنعان أن الموقف الأردني يأتي انسجاماً مع موقفه الثابت في رفض قرار الرئيس الاميركي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل سفارة الولايات المتحدة اليها، خاصة أن تداعيات هذا القرار اوجدت ازمات سياسية وانسانية شجعت اسرائيل المضي في ارتكاب جرائمها وعدوانها على القدس ومقدساتها، على الرغم من تحذير جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين مما قد تعانيه عملية السلام والمنطقة برمتها اذا لم يلغ هذا القرار.
 
وبين أن اللجنة الملكية لشؤون القدس، تدعم توجهات وتوجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني في رعاية القدس ومقدساتها والدفاع عنها، ونؤكد على عمق التاريخ والرابط الروحي الذي يربطنا بمدينة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية، وهو ما يدفعنا لمطالبة المنظمات الاقليمية والعالمية المعنية بالسلام الضغط على اسرائيل والزامها تنفيذ قرارات الشرعية الدولية، لننعم في العالم بالوئام والسلام الذي ينشده ويدعو له عالمنا الانساني اليوم.