Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Mar-2017

مقابلات - د. صلاح جرّار
 
الراي - يستهين كثير من العاملين في المجالات الإعلامية بأصول المقابلات التي يجرونها عبر وسائل الإعلام المختلفة من فضائيات تلفزيونية وإذاعات وصحف وسواها، لاعتقادهم بأن من يجري المقابلة يستطيع أن يوجه لضيفه أي سؤال وليد لحظته أو أن يستنبط سؤاله من آخر جملة يقولها الضيف في إجابته عن السؤال السابق.
 
وقد لاحظت من خلال متابعاتي لكثير من الحوارات التي تبثها بعض الفضائيات ومن خلال بعض المقابلات التي أجريت معي عبر العقدين الماضيين أن كثيرا من الإعلاميين الذين يجرون تلك المقابلات تنقصهم الحرفية وقلما يلتزمون بأصول هذا النوع الإعلامي المهم وواسع الانتشار، وذلك عندما يدخلون إلى الحوار من غير استعداد كاف ومن دون تزود بالمعلومات الأساسية الضرورية التي يقام حولها الحوار. وقد يحدث كثيرا أن يعد الضيف نفسه للإجابة عن الأسئلة الرئيسية التي يفرضها موضوع المقابلة، غير أنه يفاجأ بأسئلة خارجة عن الموضوع. وكثيرا ما يحدث أن يسأل الإعلامي ضيفه السؤال نفسه ولكن بصيغ مختلفة، وفي أحيان أخرى تكون الأسئلة ضعيفة وشبه فارغة لا معنى لها، ويظهر من خلال طرحها أن الذي يوجه السؤال لا يعرف ما يسأل عنه أو أنه فهم الموضوع أو بعض جوانبه على وجه آخر غير وجهه الصحيح، فضلا عن الأخطاء اللغوية الفادحة التي تشوب أسئلة السائل وتنبئ عن جهله بما يسأل، إلى غير ذلك من صور الفوضى في مثل هذه المقابلات.
 
وفي إحدى المقابلات التي أجرتها معي إحدى الفضائيات العربية طلب مني المذيع قبل إجراء المقابلة أن أزوده بما أرغب من الأسئلة كي يوجهها لي. وفي مرة أخرى قرأت المذيعة عناوين مؤلفاتي بصورة خاطئة، وفي أحيان أخرى يطلب من يجري المقابلة من الضيف أن يحدثه عن الموضوع مجال المقابلة وكأنه يطلب منه موضوع إنشاء.
 
وأود الإشارة إلى ثلاثة أصول أساسية لفن إجراء المقابلات، أولها أن يلم الشخص الذي يجري المقابلة بموضوع المقابلة إلماما دقيقا قبل إجراء المقابلة وأن يعد أسئلته بناء على حيثيات ذلك الموضوع. وثانيها أن يلم بسيرة الضيف ومجالات اهتمامه كي تكون الأسئلة في مكانها الطبيعي المناسب. وثالث هذه الأصول أن يكون مجال اختصاص الشخص الذي يجري المقابلة ليس بعيدا جدا عن مجال اختصاص الضيف أو عن موضوع المقابلة ذاتها.
 
وبذلك تكون المقابلة أكثر جدوى وفائدة وتحقيقا للغايات المنشودة منها.
 
Salahjarrar@hotmail.com