Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Feb-2017

القاضية الفدرالية اّن شكراً - د. فايز الربيع
 
الراي - على مدار التاريخ ، وعند كل الأمم والحضارات ، في الدين السماوي و الشرائع الوضعية ، كان القضاء صمام أمان لحماية المجتمعات من الجور و الظلم ، و في حضاراتنا كان يقف القاضي أمام الخليفة مدافعاً عن المظلوم ، و كان الخليفة احيانا يجلس بنفسه يوماً للقضاء ، للنظر فيما عجز القضاة عن تنفيذه. و كان الركن الثاني من استقرار الدولة هو الامن اذ لا قضاء بدون امن ، ينفذ و يحمي الناس للوصول الى حقوقهم.
 
اقول هذا مقدمة لما حصل اخيراً فدولة تعتز بسيادة القانون و تعتز بانها دولة مؤسسات ، يصادق فيها الرئيس على القرارات اكثر مما يتخذ هو قرارات ، ضمانا لمرور هذه الاجراءات في مسارها الصحيح. 
 
الولايات المتحدة - وفي الأصل امريكا الشمالية، هي دولة مهاجرين جاءوا اليها من كل انحاء العالم، و شعبها الاصلي فقط هم الهنود الحمر الذين نراهم في الافلام الامريكية اكثر مما نراهم في مواقع الحياة العملية.
 
و اذكر انني في اول زيارة للولايات المتحدة ، قابلني المسؤول قائلاً (اهلاً بك في بلاد الفرصة) و فعلاً وجدت ذلك على ارض الواقع ففي كل مؤسسة كانت الكفاءة هي معيار السلطة واستمراريتها ،ومن هنا استقطبت الولايات المتحدة افضل العقول في العالم وساهمو في نهضتها ومن ضمنهم البلاد العربية و الاسلامية ، و لاشك ان كثيراً ممن لحق بهم في بلادهم وجدوا ملاذا اّمنا ً فيها ، كما وجدوا ملاذاً في الدول الاوربية ، تعدى اعدادهم عشرات الملايين ان ما اصاب بلادنا و من ضمنها الدول التي فرضت عليها القوانين الجديدة كان بسبب سياسات امريكية و غربية ، و منها ماهو من صنع ايدينا
 
ولن نناقش الآن بإستضافة هذه الأسباب لأن هذا ليس مكانه فكل السياسات الخاطئة أدت الى تنامي الإرهاب ، وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن قطراً كالعراق مثلاً لم يكن يعاني من الإرهاب قبل حرب الخليج والذي أمتدت إرتداداته الزلزالية الى أقطار أخرى وكذلك الحال في أفغانستان والتي شجعت أمريكا في حينها ما أطلق عليهم المجاهدون الذين قاوموا الإحتلال السوفياتي ثم أصبحوا بعد ذلك إرهابيين كما إقتضى سياق الأحداث وبخاصة بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان بسبب ما أطلق عليه أحداث سبتمبر والتي لا زالت موضع شك فيمن نفذها وخطط لها لتكون مقدمة لسياسات جديدة إزاء العالم الإسلامي.
 
نحن نعتقد أنه لا زالت هناك شعوب حية ، في أمريكا وأوروبا ، فعندما تقف اولبرايت لتقول سأسجل إسمي في سجل المسلمين , وينتقد جون ماكين المرشح السابق عن الحزب الجمهوري هذه القرارات, وتندلع الإحتجاجات بالملايين في داخل امريكا , و يبدأ المحامون يقدّمون خدماتهم بالمجّان للمتضررين في المطارات والقطارات, وعندما تقف قاضية من أكبر القضاة في أمريكا , لتصدر قرارا بإلغاء هذه الأجراءات, وعندما تحتج ميركل و رئيس وزراء كندا و رئيس وزراء فرنسا على هذه الاجراءات ايضا, وعندما توقع عريضة من اكثر من مليون شخص في بريطانيا ضدها و ضد زيارة ترامب الى بريطانيا , كل ذلك يؤكد ان هناك خللا ما في الاجراءات, اذ نحن نعالج النتائج ولا زلنا بعيدين عن معالجة الاسباب التي ادت الى تشكّل الارهاب و حواضنه و تداعياته.
 
نحن هنا في الأردن بعيدين عن نتائج هذه القرارات , و لكن كما كان لأوروبا و جزء كبير من الامريكان رأي , نحن ايضا لنا رأي.
 
لان الدول التي اصابها القرار كثير من شعوبها ليس لهم دور في الأرهاب بل هم ضد الارهاب و هم ضحايا يبحثون عن ملاذات آمنة, وكلهم يبقون إخوتنا من العرب و المسلمين, لأن الموضوع واضح إنه يضرب على دين و عقيدة , وهو الاسلام, والضحايا هم المسلمون.
 
ان حركة التاريخ ضد الظلم, و قديما قال إبن خلدون: الظلم مؤذن بزوال العمران , وانا لست من المنادين بسقوط الحضارة الغربية لان فيها خيرا كثيرا للبشرية, ولكنني من المنادين بتصحيح المسارات, نحن نعلّم ابنائنا أن حوار الحضارات وليس صراع الحضارات هو الأجدى والأكثر فائدة لمصلحة شعوب الأرض التي تشكل امريكا قيادة فيها.
 
نقول شكرا لكل من يقف مع المظلومين و القرآن الكريم يقول (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ان لا تعدلوا , اعدلوا هو أقرب للتقوى ), فذكر قوم, ولم يذكر المسلمين لان العدل هو ميزان السماء على كل البشر وبغض النظر عن دينهم و لونهم و جنسهم و لغتهم.
 
Email: Drfaiez@hotmail.com