Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Apr-2017

واشنطن تتطلع من جديد إلى الصين لكبح جماح بيونغ يانغ

 

واشنطن- بعد أيام من التلويح باستخدام القوة العسكرية، عادت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى اتباع سياسات سلفه المتمثلة بالاعتماد على الصين لكبح جماح بيونغ يانغ.
وبدلا من توجهها إلى كوريا الشمالية كما أعلن سابقا، تجري مجموعة سفن قتالية على رأسها حاملة الطائرات العملاقة "يو اس اس كارل فنسون" التي تباهى ترامب الأسبوع الماضي بأنها "اسطول حربي (كامل)، وذات قدرة" على إخضاع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ-اون، تدريبات عسكرية على مقربة من سواحل استراليا.
وفي واشنطن، يعبر كبار المسؤولين حاليا عن أملهم بأن تطبق جارة كوريا الشمالية القوية، الصين، الضغوطات السياسية والاقتصادية الضرورية على كوريا الشمالية لوقف اختباراتها النووية.
إلا أنها ليست المرة الأولى التي تقدم فيها بكين وعودا من هذا النوع، فيما لا يرى الخبراء سببا يمكن أن يدفعها إلى الالتزام بها.
ولكن البيت الأبيض لا يملك خيارات كثيرة أفضل.
وقال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس الأسبوع الماضي إن "فنسون" "في طريقها" إلى شبه الجزيرة الكورية. وبعد أربعة أيام، تم تصوير السفينة وهي تبحر في اتجاه آخر نحو المحيط الهندي.
والثلاثاء، أشار ماتيس إلى أن بلاده تعمل "عن قرب" مع الصين بهدف نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة، مضيفا "نتقاسم جميعنا الاهتمام ذاته".
وبعد قمة جمعته في وقت سابق من هذا الشهر مع الرئيس الصيني شي جينبنغ، عبر ترامب عن ثقته بأن بكين ستدعم التوصل إلى حل بشأن برنامج تسلح بيونغ يانغ.
وفي حديث لشبكة "فوكس نيوز"، أكد ترامب أنه يتعاطى مع شي "باحترام كبير"، وأن الصين بدأت تطبيق الحظر الذي فرضته على استيراد الفحم من كوريا الشمالية بصرامة أكثر.
وقال "لم ير أحد الأمور تسير بهذا الشكل من قبل. لم نشهد ردا علينا بهذه الايجابية من الصين سابقا".
وفي حال كانت بيونغ يانغ قلقة بشأن العقوبات عليها، فإنها لم تظهر ذلك، فيما توعد مسؤولون فيها بمواصلة اختبارات الصواريخ الباليستية.
وأجرى نظام الدولة الشيوعية اختبارا فاشلا لإطلاق صاروخ متوسط المدى السبت، بعيد عرض عسكري أظهر ترسانة مدهشة من الصواريخ التي يبدو أنها قادرة على حمل رؤوس نووية.
وتعهد نائب مبعوث كوريا الشمالية إلى الأمم المتحدة بأن أي ضربة أميركية ستستوجب "ردا قاسيا".
وتنشر الولايات المتحدة أكثر من 28 ألف جندي في كوريا الجنوبية، إضافة إلى معدات عسكرية متقدمة في القواعد البحرية والجوية المحيطة بالمنطقة، فيما تقع سيول ضمن مدى نيران مدفعية كوريا الشمالية.
وتشهد كوريا الجنوبية حاليا حملة انتخابية يشوبها التوتر في وقت يخشى الناس في أنحاء المنطقة من أن ينفذ كيم أو ترامب، أو كلاهما، تهديداتهما بالحرب.
وتفضل واشنطن بأن تضيق الصين أكثر على صادرات الفحم الكورية الشمالية ووارداتها من الوقود، وهو ما قد يثني بيونغ يانغ عن الشروع في إجراء التجربة النووية السادسة التي هددت بها.
وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون شرق آسيا سوزان ثورنتون "رأينا بعض المؤشرات الملموسة على أنهم يعملون في هذا الاتجاه، إلا أنه لا يزال من المبكر" معرفة ذلك.
وأضافت أن "الرئيس ترامب لديه أمل كبير بأن الصينيين سيستخدمون التأثير الكبير الذي يمتلكونه على (...) الاقتصاد الكوري الشمالي".
إلا أن المراقبين الذين تابعوا الأزمة منذ زمن طويل، يشككون في ذلك.
وقال انتوني روغييرو من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات "ما زلت لا أعتقد أن الصين ستمارس الضغط الضروري على كوريا الشمالية".
ويخشى روغييرو وغيره من المراقبين من عدم اتخاذ بكين إجراءات صارمة ضد جارتها حتى يتم اتخاذ اجراءات ضد البنوك الصينية التي تتعامل مع بيونغ يانغ.
ورغم أن بكين وافقت على العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على كوريا الشمالية وتوعدت بوقف استيراد الفحم في شهر شباط (فبراير)، إلا أن التجارة والمعاملات المالية استمرت بين البلدين.
وأشار روغييرو إلى أن عددا من الشركات والبنوك الصينية عملت مع شبكات كورية شمالية لتفادي العقوبات، مضيفا أن ذلك لن يتوقف إلا اذا اتخذت الولايات المتحدة إجراءات قانونية في هذا الصدد.
وقال إن "الطريقة الوحيدة التي سينجح فيها ذلك هي اذا تم استهداف الصينيين أنفسهم" لاجبارهم على التحرك.
ولكن في حال لم تساعد الصين، فما هي الخيارات؟ لقد حذر ترامب الأسبوع الماضي أنه في حال فشلت دعواته إلى الصين، "فستهتم" الولايات المتحدة وحلفاؤها بكوريا الشمالية.
ولكن بغض النظر عن التكهنات بشأن الخيار العسكري ورغم اثبات العقوبات فشلها حتى الآن، قالت ثورنتون للصحافيين "لقد اتخذنا قرارا (...) بزيادة الضغوط الاقتصادية على نظام كوريا الشمالية لمحاولة دفعه الى اتخاذ خطوات ملموسة للتخلي عن برامجه المخالفة للقوانين".-(ا ف ب)