Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    28-Jul-2014

منصور في رسالة العيد: الإصلاح تجاوز “الحاجة” إلى “الضرورة”
الوقائع الإخبارية: أكد أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور، أن تحقيق الإصلاح تجاوز الحاجة إلى الضرورة، مشيرا إلى أن مواصلة "إدارة الظهر” له والتخلي عن بذل الجهد لتحقيقه، وخيم العواقب، في ظل "تكرس الاستبداد واستشراء الفساد وتعمق التخلف، وما نجم عن ذلك من فقر وبطالة واختلال القيم، والخضوع للأجنبي.
 
وشدد منصور في "رسالة العيد” التي وجهها إلى كافة المواطنين، على ضرورة أخذ العبرة مما جرى في دول الجوار نتيجة الاستخفاف بمطالب الشعوب، واستئثار الحكام بالسلطة.
 
وأشار إلى انتشار ظواهر غريبة ومقلقة في الآونة الأخيرة، ومن أخطرها ظاهرة العنف المجتمعي، "التي لم تفلح السياسات الرسمية في وضع حد لها”.
 
وأضاف "أقبل علينا العيد، والوطن الإسلامي ينزف، والحديث عن سفك الدماء، وتهجير المواطنين، وتدمير المنازل والمنشآت، في معظم أرجاء الوطن يتصدر نشرات الأخبار، فلم تدفع أمتنا في نضالها من أجل نيل الاستقلال التضحيات والمغارم إلا بعض ما تدفعه اليوم في حروبها الأهلية، وأخطر ما في هذه الحروب الأهلية أنها استندت الى دوافع طائفية، وجدت من يغذيها، ويصب عليها الزيت، ليحرف بوصلة الأمة عن العدو الصهيوني، والخطر الأجنبي الذي يتهددها جميعا، الى داخلها، لتدمير نفسها بنفسها”.
 
فلسطينيا، قال منصور إن "العدو الصهيوني انتهز ما آلت إليه الأوضاع في الوطن العربي بعد اغتيال الربيع العربي، فراح يمعن في القتل والتهويد والتنكيل بأحرار الشعب الفلسطيني… وآخر فصول إجرام العدو ما تشهده غزة اليوم في معركة العصف المأكول، فقد جاوز عدد الشهداء الألف، وعدد المصابين الستة آلاف”.
 
فيما "يقف النظام الرسمي العربي – إلا من رحم ربي – يراوح ما بين العجز والمشاركة في الجريمة، فبعضه مسلوب الإرادة، لا حول له ولا قوة مكتف بمساعدات إغاثية خجولة، وبعضه متساوق مع العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية، يمارس الحصار ويندد بالمقاومة ويقدم المبادرات التي تصب لصالح العدو، ويقف أهل غزة وحدهم في الميدان”، بحسب منصور.
 
 
رسالة العيد:
يا أهلنا كل أهلنا في أردن الحشد والرباط، ويا أمتنا العربية والإسلامية، ويا مسلمي العالم، أحييكم أكرم تحية وأنتم تستقبلون هلال شهر شوال، مستبشرين بمقدم عيد الفطر المبارك، فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته، ويتقبل الله منا ومنكم، وكل عام وأنتم بخير، وأنتهزها مناسبة كريمة، لأتقدم الى كل منكم بأخلص التهاني والتبريكات أن بلغنا الله شهر رمضان، شهر التقوى والرحمة والمغفرة والعتق من النار، شهر القرآن الذي أخرجنا به الله سبحانه من الظلمات إلى النور، وأهّلنا لنكون خير أمة أخرجت للناس، ما حققنا شرائط الخيرية { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}، شهر الصبر والإرادة والتحرر من سلطان الشهوة والعادة والشح، شهر الجهاد والانتصارات الرائعة في تاريخ الأمة. 
 
وأحمد الله سبحانه أن وفقنا لصيام نهار رمضان، وقيام ليله، متعرضين لنفحاته الطيبة المباركة التي تبارك العمر وتزكيه، سائلاً المولى عز وجل أن ينجز لنا ما وعدنا على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) و ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ). شاكراً لأنعمه سبحانه أن شرع لنا عيداً بعد الانتهاء من أداء فريضة الصيام، وسنة القيام، ليكون بمثابة الجائزة الأولى بعد الصبر والمصابرة، وتحري هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الصيام والقيام، على أمل تسلم الجائزة الكبرى، يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه بدخول الجنة من باب الريان، الذي خص الله تعالى به الصائمين .
 
أيها الإخوة والأخوات :
 
لا يخفى عليكم أن الله سبحانه حين شرع لنا العبادات، وأوجب علينا الطاعات، إنما شرعها لاعدادنا للحياة والنهوض بأعباء رسالة عالمية تنقذ البشرية ولتحقيق التقوى، الضابطة لسلوكنا، والموجهة لأعمالنا { يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون }فالصيام الذي لا يحقق في ذواتنا وواقع حياتنا التقوى ليس الصيام الذي أمر به الله، وصامه سيدنا رسول الله، كما صامه جيل الخيرية ومن تبعهم بإحسان، هذه التقوى التي تمدنا بزاد لا ينفذ، وعزم لا يلين، وتحقق فينا الاستقامة على منهج الله سبحانه { وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبيل فتفرق بكم عن سبيله }. 
 
والمؤمل أن نتخرج من هذه الدورة التربوية المتميزة وقد حققت أهدافها في ذواتنا وأسرنا ومجتمعاتنا، فتقربنا من الله الذي يفرح بتوبة التائبين، وإقبال الخلق عليه بالطاعات،
 
وتعزز الأخوة والمحبة والثقة والتراحم فيما بيننا، وصولاً الى المجتمع الذي يحبه الله ويرضاه { إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً كأنهم بنيان مرصوص }. ولنجدد النموذج الذي صنعته العبادة الحقة في حياة سلفنا الصالح { مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى } .
 
ولا يخفى عليكم أنه شاعت بيننا في الآونة الأخيرة ظواهر غريبة ومقلقة، لا تعبر عن التقوى، ولا تتفق مع الأخلاق الحميدة التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتممها، ولعل من أخطر هذه الظواهر ظاهرة العنف المجتمعي، التي كثيراً ما خلفت ضحايا وإحنا وعداوات، ولم تفلح السياسات الرسمية في وضع حد لها، فحري بخريج مدرسة الصيام والقيام أن يكون سلماً للمؤمنين والمسالمين، حرباً على أعداء الدين، وأعداء الوطن والأمة { أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين }. 
 
والمؤمل من هذه العبادة أن تجدد حياتنا، وتبعث فينا العزيمة للنهوض بمهمة الإصلاح الشامل، الذي يتناول التشريعات والسياسات والعلاقات والمواقف، فقد دفعنا الثمن غالياً حين استعصى علينا الإصلاح، فتكرس الاستبداد، واستشرى الفساد، وتعمق التخلف، وكانت عاقبة ذلك فقراً وبطالة واختلال قيم، وخضوعاً للأجنبي وذهاب ريح، فتحقيق الإصلاح والحالة هذه تجاوز الحاجة إلى الضرورة، وان مواصلة إدارة الظهر له، والتخلي عن بذل الجهد لتحقيقه وخيم العواقب .
 
ولنا فيمن جاورنا من أشقائنا العرب عظة وعبرة، حين استخفّوا بمطالب الشعوب، واستأثر الحكام بالسلطة، ولم يصغوا للناصحين، فسالت الدماء أنهاراً، وغدت المدن والبلدات أثاراً بعد أن كانت عامرة مزدهرة، وقديماً قيل ( السعيد من وعظ بغيره، والشقي من وعظ بنفسه ) .
 
أيها الإخوة والأخوات :
 
أقبل علينا العيد، والوطن الإسلامي ينزف، والحديث عن سفك الدماء، وتهجير المواطنين، وتدمير المنازل والمنشآت، في معظم أرجاء الوطن يتصدر نشرات الأخبار، فلم تدفع أمتنا في نضالها من أجل نيل الاستقلال التضحيات والمغارم إلا بعض ما تدفعه اليوم في حروبها الأهلية، وأخطر ما في هذه الحروب الأهلية أنها استندت الى دوافع طائفية، وجدت من يغذيها، ويصب عليها الزيت، ليحرف بوصلة الأمة عن العدو الصهيوني، والخطر الأجنبي الذي يتهددها جميعاً، الى داخلها، لتدمير نفسها بنفسها، ولتفتح الطريق أمام المشروع الصهيوني للتمدد وإحكام السيطرة، وللقوى الامبريالية المتوحشة لاستنزاف ثرواتنا ومقدراتنا، بعد استلاب استقلالنا وسيادتنا، فما يجري اليوم في سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن يدمي القلب، وهو مفتوح على جميع الاحتمالات، وهو مثال قابل للتكرار في أقطار أخرى اذا توفرت نفس الظروف. وهذا يحتم على عقلاء الأمة أن يتنبهوا لهذا الخطر الداهم، وكشف الأصابع التي تقف وراءه، وتثير الفتن، والالتقاء على كلمة سواء للخروج من هذا النفق المظلم، فالتعصب للرأي أو الطائفة أو المذهب، والاصرار على الاستئثار بالقرار، وتغييب دور الشعوب يبقي على الفتنة مشتعلة، والحوار الجاد، والالتقاء على القواسم المشتركة يقصر المسافة لتجاوز الفتنة، وتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار.
 
أما فلسطين الحبيبة التي تخوض صراعاً مريراً مع الاستعمار البريطاني والمشروع الصهيوني والتآمر الدولي، فقد انتهز العدو الصهيوني ما آلت إليه الأوضاع في الوطن العربي بعد اغتيال الربيع العربي، فراح يمعن في القتل والتهويد والتنكيل بأحرار الشعب الفلسطيني، سعياً لدولة يهودية لا يساكنه فيها أحد، ولاقامة الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى الذي يستغيث ولا مغيث، وآخر فصول إجرام العددو ما تشهده غزة اليوم في معركة العصف المأكول، فقد جاوز عدد الشهداء الألف، وعدد المصابين الستة آلاف، وأصبح عشرات الألوف من أهلها يعيشون في العراء بلا طعام أو شراب، ويقف النظام الرسمي العربي – إلا من رحم ربي – يراوح ما بين العجز والمشاركة في الجريمة، فبعضه مسلوب الإرادة، لا حول له ولا قوة مكتف بمساعدات إغاثية خجولة، وبعضه متساوق مع العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية، يمارس الحصار ويندد بالمقاومة ويقدم المبادرات التي تصب لصالح العدو، ويقف أهل غزة وحدهم في الميدان، على الرغم من شراسة العدوان، والشعور بالمرارة بسبب الخذلان العربي والدولي، والافتقار الى أبسط مقومات الحياة، يواجهون العدوان الهمجي الذي يشنه العدو المدجج بالسلاح، والذي لم يتورع عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً، يوجهها الى صدور المواطنين العزل بعد أن فشل في المواجهة مع المقاومة.
 
 يبقى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وحده، مستعيناً بالله، ومعتمداً بعده سبحانه على مقاومة باسلة، دخلت أسبوعها الرابع تقدم المفاجأة إثر المفاجأة للعدو، دفاعاً عن شعبها وأمتها ومقدساتها، وتلحق بالعدو خسائر فادحة، وتجعل سمعته في الحضيض، وتقيم الحجة على الأنظمة العربية البائسة، إن العجز ليس عجز إمكانات ولكنه عجز إرادات وقيادات، ويوم تتحرر الإرادة، ويتسلم القيادة الأقوياء الأمناء فإن الأمة تغدو قادرة على بناء قوتها واستعادة دورها.
أيها الإخوة والأخوات :
 
هذا الواقع المرير الذي يعيشه المسلمون اليوم يعكر علينا صفو العيد، ويسلب من عيوننا الفرحة، وإن كنا لا نريد أن نحول عيدنا إلى مأتم، ولكننا ندعو إلى تحويل العيد الى يوم للتفكر في أحوال الأمة، وقضاياها الرئيسية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية القضية المركزية للأمة، والسعي للتخفيف من معاناة الأمة المعذبة، فنمسح دمعة اليتيم والمحروم بما يشعره أن له أمة لا تتخلى عنه، ونواسي المحزون والمكروب ولو بالكلمة الطيبة، ونذكر بعضنا بعضاً بحقوق بعضنا على بعض، ولنرحل بقلوبنا الى مواقع ومواطن يسام فيها إخواننا الخسف في ظل الاحتلال وسجون الطغاة، لندرك مسؤوليتنا إزاءهم، ولنجدد العزم على التغيير، وبدايته تغيير ما في الأنفس { إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم } ولنعقد النية على العمل الجاد والمشترك لتحقيق الإصلاح الذي يرفعنا من هذا الدرك التي انحدرت إليه أمتنا .
 
{ وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون }
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
بقلم : حمزة منصور
أمين عام حزب جبهة العمل الإسلامي