Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Feb-2020

المرآة المكسورة !*ناديا هاشم العالول

 الراي

المقالة لا علاقة لها برواية أجاثا كريستي «المرآة المكسورة» فالعنوان مقتبس منها ولكن المضمون مختلف تماما، وسأتحاشى بقدر الإمكان الابتعاد عن صفقة القرن لأريح واستريح ولو هنيْهة من هذا المطبّ الذي اوقعْنا فيه أنفسنا وأوقعَنا فيه الآخرون فلم نفُز بأية مفاوضات سلمية دخلنا فيها منذ عقود مرورا بمعاهدات السلام المتعددة التي جعلتنا نردد كالببغاء «نريد سلاما عادلا» دون تجيير خبراتنا وخبرات علمائنا وحكمائنا بتطبيق أسس ونظريات التفاوض وحل النّزاع بعرض بدائل مناسبة لحل يتناسب وحقوقنا الأبدية بفلسطين، تاركين الطرف الآخر يصول ويجول سرا وعلانية ليبتلع المزيد من الأرض مشرْعنا ابتلاعه لكوننا مشغولين بتركيع بعضنا البعض لتفوز اسرائيل بلعبة «شطرنج المفاوضات»!
 
يا جماعة حتى ونحن نلعب الشطرنج او أية لعبة ورق-شدّة – من باصرة لهاند لتريكس للطرنيب – «ترمب- TRUMP تماما كاسم عرّاب «صفقة القرن» رونالد ترمب» - فإننا نركز بكامل قوانا لنفوز بينما نفعل العكس تماماً بمفاوضاتنا مع عدو جشع.. فيذهب الطرف العربي خالي الذهن واليديْن بدون دراسات مسبقة للاحتمالات والبدائل المناسبة لنا لنكون جاهزين مهما ارتفع او انخفض سقف المفاوضات!
 
وعدتكم بأنني لن أقترب من صفقة القرن بهذه المقالة لا من قريب ولا من بعيد ولكن يظهر أنّ هذا الحدث الجلل سيطر على العقول وشغل النفوس. والآن ما علاقة الصفقة وغيرها من المعاهدات التي فشل العرب فيها فشلا ذريعا بالمرآة المكسورة؟
 
- للأسف «البعض» مرآتهم مكسورة لا تعطيهم صورة واضحة عن أنفسهم ولهذا لايبصرون اخطاءهم الشخصية والجمعية بل يبصرون اخطاء الآخرين من أبناء جلدتهم ومن ثمَّ يبلش كل طرَف باتهام الطرف الآخرو الرغبة بتغييره وإصلاحه وفق معاييره أو التخلص منه.. وللأسف هؤلاء البعض هم «كُثر"بعالمنا العربي!
 
ترى ما هو السبب وراء مرآة النفْس المكسورة؟
 
لقد استعملناها عبر تربية نشأنا عليها لا تبصرأخطاءنا.. تربية مكسورة- مغلوطة- تُرَبّينا على اننا أحسن الناس وكل الآخرين لا يسْوون شيئاً..!
 
فعلا.. فوفق نوعية التربية نحصل على نتائج صالحة أوطالحة واضعين امام اعيننا قول أرسطو: جذور التربية مُرّة ولكن ثمارها حلوة..
 
فالتربية هي تقويم السلوك والأفعال وتغيير الفكر والرؤية الى ما هو أفضل، والتربية ليست مقتصرة على تربية الأبناء فقط لأنها تبدأ بالنفْس أولا لنكون نحن – الكبار- نماذج صالحة يحتذى بها لأن الطفل يقلّد من أكبر منه!
 
التربية مطلوبة على الصعد كافة من قاعدة الهرم الى قمته متذكرين قول سفيان الثوري(97- 161) هجرية والذي كان يرفض ان يُعلِّم أحدا العلم حتى يتعلّم الأدب!
 
فكان يقول لطلابه «إذا فَسدَ العلماء فمن بقي في الدنيا يصلحهم؟
 
منشدا: يا معشر العلماء يا ملْحَ البلد
 
مَنْ يُصلح الملحَ اذا الملحً فسد؟
 
«أما لماذا الملح لانه الذي يحفظ اللحم من الفساد عند حفظه»..
 
ويقتبسون منه ايضا:
 
يا شيوخ العُرْب يا ملح البلد
 
من يُصْلِح الملحَ اذا الملحُ فسدْ؟
 
وهذا ينطبق على كل مسؤول بمجاله!