Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    15-Mar-2017

ترقب لقرارات قمة عمان: (الصلف الإسرائيلي) لن ينجح بإلغاء حل الدولتين
الراي - كتب- حاتم العبادي
 
تشكل القمة العربية في دورتها العادية الثامنة والعشرين، التي تستضيفها عمان، نهاية الشهر الحالي «محطة» مهمة ومصيرية في ضوء التحديات التي تواجهها المنطقة، وسط ترقب لمخرجات تلك القمة، على صعيد العمل العربي المشترك وتحديدا فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، التي يتطلب الوصول الى حل عادل بشأنها جهدا عربيا مشتركا.
 
وحرصت الدبلوماسية الاردنية، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، على ابقاء «القضية الفلسطينية» حاضرة على الاجندة الدولية، رغم أن ما تشهده المنطقة من ازمات، اثرت على ترتيب «القضية» في تلك الاجندة، إلا انها بقيت حاضرة.
 
في ظل هذا الواقع، حاول الاحتلال الاسرائيلي استغلال الظروف وفرض واقع يجهض ايجاد حل عادل للقضية الفلسطينية، يستند الى اقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تمثلت في سياسة الاستيطان التوسعية ومحاولة تغييرالوضع القائم في مدينة القدس.
 
ورغم خطورة الموقف في هذه المرحلة ، تظهر اصوات تحاول، بقصد او بدون قصد، ان ترسخ الواقع الذي تفترضه حكومة الاحتلال الاسرائيلي في رسم سيناريو الحل للقضية الفلسطينية، هذه الاصوات التي تغرد خارج الممكن، تتناسى الموقف العربي الرسمي والشعبي، وكذلك تتناسى قرارات الشرعية الدولية، ومبادرة السلام العربية،التي تصب في مجملها على انهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وكأن الحل بات بيد اسرائيل وحدها!
 
الاستدلال على عدم امكانية حل الدولتين، من قبل البعض، وفقا لما فرضته السياسات الاسرائيلية الاحادية في المناطق المحتلة، المخالفة لقرارات الشرعية الدولية، يتجاهل بالمقابل، خطورة نتائج التخلي عن هذا الحل على امن واستقرار المنطقة بأجملها والعالم.
 
وهنالك حقيقة لا يمكن تجاهلها، بأنه في كل مراحل الاحتلال، وقفت الحكومات الاسرائيلية على نقيض الموقف والاجماع الدولي، الذي ارتكز على الدوام وبكل اصرار على ضرورة تجسيد حل الدولتين، وعندما انتشى اليمن الاسرائيلي وانصاره في العالم، بتصريحات الرئيس الامريكي ترامب التي تخلت عن حل الدولتين، فإن العالم كله كسر هذه النشوة بإعلانه الصريح المتفق مع وجهة النظر الاردنية والعربية الثابتة بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لانهاء الصراع في المنطقة، وهذا ما يفسر ان لغة اليأس والاحباط ومحاولات فرض الامر الواقع ليست موجودة ومدرجة في قاموس الدبلوماسية الاردنية والعربية ايضا.
 
وفي مقابل مماطلة اسرائيل منذ اكثر من خمسة عقود، وتنصلها لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية و كافة الجهود التي تبذل لاحياء السلام، فإن القضية الفلسطينية بالنسبة للاردن، هي ثابت من ثوابت السياسة الاردنية و ان قيام الدولة الفلسطينية، هي مصحلة اردنية استراتيجية عليا، مثلما هي مصلحة استراتيجية فلسطينية عليا وعربية ايضا.
 
ولم يتخل الاردن، بمختلف الظروف والمراحل عن المضي قدما تجاه هذا الهدف، إذا كانت ولا زالت وستبقى القضية الفلسطينية على راس الاجندة الدبلوماسية الاردنية، التي ستعمل بكل طاقتها بالتعاون والتنسيق مع الدول العربية والمجتمع الدولي من إجل إعادة اطلاق مفاوضات سليمة لانهاء الاحتلال الاسرائيلي على اساس «حل الدولتين».
 
مع انعقاد القمة العربية الثامنة والعشرين بعد ايام، فإن الجهود الدبلوماسية الاردنية، التي ستتولى رئاسة القمة العربية حتى اذار من العام المقبل، ستنصب على تعزيز العمل العربي المشترك، بما يخدم القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي طالما أكد الاردن بأنها جوهر الصراع في المنطقة والاقليمي والعالم، وان ايجاد الحل العادل والشامل لها،يعزز الامن والاستقرار.