Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jun-2017

في قبرص.. الفن للمساعدة على إحلال السلام

 

بافوس (قبرص) - ترسم القبرصية التركية سلمى بولايير بامعان شمسا على صورة بالابيض والاسود لجندي يبكي.. ففي بافوس العاصمة الاوروبية للثقافة للعام 2017 يشكل الفن متنفسا لجراح الحرب.
وتوضح هذه المرأة الانيقة البالغة 73 عاما "اخترت هذه الصورة لانها اثرت بي بصفتي اما. مع الحرب الجميع خاسر؛ الامهات والاولاد والجنود".
في مدينة بافوس الساحلية في جنوب غرب الجزيرة يخوض نحو عشرة قبارصة يونانيين واتراك تجربة العلاج بالفن لتجاوز الصدمات الناجمة عن الحرب التي ادت الى تقسيم الجزيرة الى شطرين قبل اكثر من اربعة عقود.
وبعدما اختاروا صورا من الحرب بالابيض والاسود لمصورين صحافيين معروفين مثل روبير كابا او نيك اوت طلب منهم اضافة بعض الالوان وان يكشفوا عما يشعرون به للغوص في ماضيهم والذاكرة الجماعية.
اختارت سلمى صورة التقطها نيك اوت في العام 1974 وتمثل جنديا من جنوب فيتنام جالسا وقد رفع ركبتيه واخفى رأسه بين ذراعيه. وقد كتبت عليها بيت شعر للشاعر التركي ناظم حكمت.
وتوضح "بيت الشعر يعني: الشمس ستشرق عليكم يوما يا ابنائي. امل ان تشرق الشمس ايضا على كل القبارصة" فيما مفاوضات سلام هشة تجرى بين الطرفين القبرصيين.
سلمى اصلها من بافوس لكنها في عداد الاف النازحين بسبب الاجتياح التركي للجزء الشمالي للجزيرة. فقد اضطر القبارصة الاتراك المقيمون في جنوب الجزيرة الى الانتقال شمالا فيما سلك القبارصة اليونانيون الطريق المعاكس.
وتقول اسلي ابنة سلمى وهي فنانة ومعالجة تقف وراء هذا المحترف بين المجموعتين "لقد عانينا جميعا من هذه الحرب الا ان هذا الموضوع يبقى من المحرمات".
لكن بعد 43 عاما على انقسام الجزيرة الى شطرين، تؤمن شأنها في ذلك شأن والدتها اكثر من اي وقت مضى بامكانية اعادة توحيد الجزيرة.
وتقول الشابة "هنا نستعين بهذا العنف لتحويله الى امل. الفن يساعدنا على تغير وجهة نظرنا".
وتتمحور الكثير من النشاطات الثقافية التي تنظمها بافوس حتى نهاية العام الحالي، على الحوار بين مجموعتي الجزيرة.
ففي قاعة منفصلة تعرض اعمال فنانين قبرصيين احدهما يوناني والآخر تركي.
غالبية هذه الاعمال عائدة الى اندي حاجياداموس الذي درس في جنوب افريقيا. وتعكس اعماله تأثرا كبيرا بافريقيا مع منحوتات خشبية تمثل رأس رجل.
وهو قبرصي يوناني اضطر الى هجر محترفه على عجل في العام 1974 في مدينة فاماغوستا الساحلية الواقعة راهنا ضمن "جمهورية شمال قبرص التركية" المعلنة من جانب واحد ولا تعترف بها الا انقرة.
وهو لم يكن ليتصور ابدا ان قبرصيا تركيا وهو الفنان باقي بوغاج سوف "ينقذ" اعماله الفنية.
بوغاج الذي كان ضمن فريق يفتش ابنية مهجورة عثر على هذه الاعمال وعرف قيمتها فورا.
ويقول بوغاتش (66 عاما) لدى تدشين المعرض "نقلتها واعتنيت بها في منزلي. وعندما عثرت على عائلة مالكها فرحت جدا".
اندي حاجياداموس الذي توفي العام 1990 لم يلتق ابدا باقي بوغاج الا ان هذا الاخير يؤكد انه وجد في اقاربه "عائلة ثانية" بعيدا عن الاختلافات السياسية.
ويؤكد في كلمة القاها بصوت مرتجف بحضور رئيس جمهورية قبرص نيكوس اناستاسياديس "يمكننا ان نتحرك معا كقبارصة لابتكار اشياء جديدة".
وعلى بعد امتار قليلة ينظر برودروموس اندريو الطالب القبرصي اليوناني في الادب الى هذه المنحوتات بتمعن.
ويقول الشاب البالغ 27 عاما "للأسف الكثير من اصدقائي ما يزالون يتحفظون على مساع كهذه مع انها اساسية لجمع الناس. الفن لغة مشتركة. فالكل يمكنه ان يتلفق الرسالة نفسها بعيدا عن السياسة". - (أ ف ب)