Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    07-Jun-2019

باب‭ ‬الريح‭.. ‬الخيارات‭ ‬الصعبة‭ ‬لمصر‭ ‬في‭ ‬سيناء* سامح المحاريق

 القدس العربي-بقي‭ ‬الامتداد‭ ‬للشرق‭ ‬مؤشراً‭ ‬لنفوذ‭ ‬مصر،‭ ‬ففي‭ ‬العصور‭ ‬الفرعونية‭ ‬كان‭ ‬الشرق‭ ‬يمثل‭ ‬التهديد‭ ‬المحدق‭ ‬الذي‭ ‬يدفع‭ ‬بالهكسوس‭ ‬والفرس‭ ‬وغيرهم‭ ‬للحدود‭ ‬المصرية،‭ ‬وسعت‭ ‬مصر‭ ‬لفرض‭ ‬سيطرتها‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬مختلفة‭ ‬في‭ ‬الشام،‭ ‬وبعودة‭ ‬مصر‭ ‬المؤثرة‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬المملوكي‭ ‬بعد‭ ‬تغيب‭ ‬طويل‭ ‬في‭ ‬دور‭ ‬الولاية‭ ‬الرومانية،‭ ‬ومن‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬الأموية‭ ‬والعباسية‭ ‬كان‭ ‬التقدم‭ ‬إلى‭ ‬الشرق‭ ‬والتواجد‭ ‬عسكرياً‭ ‬وإدارياً‭ ‬في‭ ‬الشام،‭ ‬أو‭ ‬أطرافها‭ ‬مصلحة‭ ‬استراتيجية،‭ ‬تراجعت‭ ‬من‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬تحول‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬ولاية‭ ‬عثمانية،‭ ‬وفي‭ ‬معظم‭ ‬الأحوال‭ ‬كانت‭ ‬سيناء‭ ‬هي‭ ‬المنطقة‭ ‬صفر‭ ‬بالنسبة‭ ‬للأمن‭ ‬المصري،‭ ‬فوجود‭ ‬سيناء‭ ‬بحوزة‭ ‬المصريين‭ ‬يعطيهم‭ ‬زخماً‭ ‬كبيراً‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬مركزهم‭ ‬في‭ ‬وادي‭ ‬النيل،‭ ‬بينما‭ ‬فقدهم‭ ‬لسيناء‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬أصبحت‭ ‬سلبية،‭ ‬وأنهم‭ ‬يخضعون‭ ‬لخطر‭ ‬محدق،‭ ‬وبالطبع‭ ‬اكتسبت‭ ‬سيناء‭ ‬أهمية‭ ‬كبرى‭ ‬بعد‭ ‬افتتاح‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬ودخولها‭ ‬إلى‭ ‬خريطة‭ ‬الجغرافيا‭ ‬السياسية‭ ‬للعالم‭. ‬

تفوق‭ ‬سيناء‭ ‬في‭ ‬مساحاتها‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستين‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التواجد‭ ‬السكاني‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬يعتبر‭ ‬متدنياً‭ ‬لعدم‭ ‬توفرها‭ ‬على‭ ‬العوامل‭ ‬الجاذبة‭ ‬للإقامة،‭ ‬وتعتبر‭ ‬القبائل‭ ‬البدوية‭ ‬العربية،‭ ‬القوام‭ ‬الأساسي‭ ‬للتركيبة‭ ‬السكانية‭ ‬السيناوية،‭ ‬ويمتلك‭ ‬السيناوي‭ ‬تركيبة‭ ‬شخصية‭ ‬مختلفة‭ ‬عن‭ ‬المصري‭ ‬القياسي،‭ ‬فمن‭ ‬ناحية‭ ‬يبقى‭ ‬منتمياً‭ ‬للمكان‭ ‬والنسب‭ ‬القبلي‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬انتمائه‭ ‬للدولة،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬أخرى،‭ ‬فإن‭ ‬مظاهر‭ ‬تمثل‭ ‬الدولة‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬دائماً‭ ‬إيجابية،‭ ‬فالكثير‭ ‬من‭ ‬المظاهر‭ ‬الأمنية‭ ‬يقابلها‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬المرافق‭ ‬والخدمات،‭ ‬لذلك‭ ‬فإن‭ ‬شعوره‭ ‬بالغصة‭ ‬تجاه‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يسمى‭ ‬إهمالاً‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬تجاهلاً‭ ‬يبقى‭ ‬مسيطراً‭ ‬وواضحاً‭. ‬
الناشط‭ ‬السيناوي‭ ‬مسعد‭ ‬أبو‭ ‬فجر‭ ‬يعتبر‭ ‬مرجعاً‭ ‬لما‭ ‬يمكن‭ ‬تسميته‭ ‬بالوقائع‭ ‬الجارية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬سيناء‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬2011‭ ‬وتحول‭ ‬سيناء‭ ‬إلى‭ ‬بؤرة‭ ‬يلوذ‭ ‬بها‭ ‬الإرهابيون،‭ ‬بما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يصبح‭ ‬السيناويون‭ ‬المتضررون‭ ‬أصلاً‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الإرهابيين‭ ‬في‭ ‬التشكك‭ ‬المستمر‭ ‬والتضييق‭ ‬المتواصل‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬المصرية،‭ ‬وفي‭ ‬أحد‭ ‬تعليقاته‭ ‬على‭ ‬الحادثة‭ ‬الإرهابية‭ ‬الأخيرة،‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬كميناً‭ ‬للجيش‭ ‬المصري،‭ ‬يدلي‭ ‬أبو‭ ‬فجر‭ ‬بمقترحه‭ ‬بتحسين‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬والقبائل،‭ ‬وترك‭ ‬القبائل‭ ‬تتولى‭ ‬بنفسها‭ ‬عملية‭ ‬تطهير‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬الإرهابيين‭. ‬ينادي‭ ‬أبو‭ ‬فجر،‭ ‬الذي‭ ‬يوجه‭ ‬نقداً‭ ‬لاذعاً‭ ‬للجيش‭ ‬المصري،‭ ‬بدفع‭ ‬القبائل‭ ‬لمواجهة‭ ‬الإرهابيين،‭ ‬فالقبائل‭ ‬تعرف‭ ‬سيناء‭ ‬ومجاهلها‭ ‬جيداً،‭ ‬وتعرف‭ ‬أي‭ ‬تهديد‭ ‬لمصالحها‭ ‬ووجودها‭ ‬يمثله‭ ‬تمركز‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬مضاربها،‭ ‬والقبائل‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬مع‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬مصر،‭ ‬والأخير‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬أن‭ ‬يمنح‭ ‬الثقة‭ ‬لأن‭ ‬القبائل‭ ‬لا‭ ‬تتماشى‭ ‬مع‭ ‬تصوره‭ ‬للمواطن‭ ‬القياسي،‭ ‬المتعاون‭ ‬الذي‭ ‬يتعامل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬مصر‭ ‬المركزية‭ ‬المحيطة‭ ‬بالنيل،‭ ‬فالقبيلة‭ ‬تحتفظ‭ ‬ببنية‭ ‬رمزية‭ ‬وذهنية‭ ‬مختلفة‭ ‬وعميقة‭ ‬في‭ ‬التاريخ،‭ ‬وغير‭ ‬قابلة‭ ‬للترويض‭ ‬والتعديل،‭ ‬بالسرعة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬المعتادة‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬السلطة،‭ ‬وقدرتها‭ ‬على‭ ‬فرض‭ ‬شروطها‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭. ‬
جربت‭ ‬مصر‭ ‬التحالف‭ ‬مع‭ ‬العائلات‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬الصعيد،‭ ‬لتدخل‭ ‬معها‭ ‬تحالفاً‭ ‬ضد‭ ‬البؤر‭ ‬الإرهابية،‭ ‬وكان‭ ‬وزير‭ ‬داخلية‭ ‬مصر‭ ‬عبد‭ ‬الحليم‭ ‬موسى‭ ‬يلقب‭ ‬بشيخ‭ ‬العرب‭ ‬لتفهمه‭ ‬لذهنية‭ ‬العائلات‭ ‬الصعيدية‭ ‬المسلحة‭ ‬بطبيعتها،‭ ‬وعنايته‭ ‬بالتواصل‭ ‬معها‭ ‬ووضعها‭ ‬في‭ ‬خانة‭ ‬الحليف،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬النقد‭ ‬الذي‭ ‬يوجه‭ ‬لأسلوب‭ ‬موسى‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬مدرسة‭ ‬حبيب‭ ‬العادلي‭ ‬الأمنية،‭ ‬فإن‭ ‬المنتقدين‭ ‬يتناسون‭ ‬أن‭ ‬موسى‭ ‬أنجز‭ ‬مهمته‭ ‬بدفع‭ ‬الجماعات‭ ‬الإسلامية‭ ‬المحلية‭ ‬إلى‭ ‬تبني‭ ‬المراجعات،‭ ‬وتشكل‭ ‬حالياً‭ ‬قواماً‭ ‬مهماً‭ ‬داخل‭ ‬الجسد‭ ‬السلفي‭ ‬المتصالح‭ ‬مع‭ ‬السلطة،‭ ‬وحتى‭ ‬المتحالف‭ ‬معها،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬بأن‭ ‬تنظيم‭ ‬‮«‬داعش‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬بطريقة‭ ‬التفرع‭ ‬لتنظيم‭ ‬‮«‬القاعدة‮»‬‭ ‬وللإرهاب‭ ‬عابر‭ ‬الحدود،‭ ‬والمتورط‭ ‬في‭ ‬الألعاب‭ ‬الكبرى‭ ‬لأجهزة‭ ‬المخابرات‭ ‬الدولية،‭ ‬يدخل‭ ‬في‭ ‬خط‭ ‬تقييم‭ ‬تجربة‭ ‬التواصل‭ ‬البناء‭ ‬مع‭ ‬القوى‭ ‬المحلية،‭ ‬وتوظيفها‭ ‬لتكون‭ ‬رديفاً‭ ‬للأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬الإرهاب‭. ‬الإرهابيون‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬دخلاء‭ ‬استغلوا‭ ‬الجغرافيا‭ ‬والظروف‭ ‬التاريخية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التجمع‭ ‬في‭ ‬تشكلات‭ ‬واسعة،‭ ‬ولا‭ ‬يحتاج‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الخبرة‭ ‬للوقوف‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬حلقات‭ ‬الإمداد‭ ‬التي‭ ‬تجعلهم‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬الاستمرار،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العمل‭ ‬الأمني‭ ‬والعسكري‭ ‬المكثف‭ ‬ضدهم،‭ ‬ووصلت‭ ‬رغبة‭ ‬تحدي‭ ‬ومضايقة‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬إقدامهم‭ ‬على‭ ‬العمليات‭ ‬الإرهابية‭ ‬في‭ ‬صبيحة‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬بما‭ ‬يعني‭ ‬الرغبة‭ ‬في‭ ‬تنغيص‭ ‬حياة‭ ‬المصريين‭ ‬وإلحاق‭ ‬الإهانة‭ ‬بجيشهم‭ ‬المشتبك‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬عسكرية‭ ‬واسعة‭ ‬وطويلة‭ ‬في‭ ‬سيناء،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬تناقل‭ ‬المصريون‭ ‬التسجيلات‭ ‬الصوتية‭ ‬لجنود‭ ‬الكمين‭ ‬وشهدائه‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الحاسمة،‭ ‬التي‭ ‬بينت‭ ‬مدى‭ ‬خطورة‭ ‬وتعقيد‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬يواجه‭ ‬الجيش‭ ‬المصري‭ ‬ميدانياً‭. ‬
المساحة‭ ‬الشاسعة‭ ‬لسيناء،‭ ‬وطبيعتها‭ ‬الجبلية‭ ‬التي‭ ‬تشبه‭ ‬المتاهة،‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تحالف‭ ‬مع‭ ‬الأهالي‭ ‬المحليين،‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يستشعرون‭ ‬بقدرتهم‭ ‬على‭ ‬الاشتباك‭ ‬الإيجابي‭ ‬بجانب‭ ‬القوى‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬المعركة‭ ‬الواسعة‭ ‬تحت‭ ‬طائلة‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬القائمة،‭ ‬والإفراط‭ ‬في‭ ‬الشكوك‭ ‬الأمنية‭ ‬تجاههم،‭ ‬واضمحلال‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬التنمية‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬مقابل‭ ‬التهام‭ ‬القاهرة‭ ‬ومشاريعها‭ ‬للموارد‭ ‬الخاصة‭ ‬بالدولة‭ ‬المصرية،‭ ‬وكذلك‭ ‬تجاهل‭ ‬العقل‭ ‬المصري‭ ‬لاستيعاب‭ ‬قضية‭ ‬خصوصية‭ ‬بعض‭ ‬المكونات‭ ‬خارج‭ ‬النمط‭ ‬القياسي‭ ‬المعترف‭ ‬به‭ ‬للمواطنة،‭ ‬والسيناويون‭ ‬ليسوا‭ ‬وحدهم‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المعادلة،‭ ‬فأهالي‭ ‬النوبة،‭ ‬وبعض‭ ‬مناطق‭ ‬الصعيد،‭ ‬وبدو‭ ‬الصحراء‭ ‬الغربية،‭ ‬جميعهم‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬أمني‭ ‬يريد‭ ‬تطويع‭ ‬الجميع‭ ‬تحت‭ ‬النموذج‭ ‬المطبق‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭. ‬تمتلك‭ ‬مصر‭ ‬مواصفات‭ ‬وخبرات‭ ‬الدولة‭ ‬العميقة،‭ ‬التي‭ ‬تسعى‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬شيء،‭ ‬وتضيق‭ ‬ذرعاً‭ ‬بالاختلاف،‭ ‬وتعتبره‭ ‬عبئاً‭ ‬كبيراً،‭ ‬وبعد‭ ‬الثورة‭ ‬تزايدت‭ ‬العناية‭ ‬بنموذج‭ ‬الأسرة‭ ‬الانتخابية‭ ‬المستعدة‭ ‬للانصراف‭ ‬عن‭ ‬الشأن‭ ‬السياسي،‭ ‬ومنح‭ ‬التفويضات‭ ‬والأصوات‭ ‬التي‭ ‬تمكن‭ ‬السلطة‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬الانفراد‭ ‬بالأمور‭ ‬بالطريقة‭ ‬التي‭ ‬تراها‭ ‬مناسبة،‭ ‬بمعنى‭ ‬التحول‭ ‬من‭ ‬المواطنة‭ ‬البناءة‭ ‬والإيجابية‭ ‬إلى‭ ‬صورة‭ ‬من‭ ‬التجمعات‭ ‬السكانية‭ ‬المطيعة،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يضيف‭ ‬للفئات‭ ‬المستبعدة‭ ‬لما‭ ‬تحمله‭ ‬من‭ ‬خصوصية‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬مدن‭ ‬القناة،‭ ‬خاصة‭ ‬بورسعيد،‭ ‬وبعض‭ ‬مناطق‭ ‬الدلتا‭ ‬التي‭ ‬تحمل‭ ‬أبعادها‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعرفية‭ ‬الخاصة‭. ‬
النزيف‭ ‬في‭ ‬سيناء‭ ‬يقلق‭ ‬السيناويين‭ ‬المسالمين‭ ‬والجيش‭ ‬المصري‭ ‬وعموم‭ ‬المصريين،‭ ‬والتعامل‭ ‬بالطريقة‭ ‬العسكرية‭ – ‬الأمنية‭ ‬نفسها،‭ ‬المرة‭ ‬بعد‭ ‬الأخرى‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬مجدياً،‭ ‬ويتسبب‭ ‬في‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الإحراج‭ ‬للعقلية‭ ‬الأمنية،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فسيناء‭ ‬كانت‭ ‬دائماً‭ ‬باب‭ ‬الريح‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬القدرة‭ ‬أو‭ ‬الرفاهية‭ ‬لإغلاقه،‭ ‬وعليها‭ ‬أن‭ ‬تبقيه‭ ‬مفتوحاً‭ ‬بثرواته‭ ‬وخيراته‭ ‬لمصر‭ ‬وغيرها،‭ ‬والسيناويون‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الخبرة‭ ‬التاريخية‭ ‬حريصون‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬منطقتهم‭ ‬ويعرفون‭ ‬أن‭ ‬تحسن‭ ‬أوضاعهم‭ ‬المعيشية،‭ ‬حتى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الفتات‭ ‬الذي‭ ‬يتحصلون‭ ‬عليه‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬السياحية،‭ ‬مرتبط‭ ‬بتطهير‭ ‬سيناء‭ ‬من‭ ‬الإرهاب،‭ ‬وبدعم‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭ ‬ومساندتها‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتحولوا‭ ‬إلى‭ ‬طليعة‭ ‬المواجهة‭ ‬في‭ ‬سيناء،‭ ‬وأن‭ ‬يحققوا‭ ‬نجاحاً‭ ‬كبيراً‭ ‬لمعرفتهم‭ ‬بالـ‭(‬شرايين‭ ‬المفتوحة‭) ‬لسيناء،‭ ‬والمغلقة‭ ‬أيضاً‭. ‬
 
*كاتب‭ ‬أردني