Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jun-2017

اتفاقية المناخ ودبلوماسية رأس المال - د.محمد الرصاعي
 
الراي - إعلان الرئيس الأميركي ترمب الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ يمثل حلقة في سلسلة انقلابات ترمب على سياسة اوباما الرئيس السابق وحزبه الديمقراطي، فقد وقع الرئيس أوباما في العام 2015 إلى جانب مئة وخمسة وسبعين زعيم دولة اتفاقية باريس للمناخ أو ما يسمى خطة الطاقة النظيفة والتي تهدف إلى إلزام محطات الكهرباء خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون للتخلص من استخدام الوقود الأحفوري بحلول عام 2020 والتحول بشكل كلي إلى الطاقة المتجددة .
 
مبررات ترمب المعلنة هي مصلحة أميركا أولاً، هذا الشعار الذي تكرر في معظم خطاباته وتغريداته عبر حسابه على تويتر، فقد أعلن في كلمته في حديقة البيت الأبيض أنه يرفض أي شيء يمكن أنَّ يقف في طريق نهضة الاقتصاد الأميركي، وأضاف أنه اعتبارا من اليوم ستكف الولايات المتحدة عن تنفيذ مضمون اتفاق باريس ولن تلتزم بالقيود المالية والاقتصادية الشديدة التي يفرضها الاتفاق، فهو يعتبر أن حظر انتاج الفحم سيحد بشكل كبير في الوظائف للأميركيين، عدا عن القيود الاقتصادية والمالية التي تفرضها الاتفاقية.
 
التوجهات التي يعلن عنها ترامب تباعاً تناقض القيم والمبادئ والقوانين الأمريكية التي يؤمن بها معظم المواطنين الأميركيين بل قد يقاتلون من أجلها، ويعتبر الكثير منهم أن هذه المبادئ والقوانين هي الخميرة التي تجعل السياسة الأمريكية أكثر نضجاً ورواجاً في العالم، فقد جوبه قرار ترمب بموجة غضب ورفض عارمة داخل الولايات المتحدة وخارجها وانتقادات لاذعة لهذه الخطوة غير المتزنة دون أدنى اعتبار لمستقبل العالم والاجيال القادمة.
 
عقلية رأس المال الجشع باتت هي المحرك لجميع سياسات الرئيس الأميركي الجديد الشيء الذي سينعكس مؤكداً على الدور المعتاد لأمريكا في قيادة العالم في القضايا المهمة عالمياً وفي مقدمتها قضايا المناخ ومستقبل البيئة على الكرة الأرضية، فقد كتب بيل ماكيين في صحيفة نيويورك تايمز « المطرقة التي يملكها دونالد ترامب سيستخدمها لهدم كل ما بناه الآخرون، في الوقت الذي يترقّب فيه العالم ذلك، بخوف وحيرة»، وقال ماكيبن إن قرار الانسحاب من اتفاق المناخ «غبي ومتهوّر»، مضيفاً أنه « القرار الأكثر غباءً الذي يصدر عن أمّتنا منذ البدء باجتياح العراق»، لكنه أشار إلى أنه « ليس قراراً غبياً ومتهوّراً وفق الأسلوب المعتاد»، موضحاً أنه « يقضي على اثنتين من القوى المتحضّرة على كوكبنا: الديبلوماسية والعلم».
 
التخوفات الأكثر حضوراً اليوم في العالم مع عودة الجمهوريين مجدداً إلى الحكم في اميركا هو التحول عن السياسة التي انتهجها الرئيس اوباما وحزبه الديمقراطي والتي يغلفها نزع كل ما يمكن أن يزعزع الاستقرار العالمي، وهذا يعني أن الاستراتيجية التي ينتهجها ترامب وحزبه الجمهوري قد تقود العالم إلى مزيد من الفوضى والخراب.
 
Rsaaie.mohmed@gmail.com