Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    04-Aug-2018

القومية اليهودية ماذا بعد؟ - د. جلال فاخوري

الراي - القانون المتعلق بيهودية الدولة الإسرائيلية قديم منذ قيام الدولة اليهودية سنة 1948 ،وبقي القانون معطلاً حتى سنة 2017 حين حاول اليهود إحياء هذا القانون تمهيداً لوضعه موضع التنفيذ وفي سنة 2018 أعلن اليهود تنفيذه. ورغم انه من المبكر التنبؤ بمصير هذا القرار إلا انه من الواضح انه لن يلقى نجاحاً في المدى القريب او المتوسط لأسباب داخلية خاصة باليهود انفسهم واسباب خارجية. جدير بالذكر انه في مطلع 2018 حاول اليهود إثارة هذا الطلب فأشعلوا بذلك نار اعلام الغرب والشرق على السواء. وها هم يشعلونها مرة اخرى صارفين النظر العالمي عن الانتقاد حول هذه النظرة قصيرة النظر. ونحاول في هذه الاسطر تعليل وتبرير هذه النظرة الخطيرة لموضوع امتلاك الارض المحتلة بكاملها. اولاً- إن النظرة السيكولوجية لقومية اليهود لا تستقيم مع الفهم العلمي للقومية مما يجعلهم قاصرون عن الفهم مما سيشكل عوائق وتحديات ومشكلات خلال التطبيق. ثانياً- تطبيق قانون القومية اليهودية سوف يعيق اي انفتاح اقتصادي إسرائيلي على العالم كمشكلات التصدير مثلاً.

ثالثاً- سوف يثير القانون الفتنة والصراع داخل المجتمع اليهودي نقمة لكونه سوف يصبح مجتمعاً مطلقاً لا يتعامل مع الغير اي مع اي تعددية منشودة. رابعاً- إنغلاق المجتمع اليهودي على نفسه وعدم احترام الغير سوف يصبح عقدة سيكولوجية داخل المجتمع اليهودي ويتحول إلى امراض سيكوباتية لاقدرة لليهود عليها.خامساً- يهودية الدولة سوف يجبر اليهود على التعامل بلغة واحدة مما يجعل المجتمع اليهودي منغلقاً غير قابل للتطور.
سادساً- عدم تفهم معنى احترام الغير قد يثير حروباً طويلة مع جيرانها. سابعاً- ستواجه إسرائيل عزلة دولية وتصبح دولة إنعزالية عن المجتمع الدولي مما يسبب قلقاً متواصلاً لدولة منغلقة. ثامناً- إعلان يهودية الدولة قومية يتناقض مع المفهوم الدولي للقومية حيث الحدود القومية للدولة يجب ان يتطابق مع الحدود السيسيولوجية او الجيوسياسية وبمعنى اكثر دقة ان التعامل والجدل الاجتماعي اليهودي لا ينطبق مع المفهوم الجغرافي حيث الحدود الجيوسياسية والاجتماعية لا تتوازى مع الحدود السياسية. او المنطق اليهودي وهذا يعني ان لغة الاختلافات سوف تسود او تفقد إسرائيل خيوط التواصل مع العالم وباستثناء الولايات المتحدة المؤيدة لإسرائيل فعزلة اسرائيل مؤكدة دولياً. تاسعاً- من التجارب العالمية يتبين ان سيكولوجية اليهودية تتعرض للامراض التي تنعكس على الشخصية اليهودية بالاهتزاز. عاشراً واخيراً -إن اسرائيل لا تملك مقومات إقامة قومية خاصة بها حيث القومية إنسانية وليست إنعزالية ولنا في جنوب افريقيا (زيمبابوي سابقاً) مثالاً.
اما اذا فكرت إسرائيل بترحيل الفلسطينيين للبلاد المجاورة فإسرائيل تعاني من ذلك بسبب تجارتها الداخلية للفلسطينيين انفسهم فليس من مصلحة اسرائيل. هذه العنصرية عامل سالب دائماً لإسرائيل وغيرها فالتعددية عنصر قوة بالاضافة إلى انها ضد الديمقراطية وسوف تتحول إسرائيل إلى الديكتاتورية قطعاً حيث لا ديمقراطية في ظل العنصرية.