Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Jun-2018

الكتابة في السياسة ! - احمد ذيبان

الراي - سئل الكاتب عباس محمود العقاد يوماً لماذا لا تكتب في السياسة؟ أجاب: لأن الكتابة في السياسة هي نوع من السياسة، وأسوأ ما في السياسة أنك تحمل ختمك على ظهرك، فأنت «مسيس» تخضع لهذا الاتجاه أو لذاك الحزب، وتجد نفسك تدافع عن أفكار ليس بالضرورة أنها أفكارك، وقناعات لا تتفق معها أحياناً،

وتعارضها فتصبح عسكرياً في معسكر السياسة»!
وخلال الاسبوعين الماضيين ، شهد الأردن حراكا سياسيا غير مسبوق ، بسبب مشروع قانون ضريبة الدخل المعدل ،الذي أقرته الحكومة السابقة وأحالته الى مجلس النواب، ورافق ذلك الكثير من التصريحات المتضاربة ، التي أطلقتها الحكومة السابقة اعتبرت فيها انه لا بديل عن القانون ،ورفض رئيس الوزراء السابق المطالب الشعبية بسحبه،لكن فور رحيل الحكومة انفرجت الحالة السياسية ،وأعلن رئيس الوزراء الجديد الدكتور عمر الرزاز ،عن التوافق على سحب القانون، وفي المشهد أيضا أعلن وزير المالية السابق، أن الحكومة قد لا تتمكن من دفع جزء كبير من الرواتب خلال الشهر الحالي اذا لم يقر القانون،لكن الرئيس الجديد أعلن أن الرواتب ستدفع قبل العيد ! ولا يغيب عن الذهن تصريح وزير الاعلام السابق ،الذي قال فيه أن «49 «% من الانتقادات لقانون الضريبة ،على مواقع التواصل الاجتماعي مصدرها سوريا !
أميركا أقوى دولة في العالم عسكرياً واقتصادياً، لكنها أكثر دولة تختلط فيها السياسة بالكذب، كل السياسيين فيها يكذبون على الصعيدين الداخلي والخارجي! .وخلال الاسابيع الماضية اشتعلت معركة كلامية ، بين الرئيس ترمب والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفيديرالي «إف بي آي» جيمس كومي، على خلفية إقالة ترامب لكومي بسبب مزاعم تتعلق بتبرئته هيلاري كلينتون ،في قضية استخدام حسابات خاصة للتعامل مع رسائل بريد حكومية، وكان كومي يترأس واحداً من عدة تحقيقات حول الدور المزعوم لروسيا في الانتخابات الأميركية لصالح ترمب، والواقع أنه تفكير ساذج أن تتدخل روسيا في الانتخابات الأمريكية، إلى درجة أنها ترجح كفة مرشح،هذا قد يحدث في دولة متخلفة في العالم الثالث.
ترمب وكومي يتهمان بعضهما بالكذب، والواقع أن كليهما يكذب، وكومي يريد أن يستثمر هذه المعركة
للترويج لكتابه الجديد، الذي يتضمن مذكراته بعنوان ‹ولاء أكبر: الحقيقة والأكاذيب والزعامة› لحصد ملايين
الدولارات، ولذلك رفع السقف إلى درجة اعتبر ترامب «غير مؤهل أخلاقياً لرئاسة الولايات المتحدة، وأنه يكذب
في شأن أمـور كبيرة وصغيرة.. ويتحدث ويتعامل مع النساء وكأنهنّ قطع لحم» ومن جانبه اتهم ترمب كومي، أنه «كذب» أمام الكونجرس تحت القسم، وسرب معلومات سرية».
مشهد آخر ، فبعد الضربات الصاروخية التي وجهتها أميركا وبريطانيا وفرنسا إلى سوريا، بسبب استخدام
السلاح الكيماوي، خرجت روسيا بتصريح ينطوي على كذبة مضحكة، مفاده أن أهداف الضربةللتغطية على
هزائم الإرهابيين «داعش والنصرة وغيرهما»، وإعطائهم فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم!
أما الكذبة الأكبر في المشهد السوري، تلك المتعلقة بالحرب الكلامية بين إيران وإسرائيل، والاتهامات
المتبادلة بينهما، بعد الغارة الإسرائيلية على مطار «تيفور» الشهر الماضي، وقتل فيها سبعة عسكريين
إيرانيين، لكن تل أبيب تنصح طهران، بعدم اختبار قدرات الجيش الإسرائيلي، وتؤكد أنها جاهزة لكل
الاحتمالات بما في ذلك حرب متعددة الجبهات، فيما تتوعد طهران بأن أي استهداف لها، سيؤدي إلى إزالة
إسرائيل من الوجود! وقد دخل الشيخ حسن نصر االله على الخط.. وأعلن أن إسرائيل ارتكبت حماقة وخطأ
تاريخياً ، بالاحتكاك العسكري المباشر مع إيران في سوريا.. !
وهي تهديدات تذكر ببيانات « أحمد سعيد» الذي انتقل الى رحمة االله قبل أيام ، إذ لا أحد يصدق تهديدات
طهران ، كما أن العالم كله لن يقبل في هذه المرحلة على الأقل، شطب الكيان الصهيوني عن الخريطة، ويا
ليت تقوم إيران بتحرير أراضي 1967 فقط ، وعندها تستحق أن تكون «الممثل الشرعي الوحيد «للعرب !
وعادة تكون الانتخابات البرلمانية والرئاسية، موسماً استثنائياً لممارسة الكذب، وعندما يفوز المرشحون
ينشغلون بمصالحهم الشخصية وامتيازاتهم، ويمكن ملاحظة ذلك في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في
العراق ولبنان، التي شهدت حملات انتخابية ساخنة بين الطوائف والأحزاب والميليشيات. وبالنتيجة تبين أن
ثمة تلاعب وتزوير كبير في الانتخابات العراقية ،الامر الذي تسبب بأزمة سياسية وقرار البرلمان إلغاء جزء كبير
من النتائج وإعادة الفرز !