Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Feb-2015

تغيير قواعد اللعبة*أسامة الرنتيسي

العرب اليوم-بعيدا عن الموقف من حزب الله، وحربه غير المبررة، الى جانب النظام السوري، وبعيدا عن لغة التهديد المبالغ فيها، التي يتقنها سيد الحزب حسن نصرالله، الا اننا نستطيع ان نقرأ الجديد بين العملية الاسرائيلية في القنيطرة وقتل سبعة من حزب الله بينهم العميد الايراني، والرد في العملية النوعية التي قام بها حزب الله في مزارع شبعا وقتل وجرح العشرات من الجيش الاسرائيلي في استخدام متطور للصواريخ، كشف عنه نصرالله في آخر اطلالته الطويلة عبر شاشات التلفزة على جماهير ضاحية بيروت الجنوبية والعالم.

الضربة التي تلقتها اسرائيل كانت مؤلمة وموجعة وفي العمق، وضد عناصر من النخبة العسكرية الاسرائيلية، وقال الحزب: انه رد من مجموعة ردود، وفي اختلاف العمليتن، فإن اسرائيل لم تعترف رسميا حتى الان بعملية القنيطرة، على عكس الحزب الذي اعترف فورا بعملية القنيطرة، وباسماء الشهداء، كما اعترف فورا بعمليته في شبعا، وهذا اول تغيير في قواعد اللعبة.

التغيير الثاني؛ ان اسرائيل ظهرت عاجزة على الرد، برغم التهديد الواضح من حزب الله، لان الاسرائيلي لا يستطيع الرد في العمق اللبناني، لانه يعرف ان الحزب سيرد بقوة في العمق الاسرائيلي، والرد الاسرائيلي في هذه الحالة اذا ما جاء كبيرا؛ فمعنى ذلك انه قرار بحرب اقليمية، لكن هذا القرار ينبغي ان يتخذه الاميركي، فباراك اوباما ليس في هذا الوارد، في هذه الظروف.

حسب معلومات قريبة من حزب الله، فهو مستنفر إلى أعلى الدرجات، لكنه مطمئن إلى أن الاسرائيلي عاجز عن رد كبير، بعد ان تأكد له ان الاسرائيلي كان يعتقد ان حزب الله عاجز عن الرد لانشغاله بسورية ووجود نحو 5 آلاف من عناصر الحزب على الارض السورية، لكنه فوجئ بهذا الرد المركّز والمدروس.

بعد هذه العملية النوعية سوف يراجع الاسرائيلي حساباته قبل الاقدام على اية خطوة، سواء على الاراضي السورية او اللبنانية، وظهر ذلك في البيان الاسرائيلي الذي قال فيه: "ان ما حصل لا يؤدي الى حرب".

هذا الخطاب لم نعهده طوال سنوات الصراع مع العدو الاسرائيلي، وانكشف أمر آخر في غاية الخطورة والاهمية، وظهر بوضوح بعد الحرب الاخيرة المدمرة على قطاع غزة؛ ان هذا العدو قادر على أن يقصف ويدمر الحجر، لكنه لم يعد قادرا على تدمير البشر، ولذلك أية حرب يقوم بها مستقبلا سيعتمد فيها على الحاق اكبر حجم من التخريب، لكنه ما عاد يمتلك امكانات الاحتلال، وتجربة غزة تؤكد ذلك بوضوح، دمر نصف القطاع وقتل اكثر من 2000 فلسطيني وجرح عشرات الآلاف، لكنه لم يستطع البقاء محتلا لشريط غزة.

حتى في استخدام الحروب في المعارك الانتخابية، لم يعد العدو الاسرائيلي ناجحا فيها، ففي حرب غزة "الرصاص المصبوب" في 2008، لم يفلح القادة الاسرائيليون في قطف ثمار الحرب انتخابيا، برغم المذابح التي ارتكبوها، وفي الحرب على لبنان في عام 2006، صُفع بيريز انتخابيا بجريمة قانا، وأية حروب انتخابية لنتنياهو ستضيف الى سجله الاجرامي جرائم جديدة.

عربيا؛ شيء واحد فقط يجب ان يتغير في قواعد المعادلة الجديدة، هو ان يتخلص العرب من تحميل الضحية مسؤولية الاجرام، كما فعل الطامح في رئاسة لبنان سمير جعجع، عندما خرج بعد عملية شبعا في تصريحات يلوم فيها حزب الله ويحمّله المسؤولية.