Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Jul-2017

التعليم العالي.. المجاني والمفتوح - غازي خالد الزعبي
 
الراي - يشير الدستور الأردني إلى أن الأردنيين متساوون في الحقوق والواجبات، مما يعني توفير الفرص المتكافئة أمامهم، ولما كان التعليم العالي هو أبسط هذه الحقوق فقد كان ينبغي ان يكون متاحاً امام الشباب والشابات ليسهموا في نهضة المجتمع الذي يعتبر التعليم العالي الحاضنة الاولية لاستيعاب قدراتهم ورفدها في عملية التنمية والتطور حتى لا تذهب هدراً.
 
غير أن ذلك لم يحدث بفعل الحواجز المصطنعة التي أفرزتها الأنظمة المتعلقة بالأسس العامة لمسيرة هذا التعليم، كالرسوم الجامعية، ومعدلات القبول، ونمطية التعليم الجامعي التي بقيت تغرد خارج السرب على مدى عقود.
 
فالرسوم الجامعية الباهظة التي تمول معظمها نشاطات مكتبية روتينية يمكن الاستغناء عنها، وعن جيش الموظفين الذين لا حاجة لهم، وهو أمر ينبغي معالجته من خلال تحديد عدد الوظائف المعمول بها في الكادر الجامعي بما ينعكس ايجاباً على وضع الجامعات المالي مما يتيح المجال للحكومة لإدراج موازنة الجامعات في الموازنة العامة للدولة وبالتالي الغاء او الاكتفاء برسوم جامعية رمزية، كما شرعنت ذلك بعض الدول ووضعت مجانية التعليم بمختلف فروعه موضع التنفيذ وبما يلزم الغاء الابتعاث والقبول على حساب المؤسسات المختلفة.
 
أما معدلات القبول فأن العلامات التي يحصل عليها الطالب من الثانوية العامة، لا تعكس بدقة مؤهلاته الذاتية، وقدراته العقلية الكافية للدخول في أي كليه تتيح له الشهادة الثانوية وهو ما يدعو الجامعة الى اضافة سنة جامعية اولى، تحضيرية قبل تخصصه يجري من خلالها تقييم وتأهيل الطالب للكلية التي تصلح له او التي يرغب الالتحاق بها.
 
ورؤية التعليم العالي ينبغي ان تكون ذات هيكلية معرفية تتبنى الرؤية الشاملة التي تربط التخصص الفرعي باستراتيجية معرفية كلية تتسق مع المعطى العام للفهم والادراك المتساوق مع النظرة التاريخية والانسانية لتراث المجتمع الذي تنمو وتترعرع فيه، وتنمية روح البحث والتحقيق، والقدرة على انتاج الجديد، واضافة خلاقة لما تم البناء عليه في مختلف الاصعدة.
 
والتعليم العالي في الاردن منذ بدايته اخذ منحى لا يعكس الخاصية المحلية للمجتمع الاردني العربي الاسلامي، ولا الطريق المتوارثة لجذور التعليم العالي التي كانت ينبغي البناء عليها لوصل ديمومة الماضي بالحاضر دون انقطاع بل اقحمت عليه مفاهيم مستوردة لانظمة مجتمعات اخرى، وخضع لاجتهادات فردية قاصرة احتكرت مسيرته تحت وطأة اسهامات عشوائية غير مدركه للابعاد التاريخية والانسانية والثقافية في غياب رؤية واعية ومستنيرة.