Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Jan-2017

الجندي الاردني في الجيش العربي - ابراهيم العجلوني
 
الراي - ما أبعد المرابط على الثغور عن حاضرة البلاد ما اقربه من قدس اقداسها وضمائر ساكنيها.
 
إن العين لا تراه في الحواشي القريبة, ولكن القلب يقدره حق قدره ويراه في سمته الوقور ودرجاته العلى. 
 
ولقد يكون ذلك النائي في القلاع الصامدة على التخوم ارجح لدى الحضرة من المئات الذين يروحون ويجيئون بين يديها.
 
انه قلب القلب من العاصمة المعصومة وقاب قوسين أو ادنى من ضميرها وهو سيفها الحامي وكنانتها المذخورة.
 
انه طارد الارواح النجسة عن حماها المقدس, تتهيبه الضواري المتربصة وتخنس لمرآه الثعالب في اوكارها.
 
وهو ساهر جل وقته, قليل الهجوع, دائم الترقب حذر ان يؤتى من قبله. وهو طالب رضى الله فيما يصنع, لا يريد من احد جزاء ولا شكوراً.
 
يطلب الموت ذياداً عن هويته وتاريخه ووطنه, فتكتب له الحياة الخالدة, وتستضيء بنبراسه الاجيال ويصير مثلاً تتنوره البصائر.
 
وهو يهيب بنا بلسان حاله وعظيم فعاله ان نكون خلفه جسداً واحداً وبنياناً مرصوصاً, لا ان نكون شيعاً واحزاباً (كل حزب بما لديهم فرحون) وان لا نتظالم فيما بيننا, وان لا يتخذ بعضنا بعضاً سخرياً, وان يرحم قوينا ضعيفنا, وغنينا فقيرنا, وكبيرنا صغيرنا, وان نراعي مروءاتنا وقيمنا, ومكارم الاخلاق المتحدرة كالماء الزلال من اعالي تاريخنا الينا.
 
إنه يريد ان يطمئن الى ان وراءه مجتمعاً متماسكاً خيراً, وان اهله الذين يذود عنهم متحابون متضامنون, وانهم بواجباتهم قائمون, على نحو ما هو قائم بواجبه باذل لروحه في سبيله..
 
ذلكم هو «الجندي الاردني» في «الجيش العربي». مناط فخر امته ومعقد رجائها, ووارث عزمات الاجداد العظام في مؤتة واليرموك وحطين, وظهير كل عربي حر ومسلم صادق في كل ميدان ينتدب اليه.
 
انه الشاهد والشهيد, حيّاً ما ازدانت به الحياة, وحياً ما اتسعت له الجنان.
 
وهو هو درعنا الوطنية وضميرنا الحي الذي نزن به مواقفنا ونقيس قاماتنا.
 
وعسى الله أن لا نخيّب له ظناً أو نخلف موعداً.