Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Sep-2018

الإدارة بالأهداف... الطريق نحو قيادة المستقبل* م. هاشم نايل المجالي
الدستور - 
 
كثير من التساؤلات حول اسس وآلية اكتشاف المبدع من بين الافراد، وآلية تحفيز الفرد على الابتكار والابداع وتنمية مهاراته، حيث ان اي مؤسسة رسمية او قطاع خاص تكون الافضل عندما تكون قادرة على الابتكار والتطور والتجديد في كل ما يعنيها حيث التجديد على اسس حديثة ومتطورة تواكب التغير والمنافسة التقنية والخدماتية.
كذلك فان المسؤولين او المدراء الافضل والانجح هم الذي يكونون قادرين على مساعدة ودعم هؤلاء الافراد المبدعين، والاستفادة من مواهبهم الابداعية بعد ان يتم تحديد طرق لعرض هذه الافكار الابداعية والخطط التي من شأنها ان تقنع المعنيين بذلك، بحيث تكون على درجة من المنطقية والواقعية بحيث تلقى وتحظى بالتجاوب الامثل وتحفز المدراء والمعنيين على دعمهم والاستثمار بذلك لقدراتهم في تحقيق الاهداف وبشكل يخدم المصلحة العامة، وهذا كله لا يتم الا اذا توفرت المقومات الاساسية للابتكار واهم ذلك الانتماء الروحي لدى الفرد اتجاه مؤسسته ومدى ارتباطه بها والعمل من اجل رفعتها وتميزها.
ولقد استطاعت العديد من الدول المتطورة اعداد مجتمعاً ومؤسسات لتكون مثالاً حياً لهذا المفهوم فلقد تمكنت اليابان من الاستفادة من هذه القيمة الانسانية وتسخيرها في زيادة اخلاص الفرد اياً كان موقعه في العمل من اجل اعطاء ما يستطيع من جهد وفكر في الاداء او للابداع والابتكار، حيث من خلال ذلك تمكنت من ان تحظى بقمة بالتقدم الصناعي والتقني والخدماتي والحضاري.
بينما الشعور باللامبالاة في العديد من الدول يفسر تخلفها عن الدول المتحضرة حيث لا يفكر الفرد فيها الا بما سيحصل عليه من راتب آخر الشهر وما يحققه من رغبات على حساب المؤسسة والدائرة التي يعمل بها.
ومن المعلوم والواضح ان هذا اولاً ليس ذنب الافراد بل ذنب الادارات السائدة والتي ليس لها استراتيجيات بهذا الخصوص والتي كثير منها خلق الانانية والمصلحة الفردية الشخصية، خاصة اذا ركزت الادارات على افراد يعنوهم دون غيرهم ويعلو شأنهم دون غيرهم من الكفاءات العاملة بالمؤسسة، وهذا يحطم روح الانتماء لدى الفرد ويفكك اواصر التعاون مع الاخرين.
فالشعور بالانتماء امر اساسي وجوهري في تفجير الابداع وتطوره، والذي من المهم ان يكون بشكل تشاركي ومنظم وبجهود متكاملة على اختلاف مستوياتهم، فالانفتاح على الاخرين وتقبل الاراء بأجواء حرة يسودها الاحترام تعطي قمية اضافية لتحقيق الابداع بحنكة خلاقة، اي ترويض القناعات على التعاون والتنسيق والتشاركية، والمدراء هم يزيدون من فرص التفاهم وخلق بيئة ابداعية تشاركية تطور الافكار وتحسن من ظروف العمل وفتح مجالات اوسع لمزيد من بذل العطاء.
اما المؤسسات المنغلقة على نفسها والمدراء الذين لا يعطون اي فرصة للآخرين في تقديم ابدعاتهم ولا يحترمون اراء الاخرين فانهم يحكمون على اعمالهم بالفشل والتراجع شيئاً فشيئاً.
فالعمل الجماعي يحقق الانتصارات والواقع والتجربة هو الذي يثبت ذلك فكل واحد منا لا يخلو من موهبة او اكثر يتفوق فيها اشخاص عن آخرين واذا ما جمعنا هذه المواهب في جهود مشتركة فكم ستكون المحصلة.
فالانسان هو جوهر الابداع والابتكار وعلينا ان نعطي هؤلاء الافراد الفرصة لتحقيق ابداعاتهم من خلال الاهتمام بهم اي تحقيق مفهوم ( الادراة بالاهداف ) اي السعي الحثيث لتحقيق اهداف المؤسسة من خلال التركيز على الطاقة البشرية والروح الانسانية في العاملين لرفع مستواهم العلمي والتقني وتنمية ابداعاتهم، وهو الطريق نحو قيادة المستقبل فقد يكون تميز مؤسستك يكمن في فكرة جديدة لا تخطر على بال احد وهو ما نسميه شرارة الابداع اي انتاج افكار جديدة خارجة عن المألوف وتكون مفيدة، فالتفكير الابداعي هو تطوير للذات ويعزز الثقة بالنفس لتجاوز الخوف من الفشل.