Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    29-Aug-2020

أحد بدون قداس في عمّان*الاب رفعت بدر

 الراي

بروح التقبل والاحترام، تلقينا تعليمات تعليق قداديس الأحد في الكنائس في محافظة العاصمة عمّان، ومحافظة الزرقاء، وذلك ليوم الأحد الماضي. وبالرغم من الألم الذي أبداه كثير من المواطنين الملتزمين بأداء شعائر الأحد المبارك، لكن الأمر كان مقبولاً كونه يصب في مصلحة الوطن، وبالأخص بعد أنباء عن إصابة عدد من المصلين في إحدى كنائس العاصمة عمّان. وقد عدنا الى بث القداس مباشرة على مواقع التواصل للمؤمنين في البيوت.
 
نعم، هو إجراء يصب في مصلحة الوطن الذي يواجه في هذه الأيام هجمة شرسة من فيروس كورونا الذي لم يترك مكاناً إلا وذهب إليه في هذا العالم الفسيح، وأحدث دماراً لحياة الملايين من البشر، سواء من المصابين الذين ندعو لهم بالشفاء، أو بالراقدين الذين هم كالشهداء الذين نطلب لهم الرحمة والسكن في ديار الفردوس.
 
وكذلك فإنّ الدمار الاقتصادي الذي أحدثه هذا الفيروس قد كان كبيراً وما زالت آثاره السلبية تتضاعف يومياً، وبالأخص في زيادة معدلات البطالة والفقر في العالم. علينا محلياً وعالمياً، ألا نستسلم لليأس والاحباط، فهذا جزء من تاريخ البشرية السائرة كالسفينة إلى ميناء البر والأمان. وكم وكم واجهت السفينة من حروب وكوارث طبيعية، ومنها فيروسات لعينة أنهت حياة الملايين من البشر، إلا أنها مضت وأصبحت ذكريات من ماضٍ سحيق.
 
وعلينا كذلك تجديد الثقة بالجهود النبيلة والنشمية والشجاعة لأجهزتنا الحكومية والأمنية والصحية، فهي تواصل الليل بالنهار منذ بداية الأزمة، وستستمر بإذن الله بعزيمة لا تفتر إلى أن يُغادر الفيروس أرضنا وعالمنا. قد لا يستطيع أي مواطن أن يُسهم بإيجاد لقاح أو دواء فعالين للقضاء على الفيروس، لكنّ مسؤولية «حماية القطيع»، كما يقال، هي أساسية، وقد دخلت إلينا منظومة من الإجراءات والتقاليد التي لا نستغني عنها وأهمها إرتداء الكمامة والقفازات وغسيل اليدين واقتصار العادات الاجتماعية على ذوي العلاقة المباشرة، والامتناع عن التجمعات.
 
أما مسؤولية العلماء والمفكرين ورجال ونساء المختبرات، فالله ندعو أن يوفقهم ويلهمهم لإيجاد اللقاحات اللازمة، بعيداً عن التنافس السياسي بين الدول، فالمهم الآن ليس مَن مِن رؤساء الدول سوف يحقق السبق على نظيره ومنافسه في الإعلان عن لقاح وطني سيتحول عالمياً. لكن المهم هو خدمة الانسان والانسانية، وكما يقول البابا فرنسيس على اللقاح أن يصل إلى متناول أيدي الفقراء، ولا يجري عليه أي احتكار، فقد قال الاسبوع الماضي: «سيكون محزنًا إذا أُعطيت الأولويّة في استعمال اللقاح ضد فيروس كورونا 2019 للأغنياء فقط! سيكون محزنًا إذا أصبح هذا اللقاح مُلكًا لهذه الأمة أو تلك وليس عالميًا وللجميع».
 
عود على بدء، ومع أجراس قرعت دون تلبية المؤمنين لندائها، لعيون الوطن.. كل شيء بهون!