Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    20-Feb-2017

فهم الكيانية الوطنية - طارق مصاروة
 
الراي - حين نقرأ تاريخنا الحديث, ومراحل انشاء امارة شرقي الاردن, نلاحظ أن الحكم من عام 1921 كان أصعب كثيراً من حكم الدولة المتكاملة:
 
- فالامارة كانت مؤلفة من معان الى الطرة, والباقي كان تابعاً لمملكة الحجاز.
 
- ولم يكن في الامارة قوة امنية أو عسكرية, سوى مجموعة من عتيبة جاءوا مع الشريف, ومع «أميرهم» سمو الامير شاكر بن زيد, خوي الامير عبدالله بن الحسين.
 
- وحين تم فرض الانتداب البريطاني, كانت معركة النظام الجديد تخليص الاردن من وعد بلفور, ولعلنا لم نفهم حتى الان معنى استقلال الامارة في 25/ 5 / 1923 . فهدف المؤسس كان انتزاع هذا الجزء من مشروع الوحدة والتحرر من وعود بريطانيا, ومؤامراتها على الثورة والوحدة والتحرر.
 
- وفي عام 1924 تكاملت الجغرافيا الاردنية بتنازل الملك علي بن الحسين عن معان والعقبة ليكون للدولة الجديدة «بحرها» واتصالها بالعالم رغم فتح ميناء حيفا للتجارة.
 
وحتى نفهم طبيعة استراتيجيات الشهيد المؤسس نصل الى المجلس التشريعي الاردني المنتخب على درجتين عام 1928, وميثاق المؤتمر الوطني الاردني الذي عرّف الدولة بأنها جزء من الوطن العربي وأنها نيابية وراثية.
 
لم تكن الاشياء سهلة كما نتصورها الان, وكان أب الدولة الشهيد المؤسس, يتعامل «بالتوافق» مع شعبه, دون مروره بالمعتمد البريطاني, وحين تم, بجنون مطبق, تأسيس قوة البادية, بقيادة بيك باشا, تحمّل هو عبء فشله وتم استبداله بجون باغوت كلوب ليكون للملك «جيشه المصطفوي» ولينقله الى الجيش العربي.. بحيث يضم البدو والفلاحين واهل المدن من بقايا العرب في جيش العثمانيين.
 
وبذكاء الشهيد المؤسس غير العادي, قام الجيش العربي بعمليات خارج حدود الدولة:
 
- الاول في وضع حد للتمرد في العراق عام 1941 بتحريض من النازيين الالمان.
 
- والثاني في التحرك السريع الى عذراء والضمير وتدمر لحماية قوات فرنسا الحرة, وطرد جماعة فيشي المتحالفة مع الالمان.
 
- ووضع اعداد من حمايات الجيش العربي في المناطق الفلسطينية لفرض النظام في مواجهة الاستيطان الصهيوني الذي كان مدلل الانتداب البريطاني.
 
هذا الدور الذي كان عبدالله بن الحسين وراءه كان طبعاً ضمن اطار التحالف مع بريطانيا, لكن الشهيد المؤسس كان يراه غير ذلك. فالحرب العالمية الثانية ستنتهي بتغييرات حقيقية في المنطقة. واذا كان التقسيم لمؤامرة سايكس – بيكو هو الشاخص الاكثر وضوحاً على خارطة سوريا الكبرى, فإن مشروع الملك الشهيد كان جاهزاً: اعادة الوحدة الى ما قبل سايكس بيكو. لأن العقل الاستراتيجي كان يفهم معنى رعاية بريطانيا والاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة لاقامة دولة اليهود في فلسطين. وكان هذا العقل يستبق انشاء الكيان الصهيوني بكيان عربي في سوريا الكبرى أو الهلال الخصيب لا فرق طالما الثورة أقامت مملكة فيصل في سوريا, ومملكة فيصل في العراق, وامارة شرقي الاردن.
 
نحن الان أحوج ما نكون الى العودة الى الينابيع الصافية التي تقام عليها كيانات العزة والكرامة. فلعبة الديكتاتوريات لم تعد صالحة لبناء مستقبل الامة.