Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Oct-2018

صواريخ طهران: ألـعـاب نـاريـة !! - صالح القلاب

الراي -  لم تقنع هذه»التظاهرة»الصاروخية الفاشلة، التي لجأت إليها طهران، حتى بعض كبار المسؤولين الإيرانيين بأن عملية «الأحواز»ليست عملاً داخلياً وأن الذين نفذوها ليسوا من الذين وصل حدِّ سكين هذا النظام البدائي الدكتاتوري إلى النخاع الشوكي في عظامهم بل من»داعش»والإرهابيين الذين يعسكرون في مناطق شرقي الفرات، وبالقرب من الحدود السورية-العراقية، وحقيقة أن هذه مسرحية مكشوفة بقيت تلجأ إليها الأنظمة المتعفنة لتصدير أزماتها إلى الخارج. ولعل ما هو مضحك إلى حدِّ الإستلقاء على الظهر أنَّ هذه الصواريخ، التي إعتبرتها طهران»إستراتيجية»وتغنىَّ بها الحوثيون ومعهم حراس الثورة الإيرانية وبعض الشراذم المذهبية والطائفية، قد إتجه بعضها إلى»كرمنشاه»الكردية وإلى مناطق إربيل في كردستان العراقية والواضح أنه قد «جرى»تلقينها»بالأساس بأن أهدافها الدائمة هي الكرد والمدن والمناطق الكردية إن في إيران نفسها وإن في العراق وسورية وأيضاً إنْ في تركيا وكل مكان!!.

إنها مناورة فاشلة وإنها كذبة واضحة وفاضحة وهل يعقل يا ترى أن الذين هاجموا»عرض»الحرس الثوري في الأحواز العربية والتي ستبقى عربية وبرشاشات الـ»الكلاشنكوف»قد قطعوا كل هذه الفيافي والقفار وإجتازوا جغرافية بلاد الرافدين التي تتحكم بأوصالها مجموعات الحشد الشعبي والعديد من الميليشيات الإيرانية ليصلوا إلى هدفهم هذا ويضربوا ضربتهم الموفقة ويعود بعضهم إلى قواعدهم سالمين في أقصى شرقي سورية.
إن كل رموز الحكم في طهران يعرفون أن الذين ضربوا إستعراضهم العسكري الذي هو إستعراض قوة وبمثابة التلويح بقبضة قوية أمام أنوف عرب»الأحواز»هم من أهل هذه المنطقة العربية المحتلة وأنهم سيضربون ثانية وثالثة وألف وأن هذه الصواريخ، التي تاه بعضها وذهب إلى»كرمنشاه»الكردية في حين أن بعضها الآخر وصل إلى أقصى شرقي سورية متقطع الأنفاس، هي مجرد تلويح بقبضات مترهلة لم تُخِفْ لا الأميركيين وحتى ولا»داعش»ولا أي من التنظيمات الإرهابية التي من المعروف أنها تعمل وفقاً لتوجيهات غرفة العمليات المشتركة السورية - الإيرانية - الروسية إن ليس في دمشق ففي قاعدة «حميميم»!!.
وهكذا فعلى رموز النظام في طهران أن يدركوا أن هذه الألاعيب لم تنطل على الشعب الإيراني ولاعلى أيٍّ من شعوب هذه المنطقة وحتى ولا على الأميركيين، ومن لفَّ لفهم كما يقال، فالحقيقة أن ضربة الأحواز هذه سوف تتكرر طالما أن قمع حراس الثورة قد تجاوز كل الحدود وطالما أن هناك شعوباً مضطهدة في إيران من بينها العرب والكرد والبلوش واللور وطالما أنَّ الشعب الإيراني نفسه بقي يتعرض لإضطهاد بدائي إن في المرحلة الشاهنشاهية وإن بعد إنتصار ثورة عام 1979 التي ثبت أنها كانت مأساة تاريخية.