Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jun-2019

الشاعر نضال القاسم: الأنشطة الثقافية في الشهر الفضيل دون المستوى المطلوب

 الدستور- عمر أبو الهيجاء

شهر رمضان الكريم له إيقاعه المختلف عن بقية أشهر السنة، فهو شهر التصالح مع النفس والآخرين، شهر تتجلى فيه الروح بتأملاتها بعظمة الخالق، شهر يأخذنا إلى تنقية الروح وغسل الأرواح من الذنوب ومراجعة الذات، لرمضان عند كافة الناس طقوس خاصة يمارسونها بأشكال مختلفة، وخاصة الكتاب والأدباء لهم طقوس ربما تختلف عن غيرهم في رمضان من حيث قضاء أوقاتهم سواء في الكتابة أو القراءة أو ربما الاستراحة من التحبير في الشهر الكريم والتفرغ إلى العبادة والتواصل مع الآخرين في الأمور الحياتية.
«الدستور» في «شرفة المبدعين» تلتقي كل يوم مع مبدع أردني أو عربي وتسأله عن طقوسه الإبداعية في رمضان، وإيقاع هذا الشهر الفضيل بالنسبة له، والعادات والتقاليد عند المبدعين العرب في بلدانهم، في هذه الشرفة نلتقي الشاعر والناقد نضال القاسم، فكانت هذه الرؤى والإجابات.
 
* ماذا عن طقوسك التي تمارسها كمبدع خلال شهر رمضان؟
 
- أنا شخص مواظب ومنضبط للغاية، أجبر نفسي على العمل لساعات محددة يوميًا، لأنني أحتاج إلى قدر محدد من الكتابة في اليوم، والذي عادةً ما يساوي صفحتين، إضافة إلى وظيفتي اليومية التي أحتاجها لكسب قوت يومي لأننا نعرف أن الكتابة لا تطعم خبزاً، ولهذا فأنا أمارس الإبداع في الكتابة والنقد حسب تفرغي من عملي الأصلي في مجال تخطيط الطاقة وهو انشغال كبير. ما أرمي إليه هنا هو أنني أنجز ما ينبغي إنجازه بأكبر قدر من الدقة والانضباط، فأنا أقوم بترتيب الكلمات، الواحدة بعد الأخرى، أو الواحدة أمام الأخرى، كي أقول شيئًا أعتبره هامًا وذا فائدة، ذلك كل ما في الأمر.
* هل الشهر الفضيل يعتبر فرصة للتأمل والقراءة أم فرصة للكتابة الإبداعية؟
- شهر رمضان فرصة كبيرة للتأمل والقراءة والتثقيف الذاتي، وهو يعطيني دائماً أبعاداً جديدة تهيئ لي مزيداً من الطمأنينة والهدوء النفسي الذي ينعكس بالضرورة على قصائدي، والقراءة من وجهة نظري ليست تسلية وإنما احتياج جوهري للمعرفة، ولا شيء سوى ذلك. أما الكتابة عندي فهي عملٌ إبداعيٌ خلاّق، وهي شأن أشبه بالحلم لكن له ارتباطات في الواقع المعيشي، وإنني أعتبرها وظيفتي.
 
* برأيك ما الذي تراه مميزاً في رمضان عن باقي أشهر السنة؟
 - إن إحساسي بالوجود يتضاعف في هذا الشهر الذي يحمل مذاقاً خاصاً لأجواء تتميز بفرادتها، فهو شهر التسامح والتفاهم والحوار، كما أن القرب من الخالق في هذا الشهر يمنحني الإحساس بالقوة، والاكتفاء عن الحاجة إلى أحد من المخلوقين، من هنا فإني أحس بانتمائي لهذا الشهر الساحر الذي يجمع بين الرحمة والتواصل الإنساني، ولا أنكر تأثيره في مكوناتي السلوكية والفكرية وما يحدثه عندي من عمق وصفاء للروح واستبصار للبصر والبصيرة. 
 
*  ما هي رؤيتك للجانب الثقافي في رمضان على صعيد الأنشطة؟
 
- أرى أن الجو الثقافي في رمضان ليس كما يجب، وأن الأنشطة الثقافية التي تقدم ما زالت دون المستوى المطلوب، وأنا أعتقد أن النشاط الثقافي الذي ننتظره سيحتاج إلى قوى وصناع مؤمنين به، ومتشربين بماهيته ومبادئه، وهؤلاء ما يزالون قلة في المشهد الثقافي. أما على المستوى الشخصي فأعترف لك بأنني قليلاً ما أقبل الذهاب إلى الندوات، أو الأنشطة الثقافية الرمضانية، وأفضل البقاء بالمنزل بعد الإفطار، مع عدم متابعة التلفزيون، وأفضل على ذلك الاسترخاء، وأن أبدأ العمل بعد الإفطار بحوالي ساعتين حتى ميعاد السحور.
 
* هل ثمة حقول معرفية تفضل القراءة فيها عن غيرها في الشهر الكريم؟
 
- في هذا الشهر الحافل بالروحانيات تتجدد علاقتي بالقرآن الكريم، وأحرص على قراءته أيضاً في فترات الهدوء والصفاء الروحي، كما إنني أحرص على الإطلاع على كتب التفسير وكتب السيرة، وتستهويني كثيراً قراءة كتب الحضارات والديانات والتصوف والتاريخ وغيرها من المعارف الفلسفية التي تجعلني أكثر ثراءً وتنوعاً، وأكثر اقتراباً من روح الشهر الكريم.