Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Jan-2020

ليبيا تحت «الانتداب» الأُوروبي!*محمد خروب

 الراي

.. «نشر قوات اوروبية لدعم السلام في ليبيا.. خيار مطروح على أجندة مؤتمر برلين»..هذا ما أكّده في شكل لافت رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي, بعد محادثاته مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبّون في الجزائر الخميس الماضي.. ما يطرح السؤال الاكثر اهمية حول جدول اعمال هذا المؤتمر الذي تبدأ جلساته اليوم في العاصمة الألمانية (إن لم تحدث مفاجأة في اللحظة الاخيرة, تطيحه او تدفع لتأجيله) بعد طول تأخير وتجاذبات لم تنته بعد, بدليل ان اليونان التي لم تُدعَ لحضوره «هددّت» على لسان رئيس وزرائها انها ستقوم باستخدام حق النقض (ال?يتو) ضد اي قرار سياسي (اوروبي) بخصوص ليبيا يصدر عن مؤتمر برلين.. إذا لم «يُفسَخْ» الاتفاق الذي وقّعه السرّاج مع تركيا, والقاضي بتقاسم مناطق النفوذ البحري.
 
السؤال: ماذا يُريد داعمو فكرة وجدول أعمال مؤتمر برلين من انعقاده؟ وما السر الذي يقف خلف هذه الانتقائية في دعوة بعض العرب وتجاهل غيرهم, وبخاصة دول الجوارالليبي مثل تونس، ما بالك خصوصاً الازدراء الاوروبي لجامعة الدول العربية التي لم تُدعَ هي الاخرى, رغم انها (الجامعة العربية) تستعد لعقد حوار جديد مع الاتحاد الاوروبي, لا يعدو كونه تكراراً لحوار الطرشان والثرثرة الدورية التي يقوم بها الجانبان بغير نتيجة تُذكَر؟
 
ثمة ما يُقلق في شأن الاهداف الاوروبية التي تقف خلف انعقاد مؤتمر برلين, بخاصة بعد الفشل النسبي الذي سجّله مؤتمر موسكو إثر الانسحاب المفاجئ والمدوّي للجنرال خليفة حفتر, وتبدّد التفاؤل الذي ساد بإمكانية توقيع اتفاق لوقف النار بين طرفي الصراع الليبي, او قل بين المُعسكريْن الداعمين لهما في الإقليم وعبر المحيطات, في ظل تسريبات صحافية نقلاً عن مصادر دبلوماسية تقول: ان حفتر تلقّى اتصالات (تحذيرات ووعود بالدعم) في حال انسحابه, كي لا يمنح موسكو ورقة اضافية في الازمة الليبية التي تلعب فيها دورا مهماً (بالتعاون مع انق?ة), وقيل ان واشنطن هي التي شجّعته, ما يعني عودة رهانها عليه بعد ان تجاهلته لفترة, بدتْ وكأنها تدير ظهرها له او تعيد النظر في تُحالفاتِها «الليبيّة».
 
إرسال قوات «سلام» او لمراقبة وقف النار ترفع علم الاتحاد الاوروبي, يعني ضمن امور اخرى «تدويل» وليس فقط «أَوْربَة» الازمة ووضع ليبيا تحت الانتداب الاوروبي، ما يرفع من منسوب التشاؤم من جدوى مؤتمر برلين, اذا ما علمنا ان صراعاً أوروبياً محموماً يدور حول ليبيا وبخاصة بين ايطاليا وفرنسا, حيث الاخيرة لا تُخفي دعمها حفتر, فيما ترفض ايطاليا «مشروعه» او قل الخيار العسكري الذي يطرحه, في الوقت ذاته الذي تقف فيه اليونان موقفاً اكثر وضوحاً/انتهازِيّة بربطها توظيف «الفيتو» الذي تتمتع به داخل الاتحاد الاوروبي (قراراته تُؤخ? بالإجماع وليس بالأغلبية) كي تُصفّي حساباتها مع تركيا, ولا تأبه (اثينا) أو تُعير اهتماماً لمستقبل ليبيا وشعبها، بعد ان عَقدَتْ تحالفاً ثُلاثياً...نفطِياًّ وغازِيّاً وخصوصاً سياسِيّاً مع قبرص..وإسرائيل.