Saturday 20th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    01-Jul-2016

روحاني ضد حرس الثورة - تسفي بارئيل

 

هآرتس
 
الغد- "هناك من هو غاضب لأن إيران انفتحت على العالم. ولكن اذا أردنا بث الشعارات فمحظور أن يدفع الشعب ثمن ذلك"، هذا ما قاله الرئيس الإيراني حسن روحاني مؤخرا. وقد كان توبيخه هذا موجه إلى عنوان دقيق، حيث نشر بعد أن حذر قائد قوة "القدس" قاسم سليماني دولة البحرين بشكل علني قائلا: "البحرين والمنطقة ستشتعلان اذا تجاوزت الخطوط الحمراء لحرس الثورة".
بعد هذه التصريحات الاستثنائية بزمن قصير، والتي جاءت ردا على قرار البحرين سحب الجنسية من رجل الدين الشيعي رفيع المستوى عيسى احمد قاسم، واغلاق "مركز الاتفاق" الشيعي، أصدرت وزارة الخارجية الإيرانية بيان استنكار أقل تشددا ولم يشمل تحذيرات سليماني.
هذه التصريحات العلنية هي جزء من الصراع السياسي المشتعل اليوم في إيران. وهكذا أيضا يمكن النظر إلى تهديدات سليمان الذي وجه سهامه لخصمه وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في أعقاب قرار الأخير اقالة نائبه حسين أمير عبد اللهيان.
إن اقالة عبد اللهيان هي جزء من تصارع القوى الدائر بين حكومة روحاني وبين حرس الثورة حول بلورة السياسة الخارجية الإيرانية في الشرق الاوسط. روحاني الذي يطمح إلى اقامة علاقات طبيعية مع دول المنطقة وخصوصا دول الخليج، ويبحث عن طرق للمصالحة مع السعودية، يجد نفسه أمام تحالف حرس الثورة والقائد الاعلى علي خامنئي والحركات الراديكالية التي تخشى من "الاقتحام الغربي" لإيران ومن تأثيرات الاتفاق النووي، وهم يحاولون تصفية الحساب مع خصومهم بسبب الضربة التي تلقوها في انتخابات البرلمان ومجلس الخبراء حيث حقق الاصلاحيون انجازات كبيرة.
المحافظون يخططون للانتخابات الرئاسية التي ستجرى بعد عام، ولن يسمحوا لأي ساحة داخلية أو خارجية بأن تبقى مكشوفة لسيطرة الحركات الاصلاحية. معارضو روحاني يزعمون أن اقالة اللهيان بعد لقاء ظريف مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري بثلاثة ايام، تشير إلى ضعف روحاني وخضوعه للضغط الأميركي.
"نحن غير راضين من ترك اشخاص مهمين مثل اللهيان للحكومة، لكن غيابه لن يؤثر على دعم إيران للمقاومة"، قال رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان، علاء الدين يوروجندي. أقواله التي تمثل موقف حرس الثورة جاءت لتحذير روحاني من "الانحراف عن أوامر القائد الاعلى"، ولتوضيح أن تغيير السياسة الخارجية سيواجه جدارا منيعا. روحاني لا يحتاج إلى هذه التحذيرات. فهو يعرف في مواجهة من يعمل، لكنه لا يظهر أي علامات على تراجعه. مستشاره للشؤون الثقافية أرسل في الأسبوع الماضي سهما حادا نحو سليماني حيث طلب منه "التركيز على الدفاع عن الاماكن المقدسة للشيعة في سورية والعراق وعدم النزول إلى مستوى المشاركة في الصراعات الدائرة بين الرئيس والمتطرفين".
اللهيان الذي ينتمي إلى المحافظين وهو مقرب جدا من قاسم سليماني، أوجد في الحكومة مركز قوة وحاول كبح خطوات التقارب بين إيران والسعودية. في السنة الاخيرة منذ قطع العلاقات بين الدولتين بسبب اعدام رجل الدين السعودي الشيعي، نمر النمر، واحراق السفارة السعودية في طهران، اتهم السعودية بالمسؤولية عن الارهاب في المنطقة، وزعم أنها تعمل مع الولايات المتحدة من اجل اسقاط النظام في إيران.
حسب التقارير الواردة من إيران، فان الولايات المتحدة طلبت من روحاني بأدب العمل على تهدئة اللهيان. وطرده غير كافٍ من اجل المصالحة، لكنه يعتبر أكثر من اشارة من إيران على أنها تنوي اعادة النظر في سياستها. صحيح أن نائب وزير الخارجية لا يصنع سياسة إيران في الشرق الاوسط، ولكن للدبلوماسية العلنية التي تجد تعبيرها في التصريحات والتعيينات الرسمية أهمية كبيرة. يبدو أن هذا ليس صدفيا. ففي الاسبوع الذي أعلنت فيه إيران عن صفقة لشراء 100 طائرة للركاب من شركة "بوينغ" بمبلغ 25 مليار دولار، وهي الصفقة الاكبر بين إيران والولايات المتحدة منذ الثورة الاسلامية في 1979. يجب أن تتم الموافقة على الصفقة من وزارة المالية الامريكية التي هي المسؤولة عن تنفيذ سياسة العقوبات ضد إيران.
بالنسبة للولايات المتحدة فان الحديث ليس فقط عن صفقة تجارية مهمة بل عن أفق آخر لتطوير العلاقة مع إيران. ومن هنا تنبع الاهمية الكبيرة التي توليها للمصالحة بين إيران والسعودية، حليفتها القديمة والتي تخشى من انحياز الولايات المتحدة لإيران، ولا تقدر أن تضمن سياسة دونالد ترامب في حال تم انتخابه للرئاسة. إنها تفضل وضع شروط اللعبة قبل مغادرة براك اوباما شريطة أن لا تدفع ثمنا باهظا للمصالحة مع إيران.