Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    27-Feb-2018

وساطة فاشلة مسبقاً!! - صالح القلاب

الراي -  لم يكتف دونالد ترمب وإدارته بالإعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فهو بعد الإعلان عن وساطة لا تزال مبهمة وغير معروفة وفي عالم الغيب قد قرر إقامة سفارة أميركية جديدة في الجزء الغربي من المدينة المقدسة معلنا أن هذه الخطوة قد جاءت كهدية للإسرائيليين في الذكرى السبعين لقيام دولتهم وبالطبع فإن هذا يشكل المزيد من التحدي للفلسطينيين وللعرب ولكل أصحاب ضمير حي في العالم كله بما فيه الولايات المتحدة الأميركية.

 
والسؤال هنا هو: هل أن الوقاحة يا ترى قد وصلت بهذه الإدارة إلى هذا الحد الذي لم تصله أي إدارة أخرى والأنكى فعلاً هو أن هذه الخطوة الإستفزازية قد جاءت بعدما أعلنت إدارة ترمب عن خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين قالت عنها المندوبة الأميركية الدائمة لدى مجلس الأمن الدولي نيكي هيلي أنها لن تُرضي أياًّ من الطرفين.
 
لقد قالت هيلي رداًّ على أسئلة طرحها ديفيد أكسيلورد المستشار السابق للرئيس السابق باراك أوباما إن إدارة دونالد ترمب تكاد تنتهي من صوغ خطة سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لكنها لن تكون محببة من قبل أيٍّ من الطرفين كما أنها لن تكون مكروهة من أيٍّ منهما.. إن على كليهما أن يقررا قبول أو رفض هذا الإقتراح الذي يعتقد أنه سيدعو إلى تسوية على أساس حلّ الدولتين وهنا فلعل هذا الإنتقال العاجل للسفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الغربية خلافاً لتوجهات سابقة يشكل «رشوة» لإسرائيل التي رفضت ولا تزال ترفض حل الدولتين ولذلك فإنها تواصل عمليات الضم والإستيطان في الضفة الغربية من قبيل التعطيل ووضع العربة أمام الحصان كما يقال!!.
 
والملاحظ أن القيادة الفلسطينية المنشغلة بالترويج لإقتراح الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) بعقد مؤتمر دولي من أجل «السلام» بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا تزال تلوذ بالصمت إزاء هذه «الخطة» الأميركية الآنفة الذكر والمثل يقول:»الصمت يعني الموافقة» لكن الحقيقة التي لا تزال مبهمة وغير واضحة، هو أنه من مصلحة الشعب الفلسطيني أن يأتي الرفض المسبق لهذه الخطة من قبل إسرائيل ليتجنب الفلسطينيون خلافاً مع الولايات المتحدة ومع المجتمع الدولي ودوله الفاعلة في هذه المرحلة الخطيرة والحاسمة بالفعل.
 
كانت إدارة دونالد ترمب قد تحدثت عن هذه الخطة.. المبادرة في وقت مبكر بعد وصول هذا الرئيس الأميركي إلى البيت الأبيض وهي قد قامت بتسويق هذه المبادرة المبهمة لدى عدد من دول العالم المعنية من بينها عدد من الدول العربية لكن أغلب الظن أن هذه الدول، إنْ ليس كلها فمعظمها، لم تأخذ هذا الأمر على مجمل الجد وبخاصة أن هذا الوسيط قد أعلن مسبقاً إنحيازه إلى أحد طرفي هذه المعادلة الصعبة فقرار إعتبار القدس الموحدة عاصمة أبدية للدولة الإسرائيلية هو إنحياز معلن وواضح لإسرائيل وهو أن الإستعجال بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس الغربية يؤكد وبصورة قاطعة أنه لا يمكن أن يكون الأميركيون وسيطاً في هذا الصراع طالما أنهم قد بادروا لوضع كل بيضهم مسبقاً في السلة الإسرائيلية!!.