Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    24-Sep-2018

مختبر السرديات يحتفي برواية نائل العدوان «كأنه الموت»
الدستور  - نضال برقان
 
وسط حضور جماهيري كبير، أقام مختبر السرديات الأردني، ضمن برنامجه صدر حديثا، حفلا لتوقيع رواية «كأنه الموت» للقاص والروائي نائل العدوان، والذي أداره الأديب هزاع البراري، وتحدث فيه كل من: د. يوسف ربابعه،  ود. نزار قبيلات، مساء يوم السبت الماضي، في منتدى عبد الحميد شومان.
بدأ د. يوسف ربابعه حديثه بالقول يحمل بطل الرواية (عادل) مجموعة من الأفكار والفلسفات عن فضاءات واسعة وعميقة، فهناك قضايا مثل: الموت، السجن، السرقة، القتل، المرض. يتحدث عنها بثقة ويبدو متيقنا من كلامه، فهل استطاع بالفعل أن يصل لهذه المستخلصات من خلال التجربة والخبرة، أم أنه يحاول أن يفسر لنا كل هذه القضايا بطريقته الخاصة، ورؤيته المعتمدة على إحساسه بها؟ فكثير مما يقوله كلام عام لا يدخل في أعماق التحليل النفسي للأشخاص الذين يسلكون تلك الدروب، رغم محاولاته الجادة، واستخدامه لغة فلسفية في بعض الأحيان، ورغم ذلك يستطيع عادل أن يعبر عن نفسه بطريقة تأخذنا أحيانا لحافات العمق، وننسى أنفسنا ونتوه في غياهب الخيال الممتع.
وأضاف د. ربابعه: بعد خمس عشرة دقيقة من الألم والصراع مع الموت لا ينفك عادل يمنّي نفسه بالذكريات ليعود للحياة، يقاوم كل قوانين البيولوجيا وقوانين الروح والجسد، يأبى أن يموت، مع أنني أشك في قدرته على البقاء، فذلك الجسد وتلك الذكريات لا يمكن أن تبدع إلا في الموت والغياب، وستكون الحياة عبئا ثقيلا، فماذا ستفعل تلك الروح المتهالكة في هذه الحياة المُهلكة،  في ظنيأن عادل قد انتهى عند العبارة التالية: «أحرك يدي فتتحرك، قلبي ينبض، أحس بدم يسري في الشرايين بشدة، يلتف ليصل إلى دماغي، أشهق وأصرخ بالجميع: كفوا عن هذا! يرتد البصر لي، أحس بمرارة في الحلق وببرودة الطقس في الخارج.
أما الدكتور نزار قبيلات فقال: ظلت الفواتح السردية في الرواية في حضرة الموت، لكنها كانت في كل مرة تعيد الرواية لشعريتها، وتخفف من وطأة واقع الموت وانتظار وقوع الموت ذاته.. وأضاف: في السرد لا تزال تسيطر علينا رؤية الراوي العليم أو السارد كلي المعرفة، أما المظاهر الابداعية فقد كانت جلية في الرواية، فكانت الوقفة الوصفية تتحول بصفتها تعطيل للسرد إلى سرد قائم بذاته، وقال: «الصواتة والتصويت» تقنية حداثوية فصار مجرد الصوت يعطي هوية وديمقراطية لكل مجامع الرواية جمادا كان أو حيا، وهو ما تجلى في الراوية، فمن منا لم يسمع وهو يقرأ لنا كأنه الموت أو كأنها الحياة التي أطلت برأسها حين نهض عادل من بين مشيعيه، فوظيفة الأدب اليوم ليست خلق عالم مواز، بل خرق للعالم ذاته وهو ما فعله نائل.
ثم قام الروائي نائل العدوان بالرد على اسئلة الحضور والتي تواصلت لأكثر من ساعتين وفيها قال: كان هاجس الرواية هو الانسان، وتوقفت خلال كتاباتي عند اللحظة المعتمة والمظلمة للموت واستمرت الكتابة بهالمدة4 سنوات، وكان الخوف في هذه التجربة هو الحاسم، لأن البطل يحتضر، ولديه من الوقت قبل الموت فقط 15دقيقة، وإذا لم يستطع الكاتب الدخول للعقل الجواني للبطل فلن يستطيع اكمال الرواية، كيف يكون الشعور عند الموت؟ هذا ما لم يعلمنا به أحد. واضاف العدوان: الوقت الفيزيائي وليس الموت كان شغلي في البداية، لكنني لم أجد أفضل من الموت لأعبر به عن الوقت، لأن انتهاء الوقت هو قدوم الموت، واضاف: أحيانا يكون الوقت ثقيلا أو بطيئا، 15دقيقة انشغل عليها بالوقت حتى الموت، وما بين بدئها وانتهائها طرحت قضايا اجتماعية كثيرة.
واختتمت الندوة بتوقيع القاص الروائي نائل العدوان روايته «كأنه الموت» للجمهور.