Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Sep-2018

ضوضاء «التواصل» وحديث الرئيس - سامر محمد العبادي

 الراي - برغم أنه من المؤمنين بوسائل التواصل الاجتماعي، ونشاطه الملحوظ بالردود على متابعيه سواء حين تقلد منصب الرئاسة وقبلها الوزارة، إلا أن رئيس الحكومة استدرك في محاضرته بالجامعة الأردنية، حجم الغرق في الضوضاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

فرئيس الحكومة المدرك لأهمية «العصرنة» ودورها في صياغة خطاب الشباب المتداول اليوم عبر وسائل التواصل الإجتماعي، أشار في حديثه عبر منبر»الأردنية»إلى حجم الضوضاء وفق تعبيره على هذه الوسائل التي باتت تستغرق خطاب الدولة الإعلامي وتستأثر بمساحات باتت تصنع فعلاً يستلزم ردة فعل أخرى.
الرزاز، ربط ضوضاء التواصل بمفاهيم التشاؤمية التي امتد رداؤها عبر هذه المساحات، قائلا:«إن التشاؤم طابع لا يجب أن يغلب ..والضوضاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي عليها أن لا تفقدنا البصر والبصيرة حول ما هو مشترك ومهم».
وذكر في حديثه بتحديات عبر عقودٍ كان الأردن فيه يسعى لصياغة موقعه، ومنبر الجامعة الأردنية، إحداها فحين أتخذ قرار تأسيس الجامعة واليوم، وأنت تطالع مواقع التواصل الإجتماعي، تدرك أن هناك حالة ربما حاول رئيس الحكومة تلطيفها بوصفها بالضوضاء، بينما هي باتت حالة تصل إلى حدود النكران لأي منجزٍ أو سعيٍ لتحسين أمور حياة الناس.
فتقنيات التواصل، التي هي بدايةً محتوى، باتت تضم مفرداتٍ كثيرة من الكراهية وجلد الذات، إذ لا يعقل أن يبقى الرأي العام للجمهور رهين «أناس» يبحثون عن الشهرة ويتحدثون بشؤون يعلمون بها ولا يعلمون.
وحوادث أخيرة شهدها المشهد المحلي، عبر فيها بعض النشطاء والطامحون منهم لنيل هذه الصفة عن رغبة عارمة في الحديث بكل شأنٍ وكل ظاهرة، والتعبير حقٌ مكفولٌ، ولكن من غير المعقول أن تجد لدى البعض رأيا في كل قضية سوء يعلم بها أم لم يعلم، «ليسومها كل مارقٍ».
ومع التأكيد على حق التعبير، فإن المشكلة التي بتنا نعاني من بعض تبعاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا تتعلق بالحق الذي بات مكتسباً ومصاناً، إنما تتعلق بالتعبير ذاته ومحتواه الذي أصبحت بعض جوانبه مشحونة وموتورة وقد شهدنا كثيراً هذه التبعات.
وظاهرة الإشاعات التي هي شكل من أشكال الحديث المبني عن غير علمٍ باتت مثلبة تتمدد في مجتمعنا، مدفوعةً بضياع المفاهيم بين المثقف والمتخصص والصحفي والإعلامي والمحلل والكاتب، حتى بات الزحام يبعث على الضوضاء، فعلاً.
واليوم، وأمام هذه الحالة نرى أن ما خلص إليه غوستاف لوبون وطرحه في سيكولوجية الجماهير، والقائل إن هناك نمطين من الفكر الأول يستخدم الفكرة المفهومية والآخر يستخدم الفكرة المجازية أو الصورية، نرى أن التواصل الاجتماعي في وطننا يتكرس باعتماد بعضه على قوانين الذاكرة والخيال والتحريض، على خلاف اعتماد الأول على المحاججة المنطقية.
وفي عصر الجماهير أعرب الرزاز عن إدراكه أيضاً، لمسألة الثقة وعودتها بين المواطن والمسؤول، ووعد بقرارات قادمة.. فهل سينجح بتخفيف الضوضاء؟! أم ستبقى هذه الحلقة أيضاً، مفرغة !
Samer.yunis@live.com