Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    08-Apr-2019

نريد أن نعيش!*فارس الحباشنة

 الدستور-نريد أن نعيش. جواب على لسان أكثر من شاب متعطل يبحث عن فرصة عمل، وينتظرون ماذا يمكن أن يأتي بعد؟

اجابات كثيرة لربما ليست مفاجأة ولكنها تكرر على ألسنة الشباب، نريد أن نعيش لا أكثر ولا أقل. على الفيس بوك، وعبر حوارات مطولة مع شباب غاضبين وصدورهم ثقيلة تلوم الحكومة يقولون : لا نريد غير وظيفة وفرصة عمل، ونريد حياة كريمة، ونريد أن نعامل بكرامة وتقدير واحترام.
ما سمعته ليس مطالب عادية، إنما صرخات مؤلمة، ولربما بعضهم لا يعرف أن يوصلها بهدوء وتروٍّ، ويغلب عليه الانفعال المدوي. أبناء وطن من حقهم العتب والسؤال والبوح عما في سرهم ليقولوا للعالم نحن موجودون، ونريد أن نعيش بكرامة وحرية.
الشباب يروون حكايات كثيرة لما تعرضوا اليه من تهميش واقصاء وتمييز. عاطلون عن العمل منسيون، دورهم على ديوان الخدمة المدنية بالمئات والالاف، ينتظرون أن تفتح السماء فرجا لكي يحصلوا على فرصة عمل. ويتعرضون لحياة قاسية، وأكثر ما يؤلمهم هو غياب العدل.
في غبة أزمة المتعطلين عن العمل، وهذه القضية الاجتماعية المتحركة على رمال رخوة، فيبدو أن مؤسسات حكومية معنية ما زالت تتعامل بهشاشة ودون جدية وبرخاوة، وكأن الامر لا يعنيها بتاتا، ولا تملك ان تقول للشباب المتعلطين تعالوا لنقول كلمة واحدة في هذه القضية. 
شباب في الكرك، يقولون : ان شركة لمستثمر ترفض تشغيل أبناء المدينة، وحتى الأردنيون على اتساع خيار التشغيل محرومون من العمل في هذه الشركة، وكل عمال وموظفي الشركة وافدون، وبشكل لافت تحصل الشركة على حصانة صلفة وامتيازات. فلماذا يجري هذا الأمر؟
فما دامت الدولة تعلن عن مواجهتها لتحديات الفقر والبطالة، وأردنة سوق العمل، فلماذا هذا الانسياب والاستسهال لتشغيل الوافدين على حساب الأردنيين، وما يعني أن الشاب الأردني يقف حائرا وقلقا وهو يرى فرصة العمل بما تمثل من كرامة وحق في العيش تسلب من أمامه دون حسيب ولا رقيب.
سؤال الفقر والبطالة لربما أن اهل المركز لا يدركون مدى صخبه في الأطراف. وما يحمله ابناء الاطراف في نفوسهم لأنهم يشعرون بأن حقوقهم تؤكل وتهضم دون وجه حق، واصواتهم تضرب في عرض الحائط. وما يفتح السؤال عن حق مسلوب وضائع. 
ثمة ما يثير كثيرا من الاسئلة لفتح صناديق مغلقة في السياسات وادارة الشأن العام. شباب الاطراف يقولون : نريد العيش، وليس لدينا غير الاحساس بالحياة، وان تبقى رؤوسنا فوق رقابنا. ومن الاجابات أن أبسط حقوق الحياة هي فرصة العمل، ومهما كان مردودها وطبيعتها، هذه هي حاجة الشباب، وهذا هو مطلبهم، والحقيقة مهما حوربت فلا يمكن أن تبقى ملفوفة بأسترة واقنعة، ومهما كان الأمر.
طبعًا الشباب المتعطلون عن العمل، وبما يحملون في صدورهم من وجع وعتب وألم، فهم القوة على الأرض. الحوار مع الشباب لم ينته، احبال الدردشة طويلة، ويبدو أن المظلومية غير منقطعة، وكيف يتركون يبعثون باسئلة تصد دون أجابات، فلا تعرف ماذا يمكن أن نواجه مستقبلا؟