Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    22-Mar-2018

القذافي «الابن»... في دائرتي... الضوْء و»الجدل»! - محمد خروب

الراي -  ليست «الصدفة» هي التي دفعت انصار سيف الاسلام القذافي وفي التاسع عشر من اذار, للإعلان عن ترشّحه للإنتخابات الرئاسية في ليبيا, المقرّر ان تتم في الثلث الاخير من هذا العام وربما قبل نهاية ايلول المقبِل.

قد تكون «الصدفة» حدثت, عندما تم احتجاز الرئيس الفرنسي الاسبق نيكولا ساركوزي, بتهمة تلقّي تمويل لحملته الإنتخابية الرئاسية من ليبيا القذافي، في اليوم ذاته (3/19 (الذي امر فيه سلاح الجو الفرنسي, مُتواطِأً مع حفيد المستعمرين البريطانيين ديفيد كامرون، بقصف ما وُصِف الحشود العسكرية الكثيفة التي امر بها معمر القذافي قادة جيشه, لمهاجمة بنغازي التي سيطَر عليها المتمردون, وراح الاطالسة وبعض العرب يتحدثون عن «مجزرة» يُعدّ لها جيش القذافي ضد المدنيين واستباحة المدينة وغيرها من عمليات التحريض, لتبرير تدخّلهم الاجرامي في ليبيا, وتنفيذ مخططهم الرامي الى إىسقاط ليبيا والسيطرة على ثرواتها, وإعادة قواعدهم العسكرية اليها, وبث المزيد من الفوضى والانهيارات في الداخل العربي, بعد رواج مصطلح «الربيع العربي», الذي ركبت موجته جماعات الاسلام السياسي، كرهان اميركي مُعلَن على هذه المجموعات التي سوّقها رجب طيب اردوغان لدى ادارة اوباما, متعهدا ان يكونوا الى جانب حلفاء اميركا في المنطقة العربية خصوصاً.
سيف الاسلام القذافي يعود الان الى دائرتي الضوء والجدل على ساحة مُمزّقة, تتحكم فيها الميليشيات التي تتلقّى التعليمات من عواصم اوروبية وبعض العربية، عبر «اقتحام» جدول اعمال غير مضمون التنفيذ، وبخاصة ان باب الترشّح لانتخابات الرئاسة لم يُفتَح بعد, ولا يبدو انه سيفتح في موعده - لأن «المتنافِسين» على الموقع الاول, في بلد تسود فيه الفوضى ولديه ثلاث حكومات, وعشرات ان لم نقل مئات الجماعات المسلّحة, التي تتلقى رواتبها واسلحتها من الخارج، فضلا عمّا تمارِسه من سرقات ونهب وما تحصل عليه من رشى واتاوات، لا يؤمنون - المتنافسون - بصندوق الاقتراع، بل يريد كل منهم ان تتم «تزكيته» من قِبل اصحاب القرار في الخارج الليبي، ولهذا يتردّد كثير منهم في الكشف عن «نياته», قبل ان يضمَن دعم عاصمة غربية او اكثر, ولا بأس من دعم عربي إن توفّر, او كان له تأثير في مُجريات الوقائع الليبية.
لهذا.. ليس غريبا طرح السؤال الطبيعي في حال سيف الاسلام القذافي الجديدة، وهو: على ماذا اعتمد القذافي الابن, كي يُعلِن فجأة دخول سباق الرئاسة؟ في «مضمارٍ» فوضوي, وأجواء لا تسمح -حتى الان - بإعادة احياء «التجربة القذافية»، ولمّا يمضِ على إطاحتها سوى.. سبع سنوات؟.
وماذا سيقول قائد «الجيش الوطني» المشير خليفة حفتر, الذي وضع هذا «المنصب» نصب عينيه, منذ دشَّن مشروعه المُسمّى.. عملية الكرامة؟ ولم يسمح لأحد بتجاوز برلمان طبرق (المعترَف به دولياً كما يجب التذكير) ونازَع حكومة فايز السراج «الشرعية»، معتبِرا حكومة عبداالله الثني هي الممثل الشرعي لليبيا؟.. وبخاصة اذا ما تذكرنا وصف المشير حفتر لسيف الاسلام بانه.. «مسكين»؟. فكيف يمكن للمشير ان يسمح لهذا «المسكين» ان يدخل ساحة السباق الرئاسي؟ ما بالك ان ينافِسه او يزايِد عليه او يعرقل مسيرته نحو «عزيزية» جديدة, بديلا عن «معسكر العزيزية» الذي كان الأخ العقيد يُدير ليبيا وسياسته الخارجية من داخل... أسواره؟.
ليس من تفسير - اذا لم نُسقط من حساباتنا نظرية المؤامرة، والتي يجب ان لا تسقط في الحال الليبية, كون ليبيا باتت ملفا دولياً وخصوصا اوروبيا اميركيا بامتياز, دع عنك دور بعض العرب الذي يدعم بعضهم برلمان طبرق والمشير حفتر, فيما غيرهم لم يتزحزح عن تحالفه مع ميليشيات طرابلس ذات المرجعية الإخوانية، ويبقى فايز السراج وحكومته المسماة حكومة الوفاق الوطني، مجرد واجهة او خياراً ثالثاً, لم يستطع الذين «أمّنوا» له الشرعية الأُممية, تكريسه رقما صعبا في المعادلة الليبية، دائمة الاهتزاز والتقلّبات, رغم الدعم الذي يوفره له غسان سلامة..الذي كان «أول» مَن نادى بحق سيف الإسلام الترشح للرئاسة كأي مواطن ليبي, ورغم غيابه مؤخرا عن الظهور بعد تقديمه تقريرا لمجلس الامن حظي بدعم منه, لكنه - سلامة - لم ينجح في إحداث اختراق او إنجاز يتناسب مع حجم التفاؤل والترحيب, الذي قوبِل به تعيينه خلفاً للألماني مارتن كوبلر.
نقول: ليس من تفسير لترشح سيف الاسلام المُبكر,وإن لم يظهَر علنَاً امام جمهور يتساءل: ما اذا كان ابن الزعيم.. حيا ام انه في عداد الموتى.. كما راجت شائعات؟ سوى أنه توفّر على دعم عاصمة أوروبية, تُريد «الاستثمار» في ورقته, التي يقول كثيرون انها ورقة «محروقة», رغم كل ما سيقال عن دعم الجنوب الليبي له.. وبخاصة قبيلة القذاذفة، التي لم تعًد ذات تأثير ونفوذ, يعادلان ما كانت عليه قبل سقوط النظام السابق.
فضلاً عن ان الخلافات بين طبرق (حفتر) وحكومة الوفاق (السرّاج), ما تزال عميقة يصعب التجسير عليها, رغم كل ما تحاوله دول الجوار الليبي, في ظل فتور في اهتمام العواصم الاوروبية ذات الصلة بالملف الليبي, بعد ان تم تأمين وارداتها النفطية, ولم يعد ثمة تهديد ماثل لحقول النفط التي تسيطر عليها قوات المشير حفتر، في وقت تراجعت فيه الى حد كبير موجات الهجرة الى اوروبا, التي كانتالسواحل الليبية وما تزال.. احد اكبر مصادرها.
هل تسّرع سيف الاسلام في إعلان ترشّحه؟ ام انه دُفِعَ، كي يَرصُد اصحاب القرار في «أوروبا ردود الفعل لدى الطامحين لقيادة دولة فاشلة, تعبث بشعبها الميليشيات, وتسودها الفوضى ويتحكّم فيها أمراء الحرب؟.
الأيام ستقول والإنتظار... لن يطول.