Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    30-Aug-2017

«حماس» .. الإيرانية! - صالح القلاب
 
الراي - عندما يقول يحيى السنوار، مسؤول «حماس» في قطاع غزة، إن إيران هي «الداعم الأكبر» للجناح العسكري لهذه الحركة فإن مسألة الإنفتاح على نظام بشار الأسد وإعادة الأمور معه إلى ما كانت عليه قبل عام 2011 تصبح قراراً إيرانيا بيد قاسم سليماني وحراس الثورة الإيرانية وليس بيد إسماعيل هنية ولا خالد مشعل ولا أي مسؤول «حمساويٍّ» آخر.. والمثل يقول :إطْعم الفم تستحي العين.. وهنا فأغلب الظن أنَّ علاقات حركة المقاومة الإسلامية مع دمشق لم تنقطع إطلاقاً طالما أنه بقي لها سفير دائم في ضاحية بيروت الجنوبية هو: أسامه حمدان.. على مدى الأعوام الستة الماضية .. وأكثر.
 
ولعل ما يبعث على الضحك حتى الإستلقاء على الظهر فعلاً هو أن هذا السنوار قد قال، بعد أنْ أكد مجدداً على أن حركته قد ضاعفت قدراتها العسكرية نتيجة الدعم الإيراني «ونحن نراكم ونطور قوتنا العسكرية التي تضاعفت لأجل تحرير فلسطين وحق العودة.. وإيران هي «الداعم الأكبر» والعلاقة معها أصبحت ممتازة جداًّ» وهكذا وكأن الإيرانيين الذين ينهمكون في كل هذه الحروب الطاحنة في العراق وفي سورية وفي اليمن وفي لبنان لا ينامون الليل إنشغالاً بالقضية الفلسطينية التي من أجلها لم يترددوا في الإستنجاد بـ «نتنياهو»، هذا ما غيره، عندما كان رئيساً للوزراء في عام 1999 لتزويدهم بالسلاح الذي كان يحتاجه حراس الثورة للتدخل في الدول العربية المجاورة.
 
إن المعروف أنَّ «الداعم الأكبر» لحركة «حماس» هو من فرض عليها الإنسحاب من إتفاقية مكة المكرمة بعد ساعات قليلة من توقيعها وهو من ألْزمها بإنقلاب عام 2007 العسكري على «فتح» و»السلطة الوطنية» و»منظمة التحرير» وإلقاء مَنْ هم من المفترض أنهم رفاق سلاح من فوق أبراج غزة العالية وكل هذا في حين أن هذا «الداعم الأكبر» هو من يمنع أي مصالحة فلسطينية – فلسطينية وهو من دفع ويدفع حركة المقاومة الإسلامية إلى التدخل في شؤون مصر الداخلية ومساندة الإرهاب الذي بقي يضرب هذه الدولة منذ سقوط نظام الإخوان في عام 2013 وحتى الآن.
 
عندما ظهرت حركة «حماس» في عام 1987، بعد غياب طويل للإخوان المسلمين عن هذه القضية المقدسة، ساد إعتقاد بأن قوة فاعلة جديدة ستضاف إلى منظمة التحرير وإلى العمل الوطني الفلسطيني الذي كان في نهايات عقد ثمانينات القرن الماضي قد إنتقل إنتقالة نوعية بالفعل لكن وللأسف سرعان ما ثبت أن هذا الرهان كان خاسراً وخائباً إذْ ثبت أن هدف هؤلاء الوافدين الجدد هو التخلص من منظمة التحرير وهو إعتراض وثبة الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المحتلة وإشغال القيادة الفلسطينية عن تحقيق أي إنجاز في إتجاه الدولة المنشودة بالمناوشات الجانبية وهذا كان تجسد كمواجهة عسكرية بعد فترة قصيرة من عودة ياسر عرفات (أبو عمار) رحمه الله إلى قطاع غزة ولاحقاً إلى الضفة الغربية.
 
والآن إذْ يصبح إصطفاف «حماس» وجناحها العسكري إلى جانب إيران:»الداعم الأكبر» مُعلناً فإن هذا يعني أولاً أن هذه الحركة غدت جزءاً من كل هذه الحروب التي تشنها إيران على العرب كعرب وأنه يعني ثانياً أن الإخوان المسلمين كلهم بدون إستثناء باتوا أتباعاً لـ «الولي الفقيه» ممثلاً بصاحب دويلة ضاحية بيروت الجنوبية حسن نصر الله وبالحشد الشعبي وقاسم سليماني وبزعيم الحوثيين في اليمن عبدالملك الحوثي الذي يعتبر نفسه ظل الله على الأرض.. وإستغفر الله العظيم !!.