Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    12-Jan-2019

شارع الابارتهايد* كمال زكارنة
الدستور - 
 
منجز جديد يضاف الى العنصرية الصهيونية في فلسطين المحتلة، هو افتتاح الشارع الجديد في مدينة القدس المحتلة، الذي يفصل بين السائقين الفلسطينيين والصهاينة، واطلق عليه اسم شارع الابارتهايد نظرا للتمييز العنصري الحقيقي الذي يفرضه هذا الشارع، وهو يعبر عن النظرة السوداوية الصهيونية التي ترفض التعايش والاختلاط مع الاخر، اصحاب الارض الشرعيين، وهذا الفعل العنصري موجه للامم المتحدة التي الغت قرارها السابق باعتبار الصهيونية حركة عنصرية، ويدعوها علانية الى العودة عن قرار الالغاء، وارجاع القرار القديم باعتبارها حركة عنصرية من الدرجة الممتازة، كونها تمارس كل عمل عنصري بامتياز بحق الشعب الفلسطيني على امتداد مساحة فلسطين التاريخية، ويأتي افتتاح هذا الشارع العنصري الجديد، في سياق بناء مؤسسات ومنجزات البنى التحتية للدولة اليهودية احادية القومية، التي تعيد احياء وتجديد العنصرية الدولية التي انقرضت اخيرا في جنوب افريقيا.
هذا الشارع ليس المشروع العنصري الاول والوحيد، الذي تنفذه سلطات الاحتلال الصهيوني، فقد سبقه انشاء شوارع كثيرة، وجدار الفصل العنصري، الذي اصبح رمزا وعنوانا للتمييز والفصل العنصري، وعزل العديد من القرى العربية والتجمعات السكانية العربية عن اليهودية، في اماكن ومواقع مختلفة خاصة في النقب الفلسطيني وفي كل مكان، وتمييز السكان اليهود عن العرب في جميع المناحي الخدمية التعليمية والصحية والبنى التحتية وغيرها، وهذه اسباب كافية لاعتبار الكيان المحتل عنصريا على جميع المستويات، والتعامل معه على هذا الاساس في جميع المؤسسات والمنظمات والهيئات الدولية، وليس التغطية عليه وحماية سلوكه الارهابي والاجرامي في فلسطين المحتلة.
العدو المحتل يتمادى في التغول على الارض والانسان الفلسطينيين، ويزداد هذا التغول وترتفع وتيرته، عندما لا يتعرض للمساءلة القانونية والحقوقية الدولية، وما يزيد الامور تعقيدا والموقف الفلسطيني ضعفا وحرجا وعرجا، تهافت البعض على التطبيع المجاني مع الاحتلال الصهيوني، قبل رحيله عن فلسطين والاراضي العربية المحتلة، وما الحديث عن الزيارات السرية والعلنية التي يقوم بها البعض للكيان الغاصب، الا جرعة شجاعة تمنح للمحتل دون ثمن، تدفعه لمزيد من البطش والتعسف والوحشية ضد الشعب الفلسطيني، وتشكل طعنة في الظهر والصدر والخاصرة والزور ايضا، اي انها قاتلة، ولا يجوز ان تستمر ويجب ان تتوقف حفاظا على الحقوق الفلسطينية والعربية والاسلامية، والالتزام بقرارات القمم العربية والجامعة والمؤسسات العربية جميعها التي تؤكد على استمرار مقاطعة الاحتلال الى ان ينتهي ويزول عن جميع الاراضي المحتلة الفلسطينية والعربية، لان نجاح الاحتلال في اختراق الصف العربي يضعف ايضا الموقف الدولي المساند للحقوق العربية والفلسطينية.