Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    11-Feb-2020

وزارة الصحـة تـحصـد العـلامــة الكامــلــــة

 الدستور- كوثر صوالحة

فاجأ فيروس كورونا العالم بعد أن بدأ بالانتشار بشكل تصاعدي وملموس واخترق الحدود، وبدأ يهدد العالم بشكل دفع بمنظمة الصحة العالمية إلى اعتباره وباء قد يهدد كل دول العالم، حيث لا قيود يمكن أن توضع على الفيروسات التي تنتقل بسرعة كبيرة جدا مخترقة الفضاء، فالفيروسات عالم له خريطته الجينية المختلفة والتي قد تتحور بين سنة وأخرى، وكورنا الذي يغزو العالم حاليا والذي اطلق عليه «الفيروس المستجد» كونه فيروسا جديدا مختلفا عن الفيروس السابق الذي ظهر في العام 2015 و 2016 او «متلازمة الشرق الأوسط» والتي سببها الكورونا في العام 2012، أي أن الفيروس من عائلة كورونا إلا أنه قد طور نفسه ولا لقاح له ولاعلاج في الوقت الحالي، ولكن البحوث مستمرة من أجل اإيجاد لقاح لهذا الفيروس.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن وتيرة تفشي فيروس كورونا الجديد خارج الصين قد تتسارع بسبب انتقال العدوى بواسطة أشخاص لم يسافروا قط إلى هذا البلد، في حين ارتفعت حصيلة الوفيات بهذا الفيروس إلى 910 حالات.
ويأتي هذا الإعلان بينما توجه أعضاء في المنظمة التابعة للأمم المتحدة على رأس «بعثة خبراء دولية» إلى الصين للمساعدة في تنسيق مكافحة انتشار المرض والذي يعتقد أن أرقامه المعلنة الى الآن في الصين غير دقيقة وقد تتجاوز المعلن.
ودفع الوباء منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة طوارئ صحية عالمية، والعديد من الحكومات إلى فرض قيود على السفر، وشركات الطيران لتعليق الرحلات الجوية من وإلى الصين.
وحذر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مجددا من تفشّي فيروس كورونا المستجد خارج الصين قد تتسارع بسبب انتقال العدوى بواسطة أشخاص لم يسافروا قط إلى هذا البلد.
وقال غيربسيوس في تغريدة على تويتر:»هناك حالات مثيرة للقلق لانتشار (ان كو ) في 2019 بواسطة أشخاص لم يسبق لهم أن سافروا» إلى الصين، مستخدماً الاسم العلمي المؤقت للفيروس.
وأضاف أنّ»اكتشاف عدد صغير من الحالات قد يشير إلى انتقال للعدوى على نطاق أوسع في بلدان أخرى، باختصار، ما نراه قد لا يكون سوى رأس الجبل الجليدي».
وحصد فيروس كورونا حتى ليل الأحد الماضي بتوقيت واشنطن أرواح 908 أشخاص في الصين القارية، بينما تخطّى عدد المصابين بالوباء 40 ألف شخص، بحسب مصادر منظمة الصحة العالمية، مكتب واشنطن.
 ما هوالفيروس؟
الفيروس كائن مجهري مكون أساسا من حمض نووي محاط بغشاء بروتيني، وهو يعيش متطفلا داخل خلية تضمن له التكاثر، وتتسبب أغلب الفيروسات في أمراض متفاوتة الخطورة حيث يوجد العديد من الفيروسات التي تسبب الكثير من الأمراض وهناك فيروسات اساسا تصيب الجهاز التنفسي وتسبب الانفلونزا وغيرها من الامراض مثل الالتهاب الرئوي.
وتسبب الفيروسات التهابات الجهاز التنفسي العلوي التي تشفى من تلقاء نفسها مثل الرشح، أو التهابات الجهاز التنفسي السفلي الأكثر خطورة، والتي تشكل خطراً على حياة الأطفال الرضع وكبار السن بشكلٍ خاص.
وأوصت منظمة الصحة باتخاذ إجراءات احترازية من كافة دول العالم لمنع انتشار الفيروس وكانت الحكومة ممثلة بوزارة الصحة قد سابقت الزمن في استعدادها للفيروس بعد أن تخطى حدود الصين وقامت بإجراءات احترازية ملموسة على الأرض اهمها الاستعداد على المعابر والحدود ضمن عمليات المسح الحراري واللجوء الى اسلوب الحجر الصحي المتبع في كافة البلدان بالتزامن مع عدم وجود لقاح او علاج للفيروس المستجد
تسارع الإجراءات لدى وزارة الصحة
وزير الصحة الدكتور سعد جابر أكد أنه «لا يوجد أي تهاون في الإجراءات المتعلقة بالمرض، وسيصار إلى تفعيل مرافق طبية إضافية فور ظهور الحاجة» بحسب الوزير، حيث تم وضع اجراءات وقائية وعلاجية لفحص القادمين عبر جميع المعابر البرية والبحرية والجوية في المملكة، من خلال ماسحات حرارية ثابتة ويدوية لكشف المصابين بارتفاع درجة الحرارة او اي اشتباه بإصابتهم بمرض كورونا الجديد.
وأكد جابر أن الوزارة جهزت مستشفى الأمراض الوبائية بسعة 100 سرير وقابل للزيادة بمئتي سرير لاستقبال او تحويل ومتابعة وحجر اي حالة مشتبه بها بمرض كورونا الجديد. وبين ان الوزارة جهزت فريقا متخصصا في الوبائيات يتواجد على مدار 24 ساعة على المعابر الحدودية لفحص جميع القادمين وإدخال اي حالة مشتبه بها الى مستشفى الامراض الوبائية في الحجر الصحي لمدة 14 يوما للتأكد من عدم تعرضه للمرض.واستلمت وزارة الصحة 5 آلاف حقيبة طبية من الصين تتضمن فحوصات تعطي نتائج دقيقة وتم تصنيعها خصيصاً لفحص فيروس كورنا الجديد.
وأوضح أن الوزارة ضعت خطة شاملة مع جميع القطاعات المعنية بهذا الشأن لا سيما تجهيز المستشفيات الميدانية من خلال توفير فرق متخصصة ومجهزة بملابس عزل لفحص الحالة بدقة ومنع انتقال العدوى سواء داخل المملكة او خارجها.
واكد أن الوزارة تطبق توصيات منظمة الصحة العالمية في هذا الشأن من خلال بروتوكول علاجي للتعامل فيه في مختلف مستشفيات المملكة، على مستوى العلاج والفحوصات المخبرية وتحويلات اي حالة مشتبه بها مباشرة الى مستشفى الأمراض الوبائية في البشير، مهيبا بدور وسائل الإعلام والدور الإعلامي في نشر الوعي حول المرض وسبل الوقاية منه من خلال الرسائل الإعلامية والنشرات التوعوية التي تصدر رسميا من وزارة الصحة والجهات المعنية.
وأوضح أن أعراض فيروس كورونا الجديد لا تختلف عن اعراض الفيروسات المسببة للانفلونزا العادية كالآلام في الحلق، وارتفاع في درجات الحرارة، وضيق تنفس، مطمئنا ان 96 % من الحالات المرضية من هذا المرض تشفى عند تناولها العلاج اللازم والفعال مع ضرورة التقيد باتباع اجراءات الوقاية والسلامة العامة، وان نسبة قليلة من المرضى يحتاجون الى عناية ورعاية صحية مكثفة وهم الفئات الذين لديهم مناعة ضعيفة خاصة فئات الامراض المزمنة.
وأكد أن فريق ادارة الازمة في مديرية وحدة الازمات بالوزارة على انعقاد دائم على مدار 24 ساعة لمتابعة الحدث وتطوراته عالميا واقليميا ومحليا، كما يستقبل ملاحظات واستفسارات المواطنين على الخطوط الساخنة لديها على الارقام التالية 0778410186 وعلى فاكس رقم 06-5065756.
 
 
 
ورغم عدم وجود حالات الى الآن بالكورونا في المملكة إلا أن الحجر الصحي في مستشفى الأمراض الوبائية (العزل) التابع لمستشفيات البشير للحالات التي تأتي من المناطق الموبوءة بالفيروس يعد ضرورة «ضمن أعلى درجات الرعاية الصحية» مع الحالات الموجودة في مستشفى العزل في البشير، وتؤكد الوزارة أن مستشفى الأمراض الوبائية (العزل) في البشير، هي المرفق الصحي الوحيد المخول حالياً بتنفيذ الحجر الصحي
زريقات: تجهيز مستشفى العزل بكافة المستلزمات والمعدات
مدير مستشفى البشير الدكتور محمود زريقات أكد أنه جرى استخدام نحو 82 سريرا من أصل 200 في مستشفى الوبائيات، وان الوزارة اوجدت ملابس خاصة لمقدمي الخدمة في المستشفى بحيث لا يلمس أي طرف من المشتبه بإصابتهم، والأطباء يزورون المرضى يوميا لمتابعة حالتهم الصحية، كما جرى عزل الأشخاص عن أي محيط بما فيها الأهالي»، كما توجد فرق مدربة للتعامل مع الفيروس داخل المستشفى.
واكد زريقات أن تجهيز مستشفى العزل جاء بجهود وطاقات ذات مستوى متقدم تزامنت مع اعلان اكتشاف فيروس كورونا في الصين، وعلى قدر عال من النظافة وسبل الراحة.
وأضاف توضيحا للفيديو الذي نشر على بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول «سوء الخدمة الصحية المقدمة في غرف العزل» ان مستشفى العزل بما يحتويه من تجهيزات في غرف الحجر الطبية وسبل الراحة والدور الذي يقوم به الكوادر في هذا الجانب بالمستوى المطلوب على اكمل وجه، بما في ذلك توفير المستلزمات الطبية والخدمات الفندقية في المرفق الصحية والتدفئة المركزية والمياه الساخن على مدار الساعة.
 واوضح أن أفراد الكوادر الطبية الذين رافقوا الطلاب خلال اخلائهم من الصين تم ادخالهم كذلك إلى غرف الحجر الصحي وتطبيق الحجر الصحي عليهم، وتقديم الخدمات الطبية لهم وللجميع بالمستوى المطلوب، ويقدم لجميع المقيمين الاحتياجات المطلوبة.
 وأكد ان تطبيق سياسة الحجر الصحي بحسب البروتوكول العلاجي والوقائي في مختلف المواقع، وضرورة قضاء الفترة المقررة بمنع اختلاط اي منهم بالوسط الخارجي لمدة 14 يوما حفاظا على سلامتهم ليتم خروجهم بالطرق الصحية والسليمة.
 أخصائيون: الفيروس ما زال ضمن إطار البحوث العلمية
وأكد أخصائيون في علم الوبائيات والأمراض المعدية لـ» الدستور» أن الفيروس الجديد وبحسب المعلومات الاولية ينتمي إلى عائلة كورونا، التي انتجت مرض سارس في الصين أيضا، وكورونا الشرق الأوسط الذي انتشر في عدد من الدول العربية.
وبينوا أن المعلومات الاولية تشير الى ان الفيروس مستجد، وأعراضه شبيهة بأعراض الانفلونزا، ويتميز بضيق حاد بالتنفس، وسعال جاف، وحرارة مرتفعة جدا، وفي الحالات العميقة يصل إلى إصابة الرئة بالتهاب حاد. وأكدوا ان الفيروس ما زال في إطار البحث على مستوى العالم، وما دام انه مستجد فلا علاج متوافر حاليا ولا لقاح، مؤكدين ان المرض قد يتطور ويصبح اكثر انتشارا.
 وأشاروا إلى ان آخر المعطيات تفيد بأن الفيروس ينتقل من انسان الى آخر عبر الجهاز التنفسي، وأن الوقاية منه تتم عن طريق الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار والحذر من التعامل مع المصابين بأعراض الانفلونزا والابتعاد عن الآخرين اثناء العطاس وارتداء الكمامة لو تطلب الأمر.
ونوهوا إلى أن الفيروسات لا تعتبر كائنات حية، بل هي جزء من الحمض النووي تعيش إذا هاجمت كائنا حيا آخر كالإنسان والحيوان والنبات، مؤكدين ان الفيروسات تختلف تماما عن البكتيريا، وأن المضادات الحيوية التي تتعامل مع البكتيريا مختلفة تماما عن المستخدمة لدى الفيروسات.
 وأشاروا إلى أن الأبحاث المتوافرة عن الفيروس تؤكد أن نسبة الوفاة فيه اقل الى الان من الفيروسات الآخرى، حيث تصل فقط الى 3 %، مقارنة مع السارس، والذي وصلت نسبة الوفاة فيه إلى 10% وكورونا الشرق الأوسط إلى 35 ٪.
واوضحوا ان الفيروس يتطور وهو علم قائم بحد ذاته، إلا ان ما يحصل اليوم ومن المتابعات العالمية والعينات الصحية الدولية والمحلية، فإن الفيروس يكون أشد فتكا لدى أصحاب المناعة الضعيفة وأصحاب الأمراض المزمنة، وبالتالي فإن تقوية المناعة علاج في وجه الفيروس.
وأشاروا إلى أن انتشار المرض على نطاق واسع يمكن أن يؤدي الى إعلانه جائحة من قبل منظمة الصحة العالمية
أعراض الفيروس وطرق الوقاية منه
كثفت وزارة الصحة جهودها التوعوية للتعامل مع فيروس كورونا المستجد عن طريق بروشرات ورسائل توعوية في كافة المنصات الإعلامية والإعلانية عن كيفية الوقاية من عدوى كورونا المستجد، الذي يعرف اختصارًا باسم (2019-nCoV). وأكدت من خلاله على أهمية التقيد بالاحتياطات الوقائية عن طريق الاهتمام بغسل اليدين بالماء والصابون، وتغطية الفم، والأنف عند السعال والعطس.
وبينت أيضا الأعراض لهذا الفيروس المتمثلة بالحمى، والسعال، وضيق في التنفس، وقد تتطور الأعراض -أحيانًا - إلى التهاب رئوي. وقد تسبب العدوى مضاعفات حادة لمن يعانون ضعفًا في الجهاز المناعي، أو أمراضًا مزمنة، والمسنين.
وينتقل الفيروس من شخص مصاب الى آخر عن طرق المخالطة القريبة دون حماية. ورغم عدم وجود لقاح او علاج إلا أن الفيروس يمكن تجنبه باتباع أساليب الوقاية الصحيحة. كما تبقى الرعاية الداعمة المكثفة، وعلاج الأعراض هي الطريقة المثلى للتعامل مع العدوى.
كما اصدرت الوزارة نصائح للمسافرين المتجهين لمناطق ظهر فيها فيروس (2019-nCoV)، وتشمل: تجنب الاتصال بالحيوانات (حية، أو ميتة)، أو المنتجات الحيوانية، أو التردد على أسواق تداول الحيوانات، وتجنب الاتصال بأشخاص مصابين بأعراض تنفسية. وشددت على من تظهر عليه أعراض الإصابة بعدوى تنفسية، ضرورة البقاء في المنزل، وتجنب الاختلاط بالآخرين، وعدم السفر في أثناء وجود أعراض مرضية، وتغطية الفم، والأنف بالمناديل عند الكحة أو العطاس، والمحافظة على نظافة اليدين بغسلهما لمدة 20 ثانية على الأقل بالماء والصابون، أو بالمعقمات الكحولية.