عمان-الغد- افتتح، أول من أمس، المعرض الفني للفنانين رائد دحلة ومحمد الدغليس في منتدى الرواد الكبار.

اشتمل المعرض، الذي افتتحه مندوباً عن أمين عمان السيد إبراهيم خريس، على منحوتات الفنان رائد الدحلة ولوحات للفنان محمد الدغليس.

المنحوتات الخزفية للفنان رائد الدحلة حمل صلصالها في طياته معاني إنسانية وحياة رمزية، فبعض المنحوتات جاء سُريالياً يستقي من متاهات الوجود معناه بدءاً بكوخ الإنسان الأول (رحم الأم) إلى أسئلة الحياة الحائرة. ففي منحوتته "وجه وطين"، حملت الوجوه الصلصالية معاني الكدح والشقاء وسط تشقق أيدي العمال والمزارعين والتي تتماهى مع شقوق الأرض تحت تضاريس جغرافية من جبل وبحر أرض تشهد بالمعاناة.

أما منحوتته "تجار الحروب" فقد حملت الكثير من الألم لمن تربع على جثث القتلى؛ إذ تمثل رجلا يجلس على منحوتة اسطوانية الشكل يحمل بيده كرة ذهبية تتأرجح وسط خيط يطوق يده، تحمل في ثناياها جثث القتلى في الحروب وسط وجوه مشروخة أتعبها الفناء.

لينتقل إلى منحوتة أخرى تحمل عنوان "دائرة الربيع العربي"، وهنا تظهر وجوه ضحايا من المواطنين الذين تذوقوا الجحيم ودخلوا إلى رحم الأرض قتلى، وقد دفعوا حياتهم ثمناً لما سمي بالربيع العربي، تراهم بعيون يفيض منها البؤس ينظرون إلينا من خلف حجاب وفي صدورهم حسرات موؤودة.

أما الفنان محمد الدغليس، فقد جاب بلوحاته وألوانه أرض الأردن فاستقى من ألوان الربيع وزهرة لوحات حملت في طياتها ذاكرة المكان، فمن أعمدة جرش إلى نهر وصخور وزهر وادي شعيب عابراً على أزهار وطيور وغزلان الأردن في محمياتها المختلفة مخلداً القمر العمّاني في ليلة طرب شعبية.

من دون أن ينسى قريته سلفيت ومصباح وإبريق أمه المحتجز خلف نافذة الزمن وعازف الناي الذي يشارك في كل أفراحها ليرجع إلى نبع الطفولة بمائه العذب ووجوه الأطفال التي تستقي براءتها من الينبوع.

وقد حضر الافتتاح عدد من الفنانين والمثقفين، ويستمر المعرض عشرة أيام من تاريخ الافتتاح في منتدى الرواد الكبار- قاعة الفنان رفيق اللحام الكائن في أم السماق.