Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    16-Oct-2017

الأفضل للإيرانيين ولنا! - صالح القلاب

 

الراي -  حتى لو امتلكت إيران أكبر قنبلة نووية فهل تعتقد أنّها تستطيع فرض نفسها على المنطقة؟ فإسرائيل حتى بعد إمتلاكها لهذه القنبلة، التي بقيت تشكل عبئاً عليها، لم تستطع التفكير حتى مجرد التفكير باستخدامها عندما فاجأتها مصر وسوريا بحرب أكتوبر «تشرين الأول» عام 1973 ،والمعروف أنَّ هذا النوع منالأسلحة الفتّاكة لم�' يستخدم في تاريخ الحروب إلاّ مرّة واحدة عندما استهدف الأميركيون مدينتي هيروشيماونجازاكي اليابانيتين بقنبلتين ذريتين وحسمت الأمور بوضع حدٍّ للحرب العالمية الثانية.

 
هناك الآن ثلاث دولٍ في هذه المنطقة تمتلك هذا النوع من الأسلحة الفتّاكة هي إسرائيل والهند وباكستان، ويقيناً إنَّ أياًّ منها لم تفكروعلى الإطلاق في إستخدام هذا النوع من القنابل التي حلّت محلّها أسلحة فتّاكة كثيرة من بينها الأسلحة الكيماوية والغازات السامةالتي من المؤكد أنَّ بشار الأسد قد إستخدمها ضد الشعب السوري في خان شيخون وغيرها، وهذا غدا مثبتاً رغم نفي الروس المتواصلالذين يدلُّ إصرارهم على هذا النفي أنهم قد يكونون متورطين في هذه الجرائم التي يبدو أنها لم تتوقف حتى الآن!.
 
كان بإمكان إيران أن�' تدخل�' إلى المنطقة العربية بعد ثورة عام 1979 دخولاً أخوياًّ وعلى أساس الخير العام والمصالح المشتركة وتُوّفر كلهذه الأموال التي تُنفقها على المجهود الحربي العدواني من أجل رفع مستوى عيش المواطن الإيراني، لا بل من أجل توفير رغيف الخبزلهذا المواطن وتوفير الملابس والدفاتر وأقلام الرصاص للأطفال الإيرانيين الذين من المفترض أنهم الأو�'لى بهذه الأموال التي تصرف علىالتطلعات الإمبراطورية وعلى التوسع في دول الجوار التي من المفترض أنها دولٌ شقيقة بالإمكان أن تكون الطرق كلها بين إيرانوبينها سالكة وآمنة.
 
إنه غير جائز أن تنفق إيران كل هذه الأموال التي تنفقها لتصبح دولة نووية فهذا إن�' كان يفعله جونغ أون لإبتزاز كوريا الجنوبية ولإبتزازالأميركيين وليعزز وضع الروس في المعادلة الدولية فإن المفترض ألّا يفكر فيه الإيرانيون حتى مجرد تفكير، وذلك لأن الدول التييستهدفونها لديها ما هو أهم من هذه القنابل وهو «تحريك» الأقليّات القومية والمذهبية (الإيرانية) مثل العرب الكرد والبلوشوالآذاريين والشيعة الفيليّين التي يمارس ضدها إضطهادٌ لا تحتمله حتى رواسي الجبال.
 
وهكذا فإن الأفضل لإيران وشعبها، الذي يتضوّر معظمه جوعاً، أن�' يتم التخلص من هذه النزعة الإمبراطورية العدوانية والتوسعية المبنية على أوهام وعقدٍ تاريخية من المفترض أن الزمن قد تجاوزها وأصبحت مجرد خرافات بائسة لا يجوز أن تبقى تتحكم بمصائر الأجيال الإيرانية الصاعدة ولا بعلاقات هذه الدول التي يربطها مع شعوب هذه المنطقة وفي طليعتها الشعب العربي تاريخ طويل كانت حسناته أكثر كثيراً من سيئاته.