Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    06-Oct-2018

متابعة ما دعا إليه الملك: بناء التيارات السياسية المؤثرة، مهمة ضرورية وعسيرة!* محمد داودية
الدستور - 
 
 
أولاً: الحزب بصيغته القديمة التقليدية، يذوى ويحتضر، كما ذوت من حياتنا واختفت، الكثير من الأدوات واللوازم والأجهزة والمهن والمعدات والأمراض.
ثانيًا: في الحديث عن بناء التيارات السياسية الكبرى، التي دعا الملك الى بنائها يوم الاثنين الماضي، يبرز اسم المفكر والخبير السياسي الصديق الأستاذ مازن الساكت، الذي اعلن قبل سنتين عن عزمه فحص فرص بناء تيار سياسي قومي وحدوي.
يومذاك أعربت عن غبطتي وانا ارى الى رجل موثوق يتقدم الى اداء الواجب الوطني المقدس والى محاولة جادة لردم الفراغ السياسي الفاغر.
كتبت إلى مازن يوم 14. 9. 2016:
الأخ مازن الساكت.
تحية طيبة وأمنيات بالنجاح.
تلقيت بغبطة واهتمام، أنباء عكوفكم على تشكيل «تيار وحدوي قومي» تشتد الحاجة إليه، وسيسد فراغا كبيرا في الحياة السياسية الأردنية.
ويزيد من اطمئناننا، نحن الذين نثق بصواب الفكرة، وامكانية نجاحها، أن شخصية وطنية قومية تقدمية مثلكم، ذات تجربة واسعة عميقة، تتصدى لمهمة عسيرة معقدة، كهذه المهمة الوطنية الملحة، وهي عازمة وقادرة على إنجازها.
يرعاكم الله وكل الديمقراطيين الوحدويين التقدميين، الذين ينبرون للعمل الشاق الجاد، في وقت تبرز فيه الهويات الفرعية الغرائزية والغلو والتطرف والكراهية والردة والطائفية والقطرية والإقليمية.
ورد مازن:
(الأخ العزيز أبو عمر،
تدرك أيها الصديق العزيز أن ما نشهده من ضعف وتفتيت وجمود وشخصنة وغياب لتمثيل اتجاهات رئيسية في الحياة السياسية، ونتائج هذا الفراغ، الذي أسهم في نمو الانتماءات العصبوية بكافة أنواعها، وتهدد لحمة الشخصية الوطنية، وتفرض قوى، أقل ما يقال انها لا تمثل المصالح الوطنية، ولا تدافع عنها، وتهدد كل انجاز وتقدم تحقق، وتمارس التفرد وخدمة المصالح الشخصية الضيقة، وتعمق من حالات عدم العدالة وغياب تكافؤ الفرص والفساد بكافة أنواعه، وفي ظل مخاطر وتحديات تهدد الأمن الوطني، والأهم والأكثر صعوبة حالة من الإحباط والتشكيك وعدم الثقة.
وتعلم أيها الصديق العزيز، اهمية وصعوبة بناء إطار سياسي ممثل ومؤثر، وليس مجرد اضافة عددية إلى حالة التشرذم والضعف التى تعيشها الحياة السياسية.
ان الاستمرار في المساهمة، هو واجب أمام جيلنا، لتمكين الأجيال الشابة من التقاط إرادتها ومستقبلها وإنجاز التغيير وعملية البناء، لحياة ووطن تسوده العدالة، ويواجه تحديات التنمية والأمن وتعزيز وحدة الشخصية الوطنية).
لقد تميزت الحياة السياسية الاردنية بهيمنة نخبة سياسية اقتصادية مستحوذة «قابضة» (بكل ما تعنيه الكلمة من معان ودلالات) ادى تفردها الى تشويه النمو الطبيعي للحياة السياسية ونزع الحيوية والدينامية والإبداع والابتكار والريادة المأمولة والموجودة في الأجيال الجديدة من ابنائنا، بحجة «نقص الخبرة». وكأن تعليم السباحة يتم على السرير! فتكسر هدف «تمكين الشباب»، الذين في عقولهم وسواعدهم الإرادة والعزم والقدرة اللازمة الكافية للتقدم والحداثة والتجديد.