Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    03-Apr-2018

كلامٌ يجب أنْ يقال !! - صالح القلاب

 الراي- في ظل كل هذه «المعمعة» وتداخل الألوان التي تعيشها وتمرّ بها هذه المنطقة «الوضع العربي» فإنّنا في هذا البلد، الذي جعلته الأقدار يكون في هذا الموقع الذي يشكّل بؤرة تحيط بها الأزمات من كل جانب، غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً وصولاً إلى اليمن، بحاجة إلى مراجعات دائمة ومتلاحقة وعلى أساس «المصالح» الوطنية والإلتزامات القومية وهذا من الواضح أنه أكثر من ضروري في هذه المرحلة التي هي نتاج تراكمات مراحل متلاحقة سابقة.

إنَّ أخطر ما بقينا نواجهه وما نواجهه الآن هو أن نترك الأمور ليس في بعض الأحيان وإنما في كل الأحيان لبعض «المزاجيات» والتقديرات الفردية وعلى أساس اللحظة الراهنة وذلك في حين أن المفترض بالنسبة لبلد قدره أن يكون في جوف بؤرة النار العربية والإقليمية أن يكون هناك ما هو «إستراتيجي» وما هو «تكتيكي» وبشرط أن لا يتداخل هذا بذاك وأن لا يترك تحديد الفرق بين هذا وذاك للأمزجة والإعتبارات الشخصية ولبعض الإلتزامات السياسية العابرة.
والمعروف في هذا المجال أنّ هناك «ثابتاً» وأن هناك «متحولاً» فالقضية الفلسطينية ملزمة وثابتة وعلى أساس إن من حق الشعب الفلسطيني أن يقرر مصيره بنفسه وأن يقيم دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وأن من حقه علينا كأقرب العرب إليه المساندة والدعم بدون التدخل في شؤونه الداخلية إلا برفض تدخل الآخرين بشؤونه وهذه مسألة تاريخية قد أصبحت حقيقة ثابتة مع الوقت ولا يجوز لأي كان المسّ بها أو التطاول من خلال الإستنجاد والإستعانة بـ»دفاتر» عتيقة.
ثمّ وفي الأحوال العادية فإنه بالإمكان أن يغير الجار جاره غير القادر على التفاهم معه أو الإرتياح إليه أما بالنسبة للدول فإن الجوار أبديٌ وإن اشتعال النيران في بلدِ مجاور يفرض على جاره ألا يبقى ينام ويضع رأسه على آرائك من الحرير وريش النعام، وهذا هو واقع الحال بالنسبة إلى بلدنا «المملكة الأردنية الهاشمية» حيث غدت المنطقة كلها مشتعلة على هذا النحو وحيث بالإمكان إنطلاق شرارة لتشعل الحقل كله.
وعليه فإنه علينا أن نضع في إعتباراتنا أنّ هناك جوارا حسنا وجوارا سيئا وأن حتى الجوار الحسن لا بدَّ وأن تطرأ بالنسبة إليه بعض «المنغّصات»، وهنا فإنه علينا أن نكون المبادرين لوضع حدِّ لهذه المنغصات فترك الأمور للأمزجة الشخصية وللتقديرات الخاطئة قد يجعل الأمور أكثر تعقيداً وقد يجعل عقدة بالإمكان حلها بسهولة وبالأصابع لا يمكن حلها إلا بصعوبة وبالأسنان.. وهذا كلام يجب أن يقال في هذه المرحلة الخطيرة !!.