Thursday 18th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    25-Mar-2017

الدراسات العليا... تحولات مرجوة - د.محمد الرصاعي
 
الراي - يواصل ملتقى عمداء الدراسات العليا في الجامعات الأردنية جلسات العصف الذهني للاشتباك مع تحدي ربط رأس المال التعليمي ( احتياطي الدولة من المعرفة والمهارات) بالصناعة، من خلال اقتراح مجموعة من الإجراءات التي تساعد في تقريب المسافة بين مخرجات البحث العلمي في الدراسات العليا والصناعة بمختلف مجالاتها.
 
في الأردن كان عقل الدولة يوظف التعليم من أجل إعداد كوادر بشرية مؤهلة – الشعب المتعلم – ويعتبر الكثيرون أنَّ تحقيق هذا الهدف كان هو أساس نجاح الدولة دائماً. ولكن في الوقت الذي أصبح فيه الاقتصاد المعتمد على إنتاج المعرفة هو عجلة التنمية، بل محركها القوي، لم يعد يجدي نفعاً كثيراً الاعتقاد بأن دور التعليم العالي مقصور على إنتاج أفراد يمتلكون المعرفة المتاحة فقط. والتحدي الذي يقف في مواجهة الاستمرار في إحداث تنمية حقيقية هو البحث عن سبل لتحالف المعرفة ورأس المال في الدولة.
 
العدد الهائل من رسائل الدراسات العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراه يضيع الجهد الكبير في إعدادها دون أدنى فائدة تذكر ويقتصر دورها على منح الطالب متطلبات الحصول على الشهادة الجامعية، في المقابل لا زالت الصناعات المحلية صناعات تقليدية لا تحاول التفكير في الاستعانة بالجامعات والبحث العلمي في تطوير منتجاتها أو تميزها، من خلال دعم مشاريع بحثية تكون نتائجها قيمة مضافة للمنتج الصناعي.
 
من جهة الجامعات يجب التوقف عن الروتين المعتاد في إعداد الرسائل الجامعية والبدء بصياغة تعليمات وشروط جديدة، وتهيئة فرص لتشكيل مجموعات بحثية ومراكز علمية متخصصة، وفتح قنوات اتصال مع جامعات ومراكز عالمية في ذات المجال، وفي ذات الوقت الاستفادة من الخبرات المهنية العاملة في الصناعة للمساهمة في تطوير المشاريع البحثية وحلول المشكلات التي تحاول الدراسات العليا التصدي لها.
 
الصناعات الدوائية، والتعدين، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إلى جانب السياحة كقطاعات وطنية واعدة، يمكن أنَّ تلجأ للتفكير مع عمادات البحث العلمي والدراسات العليا في الجامعات للبدء في تنفيذ مشاريع بحثية تحاكي احتياجات هذه القطاعات وتعمل على انتاج معرفة وأفكار أصيلة تمثل عائداً إيجابياً على منتجاتها.
 
نتمنى لعمداء الدراسات العليا في الجامعات الأردنية التوفيق في مسعاهم الوطني، فهم يعكفون على عقد اجتماعات دورية تهدف إلى تبني سياسات يمكن أنَّ تساهم في تعظيم العائد من برامج الدراسات العليا في الجامعات الأردنية، والوصول إلى نتائج قابلة للتطبيق على أرض الواقع.
 
يقول خبير التعليم الأمريكي «جوزيف بيرك» هناك إجماع أنَّ التعليم العالي خير عام لجميع الأمريكيين وليس فائدة خاصة لخريجي الكليات فحسب.
 
Rsaaie.mohmed@gmail.com