Tuesday 16th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Feb-2020

إدارة ترمب مطالبة بمراجعة سياساتها الممالئة والداعمة لإسرائيل*علي ابو حبلة

 الدستور

السياسة الخارجية الامريكية باتت ابعد ما تكون عن المتعارف عليه سياسيا ودبلوماسيا، إدارة ترمب الحالية تفتقد لاستراتجيه فعليه لإطار واضح لسياستها الخارجية، وان السياسات الخارجية الامريكية لهذه الادارة كشفت للعالم عن وجه أمريكا الحقيقي وهي لا تبتعد عن ملامسة حقيقة الهيمنة والنفوذ والتي باتت تتقلص ومعظم التحليلات السياسية تشير إلى انحسار النفوذ الأمريكي في العالم.
 
ينطلق ترامب في إدارته، من عقلية قومية، بخلاف العقلية العالمية التي كان ينطلق منها أوبا ما، فترامب يمجد الدولة القومية، ويعتبرها أساس التحرك في سياسته، وأن المصالح القومية فوق كل اعتبار. إن تعامل ترامب مع قضايا السياسة الخارجية، يقوم على الربط بين كيفية انخراط أمريكا في قضايا العالم ومنطقة الشرق الأوسط تحديداً، ومقدار المنافع الاقتصادية التي يمكن تحقيقها من ذلك الربط.
 
تدرك إدارة ترامب أن الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الوحيد في الشرق الأوسط، بعد تعاظم الدور الروسي في المنطقة، وهو ما يقتضي الدفع بالسياسة الأمريكية نحو التقارب والتنسيق مع اللاعبين الدوليين، كروسيا، واللاعبين الإقليميين، كتركيا، ودول الخليج، عند التعامل مع تعقيدات الأوضاع، وما نتج منها، مثل قضايا الإرهاب واللاجئين. وبالتالي فإن حالة عدم الاستقرار وتبدل قواعد اللعبة، تفرضان على الإدارة الأمريكية بناء تحالفات مع الأطراف الفاعلة في الإقليم، في محاولة لتجاوز العقبات المتمثلة بتعارض المواقف بين هذه الدول في الكثير من الأزمات، الذي يبدو أكثر وضوحاً في الأزمة السورية وما يتعلق في إيران
 
بريت ماكغورك، المبعوث الأميركي السابق لـ«التحالف الدولي»، في مقالة طويلة في «فورين أفيرز».، ما فعله دونالد ترامب هو أنه وضع سياسة خارجية غير متسقة، وذات أهداف لا يمكن التوفيق بينها. هكذا، يجري تحديد أهداف الحدّ الأقصى من دون التفكير في ما هو مطلوب لتحقيقها. وليس ثمة شيء معبّر عن عدم التماسك هذا أكثر من السياسة الأميركية تجاه إيران.
 
سياسة ترمب تجاه الشرق الأوسط، تحديدا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تفتقد للتوازن وتميل لصالح إسرائيل في كل القرارات والمواقف، وان صفقة القرن لم يؤخذ في جوانبها المصالح والحقوق الوطنية الفلسطينية وبنيت تفاصيلها على تحقيق أهداف وغايات ومصالح إسرائيليه بحته، دعوة نتنياهو وغانتس زعيم ازرق ابيض للبيت الأبيض هو انعدام وجود استراتيجية للخارجية الامريكية التي باتت سياستها تقوم على فرض الأمر الواقع وهذه السياسة محكومة بالفشل، وحتما أن صفقة القرن إن أبصرت النور فلن يكتب لها النجاح، لفقدان هذه الصفقة للشرعية الدولية و لمخالفة بنودها قرارات الشرعية الدولية التي هي بمثابة مرجعيه لأي حل أساسه الانسحاب الكامل من كافة الأراضي المحتلة بحدود الرابع من حزيران 67 بما فيها القدس الشرقية.
 
إن غياب الأطراف الاقليمية العربية وغياب الطرف الأساس الفلسطيني من محادثات البيت الأبيض بشان التباحث في صفقة القرن واقتصار الأمر على أطراف المتنافسين الإسرائيليين للانتخابات للكنيست الإسرائيلي دليل فقدان الرؤيا الاستراتيجية للسياسة الخارجية الامريكية وتحيير السياسات الامريكية الاسرائيلية لغايات تحقيق مصالح انتخابية.
 
يتبين لنا من خلال مواقف الإدارة الأمريكية لدونالد ترامب، سعيها إلى استعادة مكانة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بدافع الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية، وان ذلك يصطدم بإرادة الشعوب الرافضة لهذه السياسات والتدخلات في شؤونها الداخلية، على الادارة الامريكية مراجعة سياساتها الممالئة والداعمة لإسرائيل على حساب مصالح وحقوق الشعوب وفي مقدمتها حقوق الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، ومليونية العراق لطرد القوات الامريكية من العراق البداية وليست النهاية، مما يتطلب مراجعه امريكية لسياستها الخارجية واعتماد سياسة اكثر توازنا.