Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Jun-2017

«التنف» وما حولها اهميتها ومعارك النفوذ والمصالح.. - فيصل ملكاوي
 
الراي - برزمعبر التنـْف ( الوليد ) الحدودي بين سوريا والعراق والقريب من الحدود الأردنية الى واجهة الاحداث في الازمة السورية خلال الاشهر الاخيرة ، نظرا للاهمية الخاصة لهذه المنطقة التي تتبع ناحية تدمر في محافظة حمص السورية وتبعد عن المدينة التاريخية نحو 240 كليومتر في البادية السورية وهو احد المعابر على الحدود السورية العراقية ومنها ايضا معبر البوكمال في محافظة دير الزور شرقا ويسمى القائم في الجهة العراقية ومعبر اليعربية في محافظة الحسكة يسمى الربيعية على الجانب العراقي.
 
وقد اقامت بريطانيا في منطقة التنف في ايار من العام 2016 قاعدة بعد ان قامت فصائل سورية عسكرية معارضة ابرزها جيش سوريا الجديد بطرد تنظيم داعش الارهابي من المنطقة في الخامس من اذار من العام نفسه التي كان قد سيطر عليها في العام 2015.
 
وتراجع داعش الارهابي بعد طرده من التنف بشكل رئيسي الى منطقة البوكمال في ريف محافظة دير الزو الشرقي في حين قامت المقاتلات الروسية في حزيران من العام 2016 بقصف القاعدة واكتقت الولايات المتحدة وبريطانيا وقتها برد كلامي وحدث ذلك في اوج الخلاف الروسي الاميركي في سوريا وقبل اي حديث جدي عن وقف اطلاق النار وايضا قبل اي تفكير بانشاء مناطق خفض التصعيد التي جرى الاتفاق عليها خلال الجولة الرابعة من مسار استانا التي جرت في الرابع من الشهر الماضي.
 
وخلال الفترة الماضية حتى هذه المرحلة ظهر الوجود الاميركي بشكل واضح من الناحية الاستراتيجية في منطقة التنف لدرجة ان قوات التحالف الدولي لمكافحة الارهاب قصفت قوات موالية للنظام السوري يعتقد ان جزءا منها مليشيات ايرانية ثلاث مرات في اقل من شهرين والقصف الاول كان في الثامن عشر من ايار الماضي ثم هذا الشهر مرتين مع تحذيرات وانذارات اميركية مشددة بان الاقتراب من هذه المنطقة بمحيط 55 كليومترا هي خطوط حمراء وخطوط نيران لقصف اي قوات تابعة للنظام السوري او موالية لها وتدميرها.
 
ولكن السؤال المهم ما هي الاهمية الخاصة لهذه المنطقة شبه الخالية من السكان ( التنف ) لكافة الاطراف المعنية بالازمة السورية ومساراتها وتطوراتها ؟.
 
بالنسبة للولايات المتحدة الاميركية هذه المنطقة غاية في الاهمية في الاستراتيجية الاميركية حيال سوريا فهي نقطة تموضع رئيسية للوجود الاميركي والبريطاني في سوريا لاجل معركة دحر داعش والحرب على الارهاب عموما وهي قاعدة حيوية في التنسيق والتواصل بين القوات والمستشارين الذين يوجهون معركة الرقة الجارية حاليا وكذلك منع التنظيم الارهابي من التواجد في البادية السورية وتقطيع اوصاله والاهم الوقوف بقوة في طريق تواصل التنظيم الارهابي بين العراق وسوريا خصوصا بعد حسم معركة الموصل ومنع هروب فلول التنظيم الى سوريا.
 
كما ان الولايات المتحدة التي تضع العداء لايران ودحر نفوذها في المنطقة في صلب استراتيجيتها في عهد الرئيس دونالد ترمب ، تريد قطع الطريق ايضا على طهران من اتمام الطريق البري بين ايران مرورا بالعراق ثم سوريا الى لبنان ومياه البحر الابيض المتوسط ، هذا الطريق التي تعول عليه الاستراتيجية الايرانية بشكل هائل على اتمام مراحل نفوذها فيما تراه الولايات المتحدة وحلفاؤها خطا احمر اضافيا لايمكن السماح بتجاوزه لان اتمام هذا الطريق وتواصله يعني فوز ايران باللعبة والسيطرة والهيمنة على فضاء استراتيجي اميركي وعربي وكذلك وسط عدم رغبة روسية اكيدة بهذا المستوى من النفوذ الايراني.
 
وبالتالي فان التنف وما يجري فيها وما حولها غاية في الاهمية وستزداد هذه الاهمية خلال الفترة القريبة المقبلة بعد حسم معركة الرقة ، اذ سياتي الدور بعد هذه المعركة الى مرحلة ترتيب الاوضاع في سوريا علما انه تجري في هذه الفترة ترتيبات واتصالات اميركية روسية بخصوص منطقة التنف يقترب فيها الروس من الاميركيين ويبدون مزيدا من التعاون بالضغط على النظام والايرانيين للابتعاد عن هذه المنطقة وصولا الى ترسيم كامل لمناطق خفض التصعيد التي على الارجح ستكون هذه المنطقة ضمنها او امتدادا لاحدى المناطق الاربع لذا يمكن فهم ارجاء الجولة الخامسة لاستانا التي كانت مقررة في الثاني والثالث عشر من الشهر الجاري لاجل غير محدد. وبالنسبة للاردن فان هذه المنطقة هي استراتيجية لقربها الشديد من الحدود الاردنية ، وهي تقع ضمن الاستراتيجية الاردنية المعلنة بالنسبة لخط الحدود الاردني السوري الذي يزيد عن 370 كيلومتر والذي لا يريد الاردن ان يكون على الجانب الاخر فيه لا منظمات ارهابية ولا مليشيات مذهبية ، في الوقت الذي تقف فيه القوات المسلحة الاردنية على طول هذه الحدود للسنة السابعة على التوالي بمجهود قوي وصلب للدفاع عن الحدود الاردنية والامن الوطني بمفهومة الشامل وستبقى هذه الاستراتيجية ثابتة ومعززة بهذا الشكل والاتجاه الى حين التوصل لحل سياسي شامل للازمة السورية.
 
وفي منطقة التنف تتواجد فصائل سورية عسكرية تابعة للجيش الحر ابرزها جيش سوريا الجديد واسود الشرقية ومغاوير الثورة وهي معادية للنظام وداعش الارهابي وتتلقى التدريب من الولايات المتحدة والحلفاء وتركز جهودها خلال هذه الفترة لمعركة انهاء داعش الارهابي ، خصوصا ابقاء السيطرة على منطقة بادية الشام ومشاغلة اي اطراف تحاول التسلل الى المنطقة سواء من داعش او النظام السوري او المليشيات الايرانية التي تحاول الوصول لايجاد نقط اتصال بين الحدود السورية العراقية خدمة للاستراتيجية الايرانية في هذا الشان.