Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    02-Nov-2017

حان وقت إعلان خطة ترمب لصفقة السلام الكبرى؟ - فيصل ملكاوي

 

الراي-  عشرات الزيارات قام بها جيسون غريبنلات مبعوث الرئيس الاميركي دونالد ترمب للسلام الى المنطقة وكان معه في كثير من هذه الزيارات ايضا كبير مستشاري الرئيس وصهره المقرب جيارد كوشنر وكل ذلك النشاط الذي شمل تقريبا دول المنطقة المعنية مباشرة باحياء عملية السلام انطلق من ديناميكية كان اطلقها الرئيس الاميركي بانه سيقوم بانفاذ صفقة كبرى لحل الصراع العربي الاسرائيلي مرة واحدة والى الابد لكن في ذلك الوقت دون ان يعلن الرئيس الاميركي اي خطة او ملامح لانفاذ تلك الصفقة في صراع معقد وطويل سببه المباشر والوحيد هو الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية والعربية وضرب الحكومات الاسرائيلية بعرض الحائط بالشرعية الدولية وقراراتها ومعها الجهود التي بذلتها الادارات الاميركية المتعاقبة لتحقيق السلام والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط الذي يشكل حل القضية الفلسطينية اساسا لديمومة وشمولية مثل هذا السلام في الوقت الذي تحل فيه الذكرى المئوية لوعد بلفور المشؤوم ونتائجه الكارثية التي ما زال يعاني منها الشعب الفلسطيني الذي يرزح تحت اطول واقدم واخر احتلال عنصري مازال قائما على وجه الارض وهي لحظة تستدعي صحوة الضمير الدولي لمحو وصمة العار هذه من التاريخ.

لم يترك فريق الرئيس لاحياء السلام في المنطقة تفصيلة الا واطلع عليها بخصوص جهود السلام التي مضت وانتهى اخرها بالفشل في عهد الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما ووزير خارجيته جون كيري في نسيان من العام 2014 ،كما اطلع هذا الفريق في عواصم المنطقة المختلفة على الرؤى والاراء حيال مرتكزات السلام والتي تمحور الموقف العربي على حل الدولتين كطريق وحيد لاحلال السلام والذي تجسده ايضا المبادرة العربية للسلام التي ما زالت المشروع العربي للسلام المطروح على الطاولة والمدعوم بموافقة عربية جماعية وكذلك اسلامية واجماع دولي واسع في حين ما زال فريق الرئيس الاميركي للسلام يسمع على الطرف الاسرائيلي لغة على النقيض تسجد لغة ونهج الحكومة الاسرائيلية الاكثر تطرفا وغطرسة في اسرائيل ولم تترك مناسبة الا وتصر فيها على رفض جهود السلام وعرقلتها بالعدوان والاستيطان وفرض الوقائع على الارض دون اي اكثراث باي حهود للسلام سابقة او حالية او لاحقة.
 
ومع ان الرئيس الاميركي يذكر كل فترة من الوقت التزامه بما وعد به من حل للصراع، وما يتبع ذلك من نشاط لم يتوقف لفريقه للسلام، حتى بات لديهم الدراية والخبرة بالتفاصيل، والتي تقول المعلومات انهم قدموا فيها تقارير متتالية للبيت الابيض، وبالتاكيد تم اطلاع الرئيس الاميركي عليها في اطار بلورة خطته لاحياء السلام والمضي به قدما، فان ما يمكن توقعه والرئيس ترامب يقترب خلال ثلاثة اشهر من اكمال عامه الاول في البيت الابيض، ان يكون الوقت قد اقترب او اصبح كافيا لان تكون مثل تلك الخطة قد رسمت ملامحها في انتظار اللحظة المناسبة لاطلاقها في حين يعرف خبراء المؤسسات الاميركية خصوصا في وزارة الخارجية والامن القومي ووزاة الدفاع ان اي لحظة هي مناسبة لاتخاذ مبادرة جدية لاحلال السلام في المنطقة ولادة الازمات والصراعات والحروب والتي طالما خرج شررها من حدود المنطقة لتهدد خارجها بالاثار الكارثية المتعددة ولا سيما ان الولايات المتحدة هي الاكثر معرفةوالتصاقا بالمنطقة وتاريخها وازماتها المتلاحقة.
 
ولابد ان الرئيس الاميركي بات يعرف تماما ان لديه شريك للسلام على الطرف العربي، ولا بد ان فريقه الذي زار المنطقة مرارا خلال الاشهر الماضية تلقى كل ما يفيد ان الدول العربية متمكسة بالالتزام بالسلام واسسه ومرجعياته، والاهم في ذلك هو ان يكون مبعوثي الرئيس قد تأكدوا ان مرتكز حل الدولتين لا يمكن القفز عنه، كضمان اساسي لنجاح اي جهد لاحياء السلام وتحقيقه، وان يكون ذلك الفريق قد اقنع الرئيس بهذه المرجعية الاساسية للسلام لتضمينها في الخطة المرتقبة التي تضمن تحقيق الصفة الكبرى التي بشر بها الرئيس ترمب وان الوقت قد حان لاطلاقها.