Friday 19th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    19-Sep-2017

«فتح» و«حماس» .. والمخاوف!! - صالح القلاب
 
الراي - لا أكثر من الأردن إهتماماً بلم شمل الفلسطينيين وبانضواء جميع الفصائل الجديدة والقديمة في إطار منظمة التحرير التي أصبح معترفا بها من معظم الهيئات الدولية ومن أكثرية وغالبية دول العالم بأنها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والمعروف أن هذا هو القرار الذي كانت إتخذته قمة الرباط العربية في عام 1974 والذي أثار في حينه جدلاً كثيراً لكنه في النهاية وبالنتيجة أصبح أمراً واقعاً فرض نفسه حتى على إسرائيل وحتى على دول العالم الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية.
 
لا شك في أن العرب كلهم مع أن يتوحد النضال الفلسطيني في إطار واحد، لكن ما يخص الأردن في هذا المجال هو أن ما يجمع الأردنيين بأشقائهم الفلسطينيين أكثر كثيراً من مجرد التعاطف القومي ويقيناً أنه لولا متطلبات القضية الفلسطينية لما كانت هناك ضرورة حتى لمنظمة التحرير ولكان هناك شعب واحد لا يفصل بينه نهر لا وهمي ولا فعلي وهذا هو واقع الحال الآن بين ما أعتبرناه ضفة شرقية وضفة غربية.
 
إن ما دفعنا إلى هذا الكلام هو هذا المستجد بين حركة «فتح»، التي كان يصفها أبو عمار رحمه الله بأنها أوَّل الرصاص وأول «بندقية» على إعتبار أنها من بدأ الثورة الفلسطينية المعاصرة في الفاتح من عام 1965، وبين حركة «حماس» ، التي مع أنها جاءت متأخرة عن مسيرة الكفاح الفلسطيني المسلح إثنين وعشرين عاماً إلا أنها شكلت ثقلاً نوعيا فلسطينيا في هذه المسيرة، وكل الأمل هنا ألا يكون مصير هذه الخطوة الهامة جداً نفس مصير إتفاقية مكة المكرمة في عام 2007 التي أحبطتها التدخلات الخارجية فكان هناك ذلك الإنقلاب الدموي في قطاع غزة الذي شكل أسوأ ظاهرة في التاريخ الفلسطيني.
 
إنها خطوة مباركة بالفعل وأنه لا بد من تقدير الجهود الخيرة التي بذلها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وبذلتها مصر الشقيقة في هذا المجال وحتى وإن غضب الإخوان المسلمون وأينما كانوا لكن ما يجب أن تدركه حركة «حماس» هو أن هذه الخطوة قد أخرجتها من مأزق فعلي كانت غرقت فيه حتى عنقها وبالتالي فإنه عليها أن تبعد نفسها عن إنحيازاتها وتأرجحاتها السابقة واللاحقة بين المحاور العربية والإقليمية التي كلفت النضال الفلسطيني الشيء الكثير وبخاصة في مجال ما يسمى «العملية السلمية».
 
وهكذا وبوضوح وصراحة فإن مصير هذه الإتفاقية سيكون كمصير إتفاقية مكة المكرمة وكمصير إتفاقيات وتفاهمات كثيرة تم إبرامها على مدى سنوات طويلة إن لم تقطع «حماس» علاقاتها التنظيمية بالإخوان المسلمين وبتنظيمهم العالمي وإن لم تضع حداًّ لألاعيب ومناورات قادتهم المعروفين الذين إستمرأوا العيش في عواصم عربية وإقليمية كانت إستخدمتهم وهي لا تزال تستخدمهم في صراعاتها الجانبية.
 
ثم وبوضوح كامل فإن هذه الخطوة ستكون نهايتها مأساوية إذا بقي هناك ذلك التيار في قطاع غزة الذي يطلق على نفسه إسم التيار العسكري المرتبط بإيران وإذا بقي هناك قادة فاعلون من هذه الحركة في طهران، بضيافة حراس الثورة وقاسم سليماني، وفي ضاحية بيروت الجنوبية بضيافة حسن نصر الله.. وأيضاً إذا بقي هناك من يقدم ولاءه للإخوان المسلمين على ولائه لفلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية.