Thursday 28th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    21-Aug-2014

مثقفون أردنيون يستذكرون منجز الشاعر العربي سميح القاسم
بترا - بوفاة الشاعر الفلسطيني الكبير سميح القاسم عن عمر ناهز 75 عامًا، بعد رحلة علاج طويلة من مرض سرطان الكبد الذي أصابه منذ سنوات ، تكون الثقافة العربية قد خسرت احد ابرز قاماتها الرفيعة التي اعطت للشعر العربي مذاقه الابداعي في الالتحام مع قضايا الامة.
القاسم من مواليد الحادي عشر من شهر ايار 1939 في مدينة الزرقاء بالأردن، درس في بلدة الرامة بالناصرة شمال فلسطين، واعتقل عدة مرات من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي بسبب مواقفه الوطنية والقومية، كما فرضت عليه الاقامة الجبرية نتيجة لمقاومته ممارسات الاحتلال الوحشية.
وقالت وزيرة الثقافة الدكتورة لانا مامكغ في تصريح لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان وفاة القاسم شكل فاجعة لكل مبدع عربي وخاصة في الاردن وفلسطين وبرحيله تكون الامة قد فقدت أحد أعمدة الشّعر والأدب العربيّ، لكنّ آثاره العظيمة ستبقى خالدة في الفكر والوجدان العربي.
واستذكرت مامكغ اسهامات القاسم الجليلة في حركة الشّعر العربيّ المعاصر، وتجلياته في رفد المكتبة العربيّة والعالميّة بمؤلّفاته المتنوعة في المسرح والقصّة والشّعر والرّواية والبحث والتّرجمة، فضلا عن عطائه في مجال المقالة والصّحافة.
 
وأكدت مامكغ  ان جيلا كاملا فجع برحيل الشاعر الذي تربى على شعره ومضامينه الشعرية الهامة، خاصة وان رحيله تزامن مع العدوان الوحشي المتواصل الذي تشنه اسرائيل على قطاع غزة.
وقال رئيس اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين الشاعر عليان العدوان ان القاسم شاعر عروبي له باع طويل في المسيرة الثقافية العربية والنضال الفلسطيني ايضا. واضاف: نحن في اتحاد الكتاب والادباء الاردنيين ننعى الفقيد بكل مشاعر الحزن والاسى ، فهو شخصية ثقافية فذة وكان شاعرا مرموقا وصادقا, ونادرا بين اجياله ، ويحسب له التصاقه وهو الشاعر الفلسطيني بمسقط رأسه مدينة الزرقاء التي خلدها في عدد من قصائد وكتابات منجزه الابداعي مثلما هي فلسطين في عقله ومخيلته. وقال عضو الهيئة الادارية لرابطة الكتاب الاردنيين الشاعر حسين نشوان ان غياب الشاعر الفلسطيني سميح القاسم هو غياب لقامة اخرى من قمم الشعر الفلسطيني والعربي وغياب يذكّر بغياب الشعر نفسه الذي يمس الوجدان الانساني خاصة في هذه المرحلة التي يسيطر عليها غياب المشاعر الانسانية.
وقال نشوان ان غياب القاسم هو غياب لمناضل صلب وشاعر رقيق وانسان يحمل ذاكرة بضفتين: فلسطين المحتلة والاردن متمثلا بمدينة الزرقاء التي ولد فيها فكان دائما ابن الوحدة الوطنية وابن العقل الجمعي للثقافة العربية.
وكتب القاسم قصائد معروفة غاصت في افئدة ووجدان الكثير من ابناء الامة العربية، بلغ عديدها أزيد من سبعين مؤلفا، كما اشتهر بمراسلاته مع الشاعر محمود درويش، والتي وصفها النقاد بأنها حالة أدبية نادرة وخاصة بين شاعرين كبيرين قلما نجدها في تاريخ الادب العربي.
ومن دواوينه الشعرية: مواكب الشمس، سقوط الأقنعة ، أغاني الدروب ، ودخان البراكين، دمي على كفي ، في انتظار طائر الرعد، قرآن الموت والياسمين، الموت الكبير، حسرة الزلزال ، سأخرج من صورتي ذات يوم، أما أعماله الإبداعية الأخرى، فهي روايتي ,إلى الجحيم أيها الليلك , والصورة الأخيرة في الألبوم.
وحصل على العديد من الجوائز والدروع وشهادات التقدير وعضوية الشرف في عدّة مؤسسات فنالَ جائزة «غار الشعر» من إسبانيا، وجائزتين من فرنسا عن مختاراته التي ترجمها إلى الفرنسية الشاعر والكاتب المغربي عبد اللطيف اللعبي.
كما حصل على جائزة البابطين، ونال مرّتين وسام القدس للثقافة، بالاضافة الى جائزة نجيب محفوظ وجائزة الشعر الفلسطينية.كذلك كتب القاسم قصائد معروفة تغنى فيها بكل الوطن العربي، منها قصيدته التي غناها الفنان مارسيل خليفة منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة وقصيدة تقدموا.. تقدموا ، وترجمت العديد من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية ولغات عالمية متعددة.