Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    18-Feb-2017

حل الدولتين: النهاية - شلومو تسيزنا

 

إسرائيل هيوم
 
الغد- في واشنطن تم هذا الاسبوع الدفن الرسمي لإقامة دولة فلسطينية في صيغة اوسلو. دولة سيادية، مع جيش، سيطرة على الارض، مجال جوي أو خط حدود. "دولة واحدة، دولتان، ما تقررونه أنتم"، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب فشطب ثماني سنوات ولاية سلفه، باراك أوباما. في حينه كان الشعار واضحا ومعاكسا: دولتان، هكذا قررت. لقد انتخب ترامب وهو يعلن، اني سأفعل الامور بشكل مختلف. فقد قال: "اتنافس على منصب رئيس الولايات المتحدة وليس رئيس العالم. عندي، أميركا اولا". وهذا الاسبوع، إلى جانب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حقق وعدا انتخابيا آخر له. 
لقد تصرف ترامب كصديق قديم ومنح نتنياهو هدية مجانية أمام ناظر الجميع: تصريح نوايا يقول ان هذا النزاع سيحل فقط بالحل الوسط، ليس بالضغوط من القوة العظمى الاقوى في العالم. ورئيس الوزراء تذكر هذا الاسبوع لقاء كان له قبل نحو سنتين مع نائب الرئيس السابق، جو بايدن، إذ أوضح انه لن يتنازل أبدا عن السيطرة الإسرائيلية في يهودا والسامرة. فصرخ بايدن: "ما تعرضه عليهم ليس دولة سيادية". فأجابه نتنياهو: "سمها كما شئت. ولكن هذا كل ما أعرضه". 
نتنياهو لا يريد دولة واحدة مع الفلسطينيين، ولكنه أيضا ليس مستعدا لان يمنحهم دولة سيادية بين النهر والبحر. "لا أريد أن أحكم مليوني فلسطيني. لست معنيا بأن يكونوا رعاياي، ولكني أيضا لست معنيا بأن أكون عرضة لاستقرارهم المهزوز. دول قوية انهارت في المنطقة، ومن دخل كان الاسلاميون المتطرفون مع أعلام بلون أخضر (حماس) أو بلون اسود (داعش)"، شرح نتنياهو. وبعد هذا التفسير، غادر بايدن وتوقفت المفاوضات مع الفلسطينيين. 
لقد كانت مسألة "الدولتين" اللغم المركزي لنتنياهو في رحلته إلى واشنطن هذا الاسبوع. فرئيس البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينيت حذر من أنه اذا واصل نتنياهو التمسك بحل دولة فلسطينية، فسيهز الامر الائتلاف ويؤدي إلى هزة ارضية. ومع أن نتنياهو امتنع عن القول انه تراجع عن مبدأ الدولتين الذي تعهد به في خطاب بار ايلان قبل نحو ثماني سنوات، الا انه في النهاية ارضى بينيت ومعظم وزراء الليكود ولم يذكر على الإطلاق موضوع اقامة الدولة الفلسطينية. 
في اللقاء المغلق كرر نتنياهو على مسمع ترامب المبدأ الذي قاله لأوباما ايضا في لقائه الاول: اريد اتفاق نزيها مع الفلسطينيين ومستعد للمساومة. والطرف الاخر ايضا ملزم بالمساومة. وقبل كل شيء، الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود في حدود ما. ثانيا، إسرائيل ستبقى وستسيطر في كل المنطقة لضمان امنها. نتنياهو قال ذلك، وترامب صدقه. هذا بالضبط ما تغير في البيت الأبيض. 
الولايات المتحدة ترامب تقف إلى يمين إسرائيل، توضح للفلسطينيين أن الانجازات ينبغي اكتسابها في المفاوضات فقط، وفقط اذا ما تساوم الطرفان. ترامب لم يتحدث عن انهاء الاحتلال ولا عن اخلاء المستوطنات. وبمفاهيم يعرفها من عالم الاعمال التجارية، يريد صفقة جيدة لا يشعر بها الطرفان بانهما إمعات. 
بخلاف أوباما "مؤيد الضعفاء"، جاء ترامب الذي يؤمن بأن لأصحاب القوة امكانية لفرض تسوية نزيهة. في نهج "دولة، دولتان، ما تريدون" لترامب، واضح أن ليس لديه مذهب مرتب للتفاصيل اليومية التي بين النهر والبحر. لا في موضوع قانون التسوية ولا بالنسبة لضم معاليه ادوميم. 
مصالح قومية
أعدت طواقم العمل جملة مواضيع للقاء الزعيمين. نتنياهو شدد على تأييد فكرة نقل السفارة إلى القدس، طلب اعترافا أميركيا لضم هضبة الجولان، واقترح أن يدرس الأميركيون تخفيف شروط الافراج عن جونثان بولارد، بحيث يتمكن من زيارة إسرائيل.
حيال الموقف الثابت للجامعة العربية والفلسطينيين، في أنهم لن يتنازلوا عن انسحاب إسرائيلي إلى خطوط 1967، ينشأ الانطباع أن ترامب في الجانب الإسرائيلي. كل اسلافي ارادوا جلب السلام لهذه البلاد، قال ترامب، أنا قادر على النجاح في ذلك.
في كل فرصة اخرى، فان قول لرئيس جديد انه سيسعده لجم البناء في المستوطنات، وانه يتوقع تقديم تنازلات في الطريق إلى السلام (حين يتبين في يوم اللقاء أن رئيس جهاز الاستخبارات الأميركي التقى ابو مازن في رام الله)، يمكن ان يفسر كضغط غير مناسب على إسرائيل من جانب الادارة الأميركية. ليس صحيحا، ليس هذه المرة. نتنياهو طلب الاستماع إلى المعزوفة وليس إلى الكلمات. رفض التفصيل وطلب ابقاء التفاصيل غامضة. فليست البركة إلا في الامر الخفي عن العيان، قال نتنياهو. 
"35 سنة وانا في هذه المدينة، واشنطن"، قال رئيس الوزراء وأجمل: "صدقوني، هذه هي الادارة الاكثر ودا لإسرائيل. التقيت في اثناء حياتي غير قليل من الرؤساء وانا اقول لكم بمسؤولية لم يكن صديق أكبر لإسرائيل من الرئيس ترامب. هذا يوم جديد لعلاقات إسرائيل – الولايات المتحدة". 
تحدث نتنياهو مع ترامب في موضوعين جوهريين آخرين: التهديد الايراني وما يجري في سورية. في الموضوع الاول، أوضح ترامب انه لن يسمح لايران بانتاج سلاح نووي. في سورية، إسرائيل غير مستعدة لان تقبل تواجدا ايرانيا. وأجمل نتنياهو قائلا: "تكاد لا تكون هناك تقريبا مجالات لم ننسجم فيها في الرأي، هكذا بحيث أنه اذا كان ترامب يريد ان يدرس موضوع المستوطنات المحدد هذا، فان مصلحتنا الوطنية تستدعي بذل هذا الجهد".
فضلا عن الجوهر، برز في الزيارة الاستقبال الحار لرئيس الوزراء وعقيلته سارة. "لقد خرجوا عن أطوارهم لاظهار ذلك"، اعترف نتنياهو، بعد اللقاء الذي استهدف خلق كيمياء أولى بين الزعيمين. وقد وجد هذا تعبيره ايضا في لقاء العائلتين نتنياهو – ترامب. في الغرفة البيضوية كانت الاجواء عائلية ولقاء العقيلتين، سارة وملانيا، بفستاني السهرة، مثيرا للفضول. وبرز ود ابنة الرئيس ايفانكا، للزوجين نتنياهو. واذا لم يكن هذا بكاف، ففي المؤتمر الصحفي أولى ترامب موقفا خاصا من سارة نتنياهو.
وقف ترامب إلى جانب نتنياهو وهاجم الاعلام الذي "ينتج انباء زائفة"، على حد قوله. اما نتنياهو، الذي يدير معارك مشابهة هو نفسه، فقد ابتسم ابتسامة طبيعية وطويلة.