Friday 29th of March 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    13-Oct-2018

عبد الرحمن النجاب وداعاً - يوسف عبداالله محمود

الراي - عن عمر يناهز الخامسة والتسعين رحل عن عالمنا المرزوء بالنكبات ابن»جيبيا» الفلسطينية عبد الرحمن النجاب. رحل واحد من الرعيل الأول الذي مارس التعليم والإدارة والتفتيش قبل أن يُحال الى التقاعد وهو بعد لم يتجاوز الخامسة والاربعين من العمر دون ان يُعرف عنه أدنى تقصير.

عبد الرحمن النجاب المهندس الزراعي الذي حاز على أعلى الشهادات العليا من الجامعة الاميركية ومن ثم من الولايات المتحدة، عاش النكبة الفلسطينية الاولى 1948 بكل مرارتها ومفارقاتها. ربطته صداقة بالقائد الفلسطيني الشهيد عبد القادر الحسيني الذي حدّثه عن التقصير العربي بحق فلسطين. مناضلاً عاش وقضى.
حين حاول الحصول على»جمع الشمل»بعد حرب 1967 للعودة الى مسقط الرأس»جيبيا» قابله خمسة اشخاص اسرائيليين وقد جهزوا انفسهم بالكاميرات المعلقة وآلات التسجيل قالوا له وفق ما ورد في كتابه»جيبيا»اول المشوار 1923«ص 128» هل انت مستعد ان تعمل معنا اذا عُدت؟ وكنت اعرف الذي يقصدونه. قلت: انا مستعد لخدمة بلدي في مجال التربية والزراعة. أُحلت بعد ذلك الى مركز الشرطة، وهنا قيل لي:»أنت قلت في مجمع النقابات المهنية في عمان أن اسرائيل دولة صهيونية محتلة. واذا أردت نحضر لك الأوراق.
فقلت:»لستم بحاجة لإحضار الأوراق، فأنا أقولها الآن أمامكم وبحضور هذه الكاميرات والتسجيلات: إسرائيل دولة محتلة عنصرية. ولم لم تكن كذلك فلماذا تحققون معي الآن في رام االله؟ فقال أحدهم:»أنا اقول نفس الكلام لو كان العرب في تل أبيب». وبناء على هذا الحوار الذي استمر اكثر من ساعتين عرفت الجواب»(المرجع السابق ص 129.( الخلاصة انهم ارادوا من هذا المناضل ان يغدو عميلاً لهم، فرد عليهم الرد المناسب.
عبد الرحمن النجاب الذي تنقل في الدراسة من الكُتّاب مروراً بالمدارس الاميرية في بيرزيت والبيرة ثم المدرسة الرشيدية الثانوية في القدس واختتم هذه المرحلة في مدرسة خضوري الزراعية التي تخرج منها عام 1945 ،ومن ثم اختير لثلاث بعثات دراسة في الخارج عمل في عدد من المواقع في وزارة التربية والتعليم في عمان كان آخرها مساعداً لمدير التعليم الزراعي.
بعد تقاعده المبكر عمل مديراً لمجمع النقابات المهنية خلال السنوات 1971-1974 .بعدها عمل خبيراً أممياً في مجال التعليم الزراعي وتدريب معلمي الزراعة في كل من ليبيريا والعراق وسيراليون خلال السنوات 1974-1980.
عبد الرحمن النجاب نموذج للفلسطيني الذي ظل قابضاً على الجمر. لم يساوم على وطنيته رغم كل الاغراءات التي عُرضت عليه.
قامة شامخة ظل على امتداد حياته. حين شعر بدنو الأجل كانت وصيته لاولاده واسرته ان ينقل جثمانه الى قريته «جيبيا» القريبة من رام االله ليُوارى في الثرى الطاهر وفي مقبرة العائلة التي ضمت أحباء من اسرته.
رحل من قال: «يجب الا نفقد الامل وان نستمر في العمل بأساليب علمية عقلانية. والنصر والظفر في النهاية للشعوب.
رحم االله أبا رشيد عبد الرحمن النجاب.