Thursday 25th of April 2024 Sahafi.jo | Ammanxchange.com

المواضيع الأكثر قراءة

 
  • آخر تحديث
    10-Oct-2021

نوال عباسي وما كتبته في الصحافة

 الدستور-محمد المشايخ

 
لأنها القيادية في الشأن العام، ولأنها من أكثر مبدعي الوطن العربي التزاما بهمومه، ومواكبة لقضاياه الوطنية، فقد أثرت الصحافة العربية، بمئات المقالات السياسية والأدبية، التي تعكس تعبيرها الصادق والجميل، عن ردة فعلها - باعتبارها من رائدات القومية العربية - تجاه ما يشهده وطنها يوميا من إرهاصات ومستجدات، وقبل الكتابة، كان نشطاء الحراك السياسي في الوطن العربي، شهودا على نضالها بالفعل، وعلى انحيازها للمقاومة، ولا سيما في فلسطين والعراق، من خلال مشاركتها في كل المسيرات والفعاليات والمؤتمرات والمهرجانات السياسية في الأردن وخارجه، فكان لسانها يهتف، وقلبها ينبض،وقلمها يكتب، ليس تحت طائلة التأثر والتأثير فحسب، بل إن ما يجري على الصعيد العسكري، كان يجعل دماءها تغلي نصرة للحق العربي وللإنسان العربي في مواجهة الاحتلال، وانتهاكاته التي تطال الأرض والعرض والمقدسات.
 
في 1550 صفحة من القطع الكبير، وفي مجلدين ضخمين، تعيد نوال عباسي عبر أربعة آلاف مقالة، تذكير قرائها بما نشرته في الصحافة المحلية والعربية، على مدى عقود من عمرها المديد، من مقالات أدبية وسياسية وفكرية، ومن خواطر ووجدانيات وحوارات، فكانت المؤرخة الموضوعية، والمحللة السياسية، والناقدة الجريئة التي تجلد بسياطها الأعداء وأعوانهم، وكانت تبرز في كتاباتها:الدول، والمدن، والهيئات، والمؤسسات، والشخصيات، وكان ذلك كله من إبداع بنات أفكارها، ودونما العودة إلى أي مرجع، بل غدا مجلداها مرجعا لمن أراد أن يتعرّف على عالمنا العربي في السنين الخوالي.
 
في العقود الماضية، تزاحمت الأحداث، وكان كل حدث يخفي ما قبله على ارض الواقع،ولكن قلم نوال عباسي، كان سباقا لإعادة الحياة لكل حدث مفصلي، سواء تمثل ذلك في الاعتداءات الخارجية، أو في الحروب والفتن الداخلية، أو في المقاومة التي زلزلت الأرض تحت أقدام الغزاة.
 
وبقدر ما كان حصان نوال عباسي جامحا على الصعيد السياسي، الأمر الذي جعل قراءها يحسبونها إلى جانب المعارضة، فإن لها مقالات في الكثير في المناسبات الوطنية الأردنية، انحازت فيها إلى الوطن وقيادته، وكتبت كلاما جميلا يليق بهما.
 
يمتاز أسلوب نوال عباسي بالعمق، وببعد النظر، وهو ضمن السهل الممتنع، ورغم الغزارة، فإنه يلتزم بالإيجاز والتشويق والجاذبية، فخير الكلام عندها ما قل ودل، ولأنها شاعرة وساردة، فإن رومانسيتها وأحلامها انعكست على كتاباتها ذات الرحيق والعبير الوطني والأدبي، ولأنها صاحبة خبرة وتجربة سياسية وأدبية طويلة، ولأنها ابنة الشارع العربي بخاصة، ولأنها ابنة الحياة الإنسانية بعامة، فقد كتبت من برج السياسة العاجي، بشكل أذهل وأدهش قراءها، الأمر الذي تبدى في مقدمة كل من المفكر سلام الشماع، والدكتور زياد ابولبن للمجلدين.
 
يُذكر أن المبدعة نوال سليم عيسى عباسي، كاتبة في عدة صحف، وناشطة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، وسبق لها أن نشرت مقالاتها وقصائدها وقصصها في صحف عدّة أردنية وعربيّة:تتقدمها الرّأي، والدّستور، وشيحان، وصوت الشّعب، والثورة، والمجد، وتنشط من خلال المنتدى العربيّ، ورابطة الكتاب الأردنيّين، ومجمع النقابات المهنية، واللجان الوطنيّة، وكانت ممثلة رابطة الكتاب الأردنيّين في لجنة الدفاع عن العراق، وشاركت في كثير من المؤتمّرات والمهرجانات والندوات الأدبيّة والسّياسيّة المحلية والعربية، من مجموعاتها القصصيّة:صدى المحطات، ليلة الحناء، لحظات هي العمر، امرأة الليلك، ومن مؤلفاتها:خواطر مرسلة (وجدانيات1) شاطئ الفيروز (وجدانيات2)، ومما أصدرته على صعيد النصوص: عبق المدن، ثوب بغداد، لامرأة من زمن آخر، وصدر لها أيضا: ما كتبته نوال عباسي في الصّحف، ما كـُتب عن نوال عباسي، ولها أيضا:حبيبتي، جرح المساء، نصوص وردية، وأصدرت تسع مجموعات قصصية وشعرية في مجلد كبير بعنوان (ما كتبته نوال عباسي)، وهي عضو رابطة الكتاب الأردنيّين، والاتّحاد العام للأدباء والكتاب العرب.